الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الخاتم
[باب ما جاء في اتّخاذ الخاتم]
(عن أنس بن مالك قال: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى بعض الأعاجم له: إنّهم لا يقرؤون كتابًا إلّا بخاتم، فاتّخذ خاتمًا من فضّة) قال الخطّابي: لم يكن لباس الخاتم من عادة العرب، فلمّا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى الملوك اتّخذ الخاتم.
قال السفاقسي: وكان اتّخاذ الخاتم سنة ستّ.
(ونقش فيه محمد رسول الله) كذا بالرفع على الحكاية، ونقش أي أمر بنقشه، زاد في رواية البخاري والترمذي أنّه كان ثلاثة أسطر محمد سطر ورسول سطر والله سطر، وزاد ابن سعد من مرسل ابن سيرين بسم الله محمد رسول الله، قال الحافظ ابن حجر: ولم يتابع على هذه الزيادة، وقد أورده من مرسل طاوس والحسن البصري وإبراهيم النخعي وسالم بن أبي الجعد وغيرهم ليس فيه الزيادة، وروى أبو الشيخ بن حبّان في أخلاق
النبي صلى الله عليه وسلم من طريق عرعرة بن البِرند عن عَزْرة بن ثابت عن ثمامة عن أنس قال: كان فصّ خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم حبشيًا مكتوب عليه لا إله إلَّا الله محمد رسول الله، وعرعرة (1) ضعّفه ابن المديني وزيادته هذه شاذة، وفي الأفراد للدارقطني عن يعلى بن أميّة قال: أنا صغت (2) للنبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا لم يشركني فيه أحد، نقش فيه محمد رسول الله، قال الحافظ ابن حجر: فيستفاد منه اسم الذي صاغ الخاتم ونقشه.
.
(فكان في يده حتّى قبض وفي يد أبي بكر) قال النّووي: فيه أنّه صلى الله عليه وسلم لا يورث وإلّا لدفع خاتمه للورثة.
(وفي يد عثمان) زاد ابن سعد: ستّ سنين.
(إذ سقط في البئر فأمر بها فنزحت فلم يقدر عليه) قال بعض العلماء: كان في خاتمه صلى الله عليه وسلم من السرّ شيء ممّا كان في خاتم سليمان عليه السلام، لأن سليمان لمّا فقد خاتمه ذهب ملكه، وعثمان لمّا فقد (3) خاتم النبيّ صلى الله عليه وسلم انتقض عليه الأمر وخرج عليه الخارجون، وكان ذلك مبدأ الفتنة التي أفضت إلى قتله واتّصلت إلى آخر الزمان.
(1) في أ: "عروة".
(2)
في أ: "صنعت"
(3)
في ج: "ذهب".
(عن ابن شهاب قال حدّثني أنس قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من ورق فصّه حبشيّ) وفي الحديث الذي يليه (حميد الطويل عن أنس قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضّة كلّه فصّه منه) قال البيهقي: هذا يدلّ على أنّه كان له خاتمان، أحدهما فصّه حبشيّ، والآخر فصّه منه، إن كان الزهري حفظ في حديثه من ورق، والأشبه بسائر الروايات أنّ الذي كان فصّه حبشيًّا هو الخاتم الذي اتّخذه من ذهب ثمّ طرحه واتّخذ خاتمًا من ورق. انتهى وذكر أنّه لا يسمّى خاتمًا إلَّا إذا كان له فصّ، فإن كان بلا فصّ فهو حلقة، والفصّ قال الجوهري بفتح الفاء، والعامّة تكسرها، وأثبتها غيره لغة، وزاد بعضهم الضمّ، وعليه جرى ابن مالك في المثلّث.
(في أريس) بفتح الهمزة وكسر الرّاء وسين مهملة بوزن عظيم، وهي في حديقة بالقرب من مسجد قباء، قال الكرماني: والأفصح صرفه.