الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأصمعي. قال أبو عبيد: وقد يكون يَعذروا بفتح الياء بمعنى يكون لمن يعذرهم العذر في ذلك.
وقال في النهاية: يقال أعذر فلان من نفسه إذا أمكن منها، يعني أنّهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم فيستوجبوا العقوبة، ويكون لمن يعذبهم عذر كأنَّهم قاموا بعذره في ذلك، ويروى بفتح الياء من عذرت وهو بمعناه.
***
[باب قيام الساعة]
(أرأيتم ليلتكم هذه فإنّ على رأس مائة سنّة منها لا يبقى ممّن هو على ظهر الأرض أحد) قال النووي: المراد أنّ كلّ من كان تلك اللّيلة على الأرض لا يعيش بعدها أكثر من مائة سنة، سواء قلّ عمره قبل ذلك أم لا، وليس فيه نفي عيش أحد بعد تلك الليلة فوق مائة سنة. قال: وفيه احتراز عن الملائكة، وقد احتجّ بهذا الحديث من شذّ من المحدّثين فقال الخضر عليه السلام ميّت، والجمهور على حياته ووجوده
بين أظهرنا، ويؤوّلون الحديث على أنه كان على البحر لا على الأرض، وقال بعضهم: هذا على سبيل الغالب، قال الكرماني: فإن قلت فما تقول في عيسى؟ قلت: هو ليس على ظهر الأرض بل في السماء، وهو من النوادر، فإن قلت: فما قولك في إبليس؟ ، قلت: أما إنّه ليس على ظهر الأرض بل هو في الهواء أو في النار، أو المراد من لفظ "هو" الإنس) (1)، قال: واسم "إنّ" في الحديث على هذه الرواية ضمير الشأن، وفي رواية البخاري "فإنّ رأس".
(فوهل الناس) بفتح الهاء.
(يريد أن ينخرم ذلك القرن) قال في النّهاية: القرن أهل زمانه، وانخرامه ذهابه وانقضاؤه.
وقال ابن بطّال: إنَّما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذه مخرم (2) الجيل الذي هم فيه، فوعظهم بقصر أعمارهم وأعلمهم أنَّ أعمارهم ليست كأعمار من تقدَّم من الأمم ليجتهدوا في العبادة.
(لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم) قال السّهيلي: ليس في هذا الحديث ما ينفي الزيادة على الخمسمائة، قال: وقد جاء بيان ذلك فيما رواه جعفر بن عبد الواحد بلفظ: "إن أحسنت أمتي فبقاؤها يوم من أيام الآخرة وذلك ألف سنة، وإن أساءت فنصف يوم".
وقال الحافظ عماد الدين بن كثير في تاريخه: هذا التحديد بهذه المدّة
(1) في ج: "من هو الإنس".
(2)
في أ: "يخرم".
لا ينفي ما يزيد عليها، إن صحَّ رفع الحديث، فأمَّا ما يورده كثير من العامّة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لا يولف تحت الأرض، فليس له أصل ولا ذكر في كتب الحديث.
وقال الحافظ ابن حجر: قد حمل بعض شرّاح المصابيح حديث: "لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم" على حال يوم القيامة، وزيّفه الطيبي فأصاب، قال: وأمّا زيادة جعفر فهي موضوعة لأنَّها لا تعرف إلَّا من جهته، وهو مشهور بوضع الحديث، وقد كذّبه الأئمَّة، مع أنَّه لم يسق سنده بذلك، فالعجيب من السهيلي كيف سكت عنه مع معرفته بحاله. انتهى.
*****