المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[باب في الطيرة] - مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود - جـ ٣

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌[باب ما جاء في إجابة الدّعوة]

- ‌[باب في كم تستحب الوليمة

- ‌[باب ما جاء في الضّيافة]

- ‌[باب نسخ الضيف يأكل من مال غيره]

- ‌[باب في طعام المتباريين]

- ‌[باب الرَّجُلِ يُدْعَى فَيَرَى مَكْرُوهًا]

- ‌[باب إذا حضرت الصلاة والعَشَاء]

- ‌[باب ما جاء في الأكل متّكئا]

- ‌[باب ما جاء في الأكل من أعلى الصحفة]

- ‌[باب في أكل اللحم]

- ‌[باب في أكل الدّباء]

- ‌[باب في كراهية التّقذّر للطعام]

- ‌[باب في أكل الأرنب]

- ‌[باب في أكل الضبّ]

- ‌[باب في أكل حشرات الأرض]

- ‌[باب النهي عن أكل السباع]

- ‌[باب في أكل لحوم الحمر الأهلية]

- ‌[باب في أكل الطافي من السمك]

- ‌[باب في المضطرّ إلى الميتة]

- ‌[باب في أكل الثوم]

- ‌[باب في الجمع بين لونين في الأكل]

- ‌[باب في الأكل في آنية أهل الكتاب]

- ‌[باب في دواب البحر]

- ‌[باب في اللقمة تسقط]

- ‌[باب في الخادم يأكل مع المولى]

- ‌[باب ما يقول الرجل إذا طعم]

- ‌[باب في غسل اليد من الطعام]

- ‌كتاب الطب

- ‌[باب في الرّجل يتداوى]

- ‌[باب في الحمية]

- ‌[باب في الحجامة]

- ‌[باب متى تستحبّ الحجامة]

- ‌[باب في الكيّ]

- ‌[باب في السعوط]

- ‌[باب في النّشرة]

- ‌[باب في الترياق]

- ‌[باب في الأدوية المكروهة]

- ‌[باب في تمرة العجوة]

- ‌[باب في العلاق]

- ‌[باب في الغيل]

- ‌[باب في تعليق التمائم]

- ‌[باب ما جاء في الرّقى]

- ‌[باب كيف الرّقى]

- ‌[باب في النجوم]

- ‌[باب في الخطّ وزجر الطير]

- ‌[باب في الطّيرة]

- ‌كتاب العتق

- ‌[باب في المكاتب يؤدّي بعض كتابته فيعجز أو يموت]

- ‌[باب في بيع المكاتب إذا فسخت الكتابة]

- ‌[باب من ذكر السعاية في هذا الحديث] (2)

- ‌[باب فيمن روى أنّه لا يُسْتَسعى]

- ‌[باب في عتق أمّهات الأولاد]

- ‌[باب فيمن أعتق عبدًا وله مال]

- ‌[باب في عتق ولد الزّنا]

- ‌[باب في ثواب العتق]

- ‌كتاب الحروف

- ‌[باب]

- ‌كتاب الحمّام

- ‌[باب النهي عن التّعرّي]

- ‌[باب ما جاء في التّعرّي]

- ‌كتاب اللّباس

- ‌[باب فيما يُدْعى لمن لبس ثوبا جديدا]

- ‌[باب ما جاء في القميص]

- ‌[باب في لبس الشّهرة]

- ‌[باب في لبس الصّوف والشَّعر]

- ‌[باب ما جاء في الخزّ]

- ‌[باب ما جاء في لبس الحرير]

- ‌[باب من كرهه]

- ‌[باب الرّخصة في العَلَم وخيط الحرير]

- ‌[باب في الحرير للنساء]

- ‌[باب في الحمرة]

- ‌[باب في الهدب]

- ‌[باب في العمائم]

- ‌[باب في لبسة الصّمّاء]

- ‌[باب في حلّ الإزار]

- ‌[باب في التقنّع]

- ‌[باب ما جاء في إسبال الإزار]

- ‌[باب ما جاء في الكبر]

- ‌[باب في قدر موضع الإزار]

- ‌[باب لباس النساء]

- ‌[باب في قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}]

- ‌[باب في قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}]

- ‌[باب في العبد ينظر إلى شعر مولاته]

- ‌[باب في قوله تعالى: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ}]

- ‌[باب في الاختمار]

- ‌[باب في لباس القباطي للنساء]

- ‌[باب في أهب الميّتة]

- ‌[باب في جلود النمور والسباع]

- ‌[باب في الانتعال]

- ‌[باب في الفُرُش]

- ‌[باب في اتّخاذ الستور]

- ‌[باب في الصليب في الثوب]

- ‌[باب في الصور]

- ‌كتاب التّرجل

- ‌[باب النَّهْي عَنْ كَثير مِن الإِرْفَاه]

- ‌[باب في صلة الشعر]

- ‌[باب ما جاء في المرأة تتطيب للخروج]

- ‌[باب في الخلوق للرّجال]

- ‌[باب ما جاء في الشّعر]

- ‌[باب في تطويل الجمّة]

- ‌[باب في أخذ الشارب]

- ‌[باب في الخضاب]

- ‌[باب ما جاء في خِضاب السواد]

- ‌[باب ما جاء في الانتفاع بالعاج]

- ‌كتاب الخاتم

- ‌[باب ما جاء في اتّخاذ الخاتم]

- ‌[باب ما جاء في ترك الخاتم]

- ‌[باب ما جاء في خاتم الذهب]

- ‌[باب ما جاء في خاتم الحديد]

- ‌[باب ما جاء في التَّختّم في اليمين أو اليسار]

- ‌[باب ما جاء في ربط الأسنان بالذهب]

- ‌[باب ما جاء في الذهب للنساء]

- ‌كتاب الفتن

- ‌[باب ذكر الفتن ودلائلها]

- ‌[باب في النهي عن السعي في الفتنة]

- ‌[باب في كفّ اللسان]

- ‌[باب ما يرخّص فيه من البداوة في الفتنة]

- ‌[باب في تعظيم قتل المؤمن]

- ‌[باب ما يرجى في القتل]

- ‌كتاب المهدي

- ‌[باب]

- ‌كتاب الملاحم

- ‌[باب ما يذكر في قَرْن المائة]

- ‌ فائدة:

- ‌‌‌ فائدة:

- ‌ فائدة:

- ‌[باب في أمارات الملاحم]

- ‌[باب في تواتر الملاحم]

- ‌[باب في تداعي الأمم على الإسلام]

- ‌[باب في المعقل من الملاحم]

- ‌[باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة]

- ‌[باب في قتال الترك]

- ‌[باب في ذكر البصرة]

- ‌[باب النهي عن تهييج الحبشة]

- ‌[باب أمارات الساعة]

- ‌[باب حسر الفرات عن كنز]

- ‌[باب خروج الدجّال]

- ‌[باب في خبر الجسَّاسة]

- ‌[باب في خبر ابن صائد]

- ‌[باب الأمر والنهي]

- ‌[باب قيام الساعة]

- ‌كتاب الحدود

- ‌[باب الحكم فيمن ارتدّ]

- ‌[باب الحكم فيمن سبّ النبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌[باب ما جاء في المحاربة]

- ‌[باب في الحدّ يشفع فيه]

- ‌[باب العفو عن الحدود ما لم تبلغ السلطان]

- ‌[باب في صاحب الحدّ يجيء فيقرّ]

- ‌[باب في التلقين في الحدّ]

- ‌[باب في الرجل يعترف بحدّ ولا يسمّيه]

- ‌[باب ما يقطع فيه السارق]

- ‌[باب ما لا قطع فيه]

- ‌[باب في المجنون يسرق أو يصيب حدًّا]

- ‌[باب في الغلام يصيب الحدّ]

- ‌[باب الرجل يسرق في الغزو أيقطع

- ‌[باب في السارق يسرق مرارًا]

- ‌[باب بيع المملوك إذا سرق]

- ‌[باب رجم ماعز بن مالك]

- ‌[باب المرأة التي أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم برجمها من جهينة]

- ‌[باب في رجم اليهوديين]

- ‌[باب في الرجل يزني بجارية امرأته]

- ‌[باب في الأمة تزني ولم تحصن]

- ‌[باب في إقامة الحدّ علي المريض]

- ‌[باب الحدّ في الخمر]

- ‌[باب إذا تتابع في شرب الخمر]

- ‌كتاب الدّيات

- ‌[باب الإمام يأمر بالعفو في الدم]

- ‌[باب فيمن سقى رجلًا سمًّا أو أطعمه فمات أيقاد منه

- ‌[باب من قتل عبده أو مثّل به أيقاد منه

- ‌[باب القسامة]

- ‌[باب يقاد من القاتل]

- ‌[باب أيقاد المسلم بالكافر]

- ‌[باب العامل يصاب على يديه خطأ]

- ‌[باب القود من الضربة وقصّ الأمير من نفسه]

- ‌[باب عفو النساء عن الدّم]

- ‌[باب من قتل في عمّيًا بين القوم]

- ‌[باب الدية كم هي

- ‌[باب دية الخطأ شبه العمد]

- ‌[باب ديات الأعضاء]

- ‌[باب دية الجَنين]

- ‌[باب في دية المكاتب]

- ‌[باب في الرجل يقاتل الرجل فيدفعه عن نفسه]

- ‌[باب فيمن تطبّب ولا يعلم منه طبّ فأَعْنَتَ]

- ‌[باب في الدابة تنفح برجلها]

- ‌[باب العجماء والمعدن والبئر جبار]

- ‌[باب في النار تعدّى]

- ‌[باب في جناية العبد يكون للفقراء]

- ‌[باب القصاص من السنّ]

- ‌كتاب السُّنَّة

- ‌[باب شرح السُّنَّة]

- ‌[باب مجانبة أهل الأهواء وبغضهم]

- ‌[باب النهي عن الجدال في القرآن]

- ‌[باب في لزوم السنة]

- ‌[باب في الخلفاء]

- ‌[باب في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌[باب النهي عن سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌[باب في استخلاف أبي بكر رضي الله عنه]

- ‌[باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام]

- ‌[باب في ردّ الإرجاء]

- ‌[باب الدليل علي زيادة الإيمان ونقصانه]

- ‌[باب في القدر]

- ‌[باب في ذراري المشركين]

- ‌[باب في الجهمية]

- ‌[باب في الرؤية]

- ‌[باب في الردّ على الجهميّة]

- ‌[باب في ذكر البعث والصّور]

- ‌[باب في الحوض]

- ‌[باب في المسألة في القبر وعذاب القبر]

- ‌[باب في قتل الخوارج]

- ‌[باب في قتال الخوارج]

- ‌كتاب الأدب

- ‌[باب في الحلم وأخلاق النبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌[باب في الوقار]

- ‌[باب من كظم غيظًا]

- ‌[باب ما يقال عند الغضب]

- ‌[باب في حسن العشرة]

- ‌[باب في الحَياء]

- ‌[باب في حسن الخلق]

- ‌[باب في كراهية التّمادح]

- ‌[باب في الرِّفق]

- ‌[باب في شكر المعروف]

- ‌[باب في الجلوس في الطرقات]

- ‌[باب في الجلوس بين الظلّ والشّمس]

- ‌[باب في التحلّق]

- ‌[باب في الجلوس وسط الحلقة]

- ‌[باب من يؤمر أن يجالس]

- ‌[باب في كراهية المِراء]

- ‌[باب الهدى في الكلام]

- ‌[باب في الخطبة]

- ‌[باب في تنزيل الناس منازلهم]

- ‌[باب في جلوس الرّجل]

- ‌[باب في الجِلْسة المكروهة]

- ‌[باب في التّناجي]

- ‌[باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله]

- ‌[باب في كفّارة المجلس]

- ‌[باب في الحذر من الناس]

- ‌[باب في هَدْي الرَّجل]

- ‌[باب في الرّجل يضع إحدى رجليه على الأخرى]

- ‌[باب في نَقْل الحديث]

- ‌[باب في القَتَّات]

- ‌[باب في الغِيبة]

- ‌[باب في النهي عن التجسّس]

- ‌[باب في المؤاخاة]

- ‌[باب في الانتصار]

- ‌[باب في الحسد]

- ‌[باب فيمن دعا على من ظلمه]

- ‌[باب فيمن يهجر أخاه المسلم]

- ‌[باب في الظنّ]

- ‌[باب في النصيحة والحياطة]

- ‌[باب في إصلاح ذات البين]

- ‌[باب كراهية الغناء والزّمر]

- ‌[باب في اللّعب بالبنات]

- ‌[باب في الأرجوحة]

- ‌[باب في اللعب بالحمام]

- ‌[باب في الرَّحمة]

- ‌[باب في النصيحة]

- ‌[باب في تغيير الأسماء]

- ‌[باب في تغيير الاسم القبيح]

- ‌[باب في الرجل يتكنّى وليس له ولد]

- ‌[باب في قول الرّجل: زَعموا]

- ‌[باب في الكرم وحفظ المنطق]

- ‌[باب لا يقال: خبثت نفسي]

- ‌[باب في صلاة العتمة]

- ‌[باب ما روي في الترخيص في ذلك]

- ‌[باب في المتشبّع بما لم يعط]

- ‌[باب ما جاء في المزاح]

- ‌[باب ما جاء في المتشدّق في الكلام]

- ‌[باب ما جاء في الشّعر]

- ‌[باب ما جاء في الرؤيا]

- ‌‌‌ فائدة:

- ‌ فائدة:

- ‌[باب ما جاء في التثاؤب]

- ‌[باب في العطاس]

- ‌[باب كيف تشميت العاطس]

- ‌[باب كم مرّة يشمّت العاطس]

- ‌[باب فيمن يعطس ولا يحمد الله]

- ‌[باب في الرجل ينبطح على بطنه]

- ‌[باب في النوم على سطح غير محجّر]

- ‌[باب في النوم على طهارة]

- ‌[باب ما يقول عند النوم]

- ‌[باب في التسبيح عند النوم]

- ‌[باب ما يقول إذا أصبح]

- ‌[باب ما يقول الرجل إذا رأى الهلال]

- ‌[باب ما يقول الرجل إذا خرج من بيته]

- ‌[باب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ]

- ‌[باب ما يقول إذا هاجت الريح]

- ‌[باب ما جاء في المطر]

- ‌[باب ما جاء في الدّيك والبهائم]

- ‌[باب في الصبي يولد فيؤذن في أذنه]

- ‌[باب في ردّ الوسوسة]

- ‌[باب في التفاخر بالأحساب]

- ‌[باب في العصبيّة]

- ‌[باب في الدالّ على الخير]

- ‌[باب في الهَوَى]

- ‌[باب في برّ الوالدين]

- ‌[باب فِي فَضْلِ مَنْ عَالَ يَتَامَى]

- ‌[باب في من ضمّ يتيمًا]

- ‌[باب في حقّ الجوار]

- ‌[باب في حقّ المملوك]

- ‌[باب فيمن خبّب مملوكًا على مولاه]

- ‌[باب في الاستئذان]

- ‌[باب كيف الاستئذان]

- ‌[باب كم مرّة يسلّم الرجل في الاستئذان]

- ‌[باب الرجل يستأذن بالدّق]

- ‌[باب في الرجل يدعى أيكون ذلك إذنه]

- ‌[باب في إفشاء السّلام]

- ‌[باب من أولى بالسلام]

- ‌[باب في السلام على الصبيان]

- ‌[باب في السلام على النساء]

- ‌[باب في السلام على أهل الذمّة]

- ‌[(باب) (1) في المصافحة]

- ‌[باب في المعانقة]

- ‌[باب ما جاء في القيام]

- ‌[باب في قُبْلة الرّجل ولده]

- ‌[باب في قبلة الجسد]

- ‌[باب في قبلة الرِّجْل]

- ‌[باب في قيام الرجل للرجل]

- ‌[باب ما جاء في البناء]

- ‌[باب في اتّخاذ الغُرَف]

- ‌[باب في قطع السّدر]

- ‌[باب في إماطة الأذى عن الطريق]

- ‌[باب في قتل الحيّات]

- ‌[باب في قتل الأوزاغ]

- ‌[باب في قتل الذرّ]

- ‌[باب في الخذف]

- ‌[باب ما جاء في الختان]

- ‌[باب في الرّجل يسبّ الدّهر]

الفصل: ‌[باب في الطيرة]

[باب في الطّيرة]

(" الطّيرة شرك" ثلاثًا "وما منّا إلّا ولكنّ الله يذهبه بالتّوكّل) قال الخطّابي: معناه وما منّا إلَّا من قد يعتريه التطيّر ويسبق إلى قلبه الكراهة فيه، فحذف اختصارًا للكلام واعتمادا على فهم السامع، وقال محمد بن إسماعيل: كان سليمان بن حرب ينكر هذا ويقول هذا الحرف ليس قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنّه قول ابن مسعود.

وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: قوله (1): "وما منّا" إلى آخره، مدرج في الحديث ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، قاله (2) بعض الحفّاظ وهو الصواب.

قلت: وهذا الحذف يسمّى في البديع بالاكتفاء.

قال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: والفرق بين الطّيرة والتطيّر أنّ التطيّر هو الظنّ السيّء الذي في القلب، والطيرة هو الفعل المرتّب على الظنّ السيّء.

وقال البيهقي في شعب الإيمان. التّطيّر زجر الطير وإزعاجها عن أوكارها عند إرادة الخروج للحاجة، حتى إذا مرّت على اليمين تفاءل به ومضى على وجهه، وإن مرّت على الشمال تفاءل (3) به ورجع وقعد، وهذا من فعل أهل الجاهلية الذين كانوا يوجبون ذلك ولا يضيفون التدبير إلى الله.

(1) في أ: "في قوله".

(2)

في أ: "قال".

(3)

كذا في النسح الثلاث، وفي شعب الإيمان 2/ 61 (ط: دار الكتب العلمية): "تشاءم".

ص: 960

وقوله: "الطيرة شرك" يريد على ما كان أهل الجاهلية يعتقدون فيها، وقوله:"وما منّا إلَّا" يقال: هذا من قول عبد الله بن مسعود وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله "وما منّا إلَّا" يريد وما منّا إلَّا وقع في قلبه شيء عند ذلك على ما جرت به العادة وقضت به التجارب، لكنه لا يقرّ فيه بل يحسن اعتقاده أن لا مدبّر سوى الله فيسأل الله الخير ويستعيذ به من الشرّ، ويمضي على وجهه متوكّلًا على الله تعالى. انتهى.

(لا عدوى) قال الخطّابي: يريد أنّ شيئًا لا يعدي شيئًا حتى يكون الضّرر من قبله، وإنّما هو بتقدير الله عز وجل وسابق قضائه فيه.

(ولا صفر) حكى أبو عبد الله (1) عن رؤبة بن الحجّاج أنّه سئل عن الصفر فقال: هو حيّة تكون في البطن تصيب الماشية والناس، قال: وهي أعدى من الجرب. قال أبو عبد الله: فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم أنّها تعدي.

(1) كذا في النسخ الثلاث، وفي معالم السنن:"أبو عبيد".

ص: 961

(لا يوردنّ ممرض على مصحّ) قال الخطّابي وابن الأثير: الممرض الدْي له إبل مرضى، والمصحّ صاحب الصّحاح منها، فنهى الممرض أن يسقي إبله مع إبل المصحّ، لا لأجل العدوى، ولكن الصّحاح ربّما عرض لها مرض فوقع في نفس صاحبها أنّ ذلك من قبل العدوى فيفتنه ويشكّكه، فأمر باجتنابه والبعد عنه، وقد يحتمل أن يكون ذلك من قبل الماء والمرعى تستوبئه الماشية فتمرض، فإذا شاركها غيرها في ذلك أصابه مثل ذلك الداء، فكانوا لجهلهم يسمّونه عدوى وإنّما هو فعل الله تعالى.

(ولا نوء) قال أبو عبيد: إنّما (1) غلّظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الأنواء لأنّ العرب كانت تنسب المطر إليها، وكانوا يقولون إنّ مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر وينسبونه إليها، والأنواء ثمان وعشرون منزلة، ينزل القمر كلّ ليلة في منزلة منها ويسقط في الغرب (2) كلّ ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر وتطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت في الشرق فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة.

(لا غول) قال في النّهاية: الغول أحد الغيلان وهي جنس من الجنّ والشياطين كانت العرب تزعم أنّ الغول في الفلاة تترآى للناس فتتغوّل تغوّلًا

(1) في ج: "كذا".

(2)

في ج: "المغرب".

ص: 962

أي: تتلوّن تلوّنا في صور شتى وتغولهم أي: تضلّهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه وأبطله، وقيل: ليس نفيًا لعين الغول ووجوده وإنّما فيه إبطال زعم العرب في تلوّنه بالصّور المختلفة واغتياله، فيكون معنى "لا غول" أنّها لا تستطيع أن تضلّ أحدًا ولا تقدر على ذلك إلَّا بإذن الله تعالى، وبهذا جزم الخطّابي.

(ولا طيرة) قال ابن القيم في مفتاح دار السّعادة: (و)(1) هذا يحتمل أن يكون نفيًا وأن يكون نهيًا، أي: لا تتطيّروا، ولكن قوله في الحديث:"لا عدوى ولا صفر ولا هامة" يدل على أنّ المراد النفي وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها، والنفي في هذا أبلغ من النهي لأنّ النفي يدلّ على بطلان ذلك وعدم تأثيره، والنهي إنّما يدلّ على المنع منه.

(وبعجبني الفأل) بالهمز.

(والفأل الصالح الكلمة الحسنة) هو من تتمّة الحديث المرفوع وليس مدرجًا، صرّح بذلك الخطابي وابن الأثير، قال الخطّابي: قد أعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الفأل هو أن يسمع الإنسان الكلمة الحسنة فيتفاءل بها أي يتبرّك بها ويتأوّلها على المعنى الذي يطابق اسمها، وأنّ الطيرة بخلافها وإنّما أخذت من اسم الطير وذلك أنّ العرب كانت تتشاءم ببروح الطير إذا كانوا في سفر أو سير فيصدّهم ذلك عن السير ويردّهم عن بلوغ ما يمّموه من مقاصدهم، فأبطل صلى الله عليه وسلم أن يكون لشيء منها تأثير في اختلاف ضرر أو نفع، واستحبّ الفأل بالكلمة الحسنة يسمعها من ناحية حسن الظنّ بالله عز وجل.

ثمّ روى عن الأصمعي قال: سألت ابن عون عن الفأل قال: هو أن يكون مريضًا فتسمع يا سالم، أو يكون طالبًا فتسمع يا واجد.

(1) غير موجود في أ.

ص: 963

قال في النهاية: فيقع في ظنّه أنّه يبرأ من مرضه ويجد ضالّته، قال وإنّما أحبّ صلى الله عليه وسلم الفأل لأنّ الناس إذا أمِلوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كلّ سبب ضعيف أو قويّ، فهم على خير ولو غلطوا في جهة الرّجاء، فإنّ الرّجاء لهم خير، فإذا قطعوا أملهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشرّ، وأمّا الطيرة فإنّ فيها سوء الظنّ بالله وتوقع البلاء.

(ذكرت الطّيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنها الفأل) قال في النهاية: جاءت الطّيرة بمعنى الجنس، والفأل بمعنى النوع.

(عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته فقال: أخذنا فألك من فيك) رواه أبو نعيم في الطب من حديث كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جدّه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقول هاكها خضرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا لبيك نحن أخذنا فألك من فيك اخرجوا بنا إلى خضرة"، فخرجوا إليها فما سلّ فيها سيف.

ص: 964

(الشؤم في الدّار والمرأة والفرس) قال الخطّابي: قيل إنّ شؤم الدار ضيقها وسوء جوارها، وشؤم الفرس أن لا يغزى عليها، وشؤم المرأة أن لا تلد. وقال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: في هذا الحديث إشكال لأنّه إن أراد التشاؤم فالواقع أنّ الناس يتشاءمون بهذه وغيرها، وإن أراد بالشؤم ما اشتملت عليه هذه الأشياء من المفاسد فيصير معنى الكلام إنّما المفاسد في هذه الأشياء، وهذا الحصر مشكل لأنّ غالب ما في الدنيا قد اشتمل على مفسدة ولو بوجه ما، وإذا كان كذلك فلا يمكن الحصر حينئذٍ في الثلاثة؟

قال: والجواب أنّ المراد التشاؤم بها وهو القسم الأوّل في السؤال، وذلك لأنّ التشاؤم يعقبه الضّرر الذي يخافه المتطيّر، فتارة يعقبه لأنّ التشاؤم سبب عادي فلذلك ترتّب عليه، وتارة يعقبه عقوبة لتطير المتشائم فإنّ التطيّر ظنّ، وقد قال الربّ سبحانه وتعالى:"أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنّ بي ما شاء" وروي: "فليظنّ بي خيرًا"، فأجرى الله عادته أن يعاقب من أساء الظنّ به بالمفسدة التي وقع التطيّر بها، فالضّرر يصل إلى المتطيّر في هذه الثلاث لأنّ التطيّر سبب، أو لأنّ سوء الظنّ سبب، وأمّا في غيرها فلسبب واحد وهو سوء الظنّ، فالحصر إنّما ورد على سبب التطيّر لا أنّها منحصرة في هذه الثلاث دون غيرها.

ص: 965

(أرض أبين) قال في النهاية: هو بوزن أبيض، رجل من حمير أقام بها فأضيفت إليه.

(دعها عنك فإنّ من القرف التّلف) قال الخطّابي: قال القتبي: القرف مداناة الوباء ومداناة المرض، والتلف الهلاك، قال: وليس هذا من باب العدوى وإنّما هو من باب الطب، فإنّ استصلاح الأهوية من أعون الأشياء على صحّة الأبدان، وفساد الهواء (1) من أضرّها وأسرعها إلى أسقام الأبدان عند الأطبّاء.

(ذروها ذميمة) قال في النّهاية: أي اتركوها مذمومة، فعيلة بمعنى مفعولة، وإنّما أمرهم بالتحوّل عنها إبطالًا لما وقع في نفوسهم من أنّ المكروه إنّما أصابهم بسبب سكنى الدار فإذا تحوّلوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة.

*******

(1) في ب: "الأهواء".

ص: 966