الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ما لي أراكم عزين) قال الخطّابي: يريد فرقاء مختلفين لا يجمعكم مجلس واحد، وواحد العزين عِزة.
***
[باب في الجلوس وسط الحلقة]
(لعن من جلس وسط الحلقة) قال الخطّابي: هذا يتأوّل فيمن يأتي حلقة قوم فيتخطّى رقابهم ويقعد (1) وسطها ولا يقعد حيث ينتهي به المجلس، فلعن للأذى، وقد يكون في ذلك أنّه إذا قعد وسط الحلقة حال بين الوجوه ويحجب بعضهم من بعض، فيتضرّرون بمكانه وبمقعده هناك.
***
[باب من يؤمر أن يجالس]
(1) في أيمكن قراءتها: "يقصد".
(لا تصاحب إلّا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلّا تقيّ) قال الخطّابي: هذا في طعام الدعوة دون طعام الحاجة، وإنّما حذّر من صحبة من ليس بتقيّ وزجر عن مخالطته ومؤاكلته، لأنّ المطاعمة توقع الألفة والمودّة في القلوب، يقول لا تؤالف من ليس من أهل التقوى والورع، ولا تتّخذه جليسًا تطاعمه وتنادمه.
(حدّثنا ابن بشار ثنا أبو عامر وأبو داود، قالا: ثنا زهير بن محمد حدثني موسى بن وردان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الرّجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل").
هذا الحديث أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدّين القزويني على المصابيح وقال: إنّه موضوع، وقال الحافظ ابن حجر في ردّه عليه: قد حسّنه الترمذي وصحّحه الحاكم، وقد أورده ابن عديّ في ترجمة زهير، ونقل عن أبي زرعة الدمشقي قال: قلت لمحمد بن السري: ثنا أبو مسهر (1) عن يحيى بن حمزة عن زهير به موصولًا، فقال: لم يصنع صاحبك شيئًا، حدثنا يحيى بن حمزة به مرسلًا. قال: وقد رواه هشام بن عمّار عن الوليد بن مسلم عن زهير به (2)، وزهير بن محمد استشهد به البخاري ولكن قالوا: إنّ في رواية الشاميّين عنه مناكير، كأنّه لما دخل الشام حدّث من حفظه فوهم، فروايتهم عنه غير معتبرة، وهذا الحديث ممّا اشترك في روايته عنه الشاميّون وغيرهم، وموسى المذكور وثّقه جماعة وضعّفه بعضهم من جهة حفظه، فحديثه من هذه الحيثية من قَبيل الحسن. انتهى.
(1) في ج: "مشهر".
(2)
في ب زيادة: "موصولًا".
(الأرواح جنود مجنّدة) قال في النّهاية: أي مجموعة، كما يقال: ألوف مؤلفة، وقناطير مقنطرة.
(فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) قال الخطّابي ثمّ ابن الأثير: معناه الإخبار عن مبدأ كون الأرواح وتقدّمها الأجساد التي هي ملابستها، على ما روي أنّ الله خلق الأرواح قبل الأجساد بكذا وكذا عامًا، فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنّها خلقت أوّل ما خلقت على قسمين من ائتلاف واختلاف، كالجنود المجنّدة إذا تقابلت وتواجهت، ومعنى تقابل الأرواح ما جعلها الله عليه من السّعادة والشّقاوة في مبدأ الخلق، يقول صلى الله عليه وسلم إنّ الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا فتأتلف وتختلف (1) على حسب ما جعلت عليه من التشاكل والتنافر في مبدأ (2) الخلقة، ولذلك ترى البَرّ الخَيّر يحبّ شكله ويحن إلى قرنه، وينفر عن ضدّه، وكذلك الرَّهِق الفاجر يألف شكله ويستحسن فعله وينحرف عن ضدّه.
وقال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: المراد بالتعارف والتناكر، التقارب في الصفات والتفاوت، لأنّ الشخص إذا خالفتك صفاته أنكرته، والمجهول ينكر (3) لعدم العرفان، فهذا من مجاز التشبيه، شبه المنكر بالمجهول، والملائم بالمعلوم.
***
(1) في ب: "وتأتلف فتختلف".
(2)
في ب: "بدء".
(3)
في أ: "منكر".