الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(إنّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يومًا) قال الخطّابي: تفسيره ما رويناه من طريق عمّار بن زريق قال: قلت للأعمش: ما يجمع في بطن أمّه؟ قال: حدّثني خيثمة قال: قال عبد الله بن مسعود: إنّ النطفة إذا وقعت في الرّحم فأراد الله أن يخلق منها بشرًا، طارت في بشر المرأة تحت كلّ ظفر وشعر، ثمّ يمكث أربعين ليلة ثمّ ينزل دمًا في الرّحم، فذلك جمعها.
***
[باب في ذراري المشركين]
(سئل عن أولاد المشركين فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين) قال الخطّابي: ظاهر هذا أنّ الكلام يوهم أنّه صلى الله عليه وسلم لم يُفْت السائل عنهم، وأنّه ردّ الأمر في ذلك إلى علم الله من غير أن يكون قد جعلهم من المسلمين أو ألحقهم بالكافرين، وليس هذا وجه الحديث، وإنّما معناه أنّهم كفّار ملحقون بالكفر بآبائهم، لأنّ الله تعالى قد علم أنّهم لو بقوا أحياءً حتى يكبروا لكانوا يعملون عمل الكفار، يدلّ على هذا حديث عائشة المذكور بعده (1).
(كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء) أي: سليمة، سمّيت بذلك لاجتماع السّلامة لها في أعضائها.
(هل تحسّ من جدعاء) يقول: إنّ البهيمة أوّل ما تولد تكون سليمة من الجدع والخرم ونحو ذلك من العيوب حتّى يحدث فيها أربابها النقائص، كذلك الطفل يولد مفطورًا على خلقه ولو ترك عليها لسلم من الآفات إلّا أنّ والديه يزيّنان له الكفر ويحملانه عليه.
(1) سنن أبي داود ح 4712 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ح وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيِّ وَكثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَذْحِجِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ - المَعْنَى - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَيْسٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، ذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ:"هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، بِلَا عَمَلٍ؟ قَالَ:"اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، فَذَرَارِيُّ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ:"مِنْ آبَائِهِمْ". قُلْتُ: بِلَا عَمَلٍ؟ قَالَ: "اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ".