الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَهْلِهَا} إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)} (1) يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه، قال أبو هريرة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه) قال البيهقي في كتاب الأسماء والصفات: المراد بالإشارة المرويّة في هذا الخبر، تحقيق الوصف لله عز وجل بالسمع والبصر، فأشار إلى محلّ السمع والبصر منّا، لإثبات صفة السمع والبصر لله تعالى، كما يقال: قبض فلان على مال فلان ويشار باليد على معنى أنّه حاز ماله، وأفاد هذا الخبر على أنّه سميع بصير له سمع وبصر، لا على معنى أنّه عليم، إذ لو كان بمعنى العلم لأشار في تحقيقه إلى القلب، لأنّه محلّ العلوم منّا، وليس في الخبر إثبات الجارحة، تعالى عن شبه المخلوقين علوًّا كبيرًا.
وقال الخطّابي: وضعه إصبعه على أذنه وعينه عند قراءته: {سَمِيعًا بَصِيرًا} ، معناه: إثبات صفة السمع والبصر لله سبحانه، لا إثبات الأذن والعين، لأنَّهما جارحتان، والله سبحانه موصوف بصفاته منفيّ عنه ما لا يليق به من صفات الآدميين ونعوتهم، ليس بذي جوارح ولا أجزاء وأبعاض:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} .
***
[باب في الردّ على الجهميّة]
(1) هنا في سنن أبي داود المطبوع: "قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع
…
" إلخ.
(ينزل ربّنا كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا) قال الخطّابي: مذهب علماء السّلف وأئمّة الفقهاء، أن يجروا مثل هذه الأحاديث على ظاهرها، وأن لا يريغوا لها المعاني، ولا يتأوّلوها، لعلمهم بقصور علمهم عن دركها.
ثمّ روى عن الأوزاعي قال: كان مكحول والزهري يقولان أمِرّوا الأحاديث كما جاءت، قال: وهذا من العلم الذي أمرنا أن نؤمن بظاهره، وأن لا نكشف عن باطنه، ومن جملة المتشابه الذي ذكره الله في كتابه.
(أعيذكما بكلمات الله التامّة) قال في النّهاية: إنّما وصفها بالتّمام، لأنّه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس، وقيل معنى التمام هنا أنّها تنفع المتعوّذ وتحفظه من الآفات وتكفيه.
(من كلّ شيطان وهامّة) هي بتشديد الميم إحدى الهوام ذوات السّموم كالحيّة والعقرب ونحوهما.
(ومن كلّ عين لامة) قال في النهاية: أي: ذات لمم ولم يقل: ملمّة، وأصلها من ألممت بالشيء، ليزاوج ما قبله.