الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(يتمزّع) بزاي مشدّدة وعين مهملة، أي: يتشقّق ويتقطّع.
(إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس) الحديث، قال الخطّابي: القائم متهيّئ للحركة والبطش، والقاعد دونه في هذا المعنى، والمضطجع ممنوع منهما، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنّما أمره بالجلوس والاضطجاع لئلّا يبدو منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد.
***
[باب في حسن العشرة]
(حدثنا نصر بن علي أخبرني أبو أحمد ثنا سفيان عن الحجّاج بن فرافصة عن رجل عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وثنا محمد بن المتوكّل
العسقلاني ثنا عبد الرزاق أنا بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن غرّ كريم والفاجر خِبّ لئيم").
هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدّين القزويني على المصابيح وزعم أنّه موضوع، وقال الحافظ ابن حجر في ردّه عليه: قد أخرجه الحاكم من طريق عيسى (2) بن يونس عن سفيان الثوري عن حجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير به موصولًا، وقال: أسنده المتقدّمون من أصحاب الثوري، وحجّاج قال ابن معين: لا بأس به (3)، ولم يحتجّ الشيخان ببشر ولا بحجّاج، قال الحافظ: بل حجّاج ضعّفه الجمهور، وبشر بن رافع أضعف منه، ومع ذلك لا يتّجه الحكم عليه بالوضع لفقد شرط الحكم (4) في ذلك. انتهى.
وقال الحافظ صلاح الدّين العلائي: بشر بن رافع هذا ضعّفه أحمد بن حنبل، وقال ابن معين ليس به بأس، وقال ابن عديّ: لم أجد له حديثًا منكرًا، وقد أخرجه البيهقي في الأدب من طريق أبي داود (الثانية)(5) فقال عن حجّاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة به، فتعيّن المبهم في رواية أبي داود أنّه يحيى بن أبي كثير المتفق عليه، وحجّاج هذا قال فيه ابن معين: لا بأس به، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال أبو حاتم: هو شيخ صالح متعبّد، وقال أبو زرعة: ليس بالقويّ، وتوثيق الأوّلين مقدّم على هذا الكلام، وحصلت برواية حجّاج هذا المتابعة لبشر بن رافع في الحديث، وخرج به عن الغرابة التي ذكرها الترمذي، وعن قول البخاري بشر هذا لا يتابع في حديثه، وكأنَّه يعني غالبًا، والحديث بروايتهما لا ينزل عن درجة الحسن. انتهى.
(1) هنا في سنن أبي داود المطبوع زيادة: "رفعاه جميعًا".
(2)
في ج: "يحيى".
(3)
هنا في أبعد هذا: "قال".
(4)
في أ: "الحاكم".
(5)
غير موجود في أ، وفي ج:"والثانية".
(المؤمن غرّ كريم والفاجر خبّ لئيم) قال الخطّابي: معنى هذا الكلام أنّ المؤمن المحمود هو من كان طبعه وسيمته الغرارة وقلّة الفطنة للشرّ وترك البحث عنه، وأنّ ذلك ليس منه جهلًا لكنّه كرم وحسن خلق، وأنّ الفاجر هو من كان عادته الخبّ والدّهاء والوغول في معرفة الشرّ، وليس ذلك منه عقلًا لكنه خبّ ولؤم.
وقال في النهاية: قوله: "غرّ" أي ليس بذي مكر فهو ينخدع لانقياده ولينه، وهو ضدّ الخبّ، والخبّ بالفتح الخدّاع والذي يسعى بين الناس بالفساد، وقد تكسر خاؤه، فأمّا المصدر فبالكسر لا غير.
(إنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش) قال الخطّابي: أصل الفحش زيادة الشيء على مقداره، يقول صلى الله عليه وسلم إنّ استقبال المرء صاحبه بعيوبه إفحاش، والله لا يحبّ الفحش، ولكن الواجب أن يتأتّى له ويرفق به، ويكني في القول ويُوَرّي ولا يُصرِّح.
وقال في النهاية: الفاحش ذو الفحش في كلامه وفِعاله، (والمتفحّش الذي يتكلّف ذلك ويتعمّده)(1).
***
(1) في ج: "والمتفحش الذي يتكلف في كلامه وفعاله والتفحش الذي يتكلف ذلك ويتعمده".