الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جَلَس الإمامُ على المنبر على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعُمَر، فلما كان عُثمان بعد زَمَنٍ، وكَثُرَ الناسُ، زاد النداءَ الثاني على الزَّوراء] (1). والزَّوراء أرفع دار بالمدينة قرب المسجد، كان يؤذن المؤذن عليها.
وفي رواية أخرى عن السائب بن يزيد: [أنَّ الذي زاد التأذينَ الثالثَ يَوْمَ الجمعة عثمان بن عفان رضي الله عنه حين كَثُرَ أهل المدينة، ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذِّنٌ غَيرَ واحدٍ، وكان التأذينُ يومَ الجمعةَ حينَ يجلس الإمام -يعني على المنبر-](2).
آداب خاصة بيوم الجمعة:
الأدب الأول: الغُسْل لصلاة الجمعة:
فمن السنة الاغتسال قبل المجيء إلى صلاة الجمعة، وفي ذلك أحاديث:
الحديث الأول: روى البخاري عن عبد اللَّه بن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المِنبر فقال: [مَنْ جاءَ إلى الجمعة فليغتسل](3).
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: [غُسلُ يومِ الجمعة واجبٌ على كل مُحْتَلِم](4).
الحديث الثالث: خرّج مسلم في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: [حَقٌّ للَّه على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعةِ أيام، يغسِلُ رأسه وجسَده](5).
الحديث الرابع: أخرج أحمد والنسائي وابن حبان عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: [على كل رجلٍ مسلمٍ في كل سبعة أيام غُسْلُ يومٍ، وهو يومُ الجمعة](6).
قلت: وهذه الأحاديث تدل بمجموعها على وجوب الغسل قبل المجيء لصلاة الجمعة، وإنما هناك قرينة تصرف الأمر عن الوجوب إلى الاستحباب، فيكون
(1) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح (912)، كتاب الجمعة، باب الأذان يوم الجمعة.
(2)
حديث صحيح. أخرجه البخاري (913)، كتاب الجمعة، الباب السابق، وانظر الحديث (912).
(3)
حديث صحيح. أخرجه البخاري (919)، كتاب الجمعة، ورواه مسلم (844) بنحوه.
(4)
حديث صحيح. أخرجه البخاري (879)، ومسلم (846)، وأبو داود (341)، والنسائي (3/ 93)، ورواه مالك (1/ 102)، وغيرهم.
(5)
حديث صحيح. أخرجه مسلم (849)، والبخاري نحوه (897)، والبيهقي في السنن (3/ 188).
(6)
حديث صحيح. أخرجه النسائي في السنن (3/ 93)، وأحمد في المسند (3/ 304)، ورواه ابن أبي شيبة (1/ 95)، وأخرجه ابن حبان (1219)، وإسناده صحيح.