الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
113 - سورة الفلق
وهي سورة مدنية، وعدد آياتها (5).
فضائل المعوذتين وما ورد في ذكرهما:
لقد جاء ذكر فضائل هاتين السورتين العظيمتين في أحاديث من السنة الصحيحة:
الحديث الأول: يروي البخاري عن زرِّ بن حُبَيش رضي الله عنه قال: سألت أُبَيَّ بن كعب عن المعوذتين فقال: سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: [قيل لي، فقلتُ]. فنحن نقول كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1).
الحديث الثاني: يروي الإمام مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: [ألم ترَ آيات أُنزلت الليلة لم يُرَ مثلهن قط: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}](2).
الحديث الثالث: يروي الإمام أحمد عن عقبة بن عامر قال: [بينا أنا أقود برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب إذ قال لي: يا عقبة ألا تركب. قال: فأشفقت أن تكون معصية، قال: فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وركبت هنية ثم ركب ثم قال: يا عقب ألا أعلمك
(1) حديث صحيح. أخرجه البخاري - (4977) - كتاب التفسير من صحيحه، وكذلك (4976).
(2)
حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (1/ 558)، والترمذي (3367)، وأحمد (4/ 151).
سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس. قلت: بلى يا رسول اللَّه، فأقرأني:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم أقيمت الصلاة فتقدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما ثم مرَّ بي فقال: كيف رأيت يا عقب اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت] (1).
وفي رواية قال: [أمرني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة].
الحديث الرابع: يروي الإمام النسائي بإسناد صحيح عن عقبة بن عامر قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: [لن نقرأ شيئًا أبلغ عند اللَّه من {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}].
ورواه أحمد بلفظ: [اقرأ بالمعوذتين فإنك لن تقرأ بمِثلهما].
وفصّل في رواية أخرى، قال عقبة:[إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أهديت له بغلة شَهباء فركبها فأخذ عقبة يقودها له، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اقرأ قل أعوذ برب الفلق. فأعادها له حتى قرأها، فعرف أني لم أفرح بها جدًا فقال: لعلك تَهَاوَنتَ بها؟ فما قمت تصلي بشيء مثلها](2).
الحديث الخامس: يروي الإمام أحمد بإسناد صحيح عن فروة بن مجاهد اللخمي قال: [لقيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عقبة بن عامر! صِل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك. قال: ثم أتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا عقبة بن عامر: أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك. قال: ثم لقيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عقبة بن عامر! ألا أعلمك سورًا ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها؟ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}](3).
قال عقبة: فما أتت عليّ ليلة إلا قرأتهن فيها، وحق لي أن لا أدعهن، وقد أمرني بهن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وكان فروة بن مجاهد إذا حدث بهذا الحديث يقول: (ألا فرب من لا يملك لسانه، أو لا يبكي على خطيئته، ولا يسعه بيته).
الحديث السادس: يروي الإمام النسائي عن عقبة بن عامر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: [إن الناس لم يتعوذوا بمثل هذين {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}].
(1) حديث حسن. أخرجه أحمد (4/ 144)، وأبو داود (1462)، والنسائي في "الكبرى"(7843).
(2)
حديث إسناده على شرط مسلم، أخرجه أحمد (4/ 151)، وانظر المرجع السابق (7842).
(3)
حديث حسن. انظر مسند أحمد (4/ 148)، والطبراني (17/ 271)، وله شواهد تحسنه.
وفي رواية، قال له:[يا ابن عباس ألا أدلك -أو ألا أخبرك- بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون. قال: بلى يا رسول اللَّه. قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} هاتين السورتين](1).
الحديث السابع: يروي الإمام النسائي عن عقبة بن عامر قال: [كنت أمشي مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا عقبة قل! قلت: ماذا أقول؟ فسكت عني، ثم قال: قل. قلت: ماذا أقول يا رسول اللَّه؟ قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال: قل، فقلت: ماذا أقول يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. فقرأتها ثم أتيت على آخرها ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ما سأل سائل بمثلهما ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما].
ورواه الإمام أحمد من حديث أبي العلاء قال: قال رجل: [كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سفر والناس يعتقبون، وفي الظهر قلة، فحانت نزلة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونزلتي، فلحقني فضرب منكبي، فقال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. فقرأها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقرأتها معه ثم قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. فقرأها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقرأتها معه فقال: إذا صليت فاقرأ بهما](2).
وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير وقال: (الظاهر أن هذا الرجل هو عقبة بن عامر واللَّه أعلم. وقال: فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث).
الحديث الثامن: يروي الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: [كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده].
ورواه الإمام مالك بلفظ: [كان إذا اشتكى يقرأ على نَفْسِه بالمعوذتين وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات وأمسح بيده عليه رجاء بركتها](3).
الحديث التاسع: يروي ابن ماجة والترمذي بسند حسن عن أبي سعيد الخدري قال:
(1) حديث صحيح. أخرجه النسائي (2/ 312)، وأحمد (4/ 153)، وابن سعد (2/ 312).
(2)
حديث حسن. أخرجه أحمد (5/ 79)، والنسائي (7859)، ورجاله ثقات، وله طرق كثيرة، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة -حديث رقم- (1104).
(3)
حديث صحيح. أخرجه البخاري (5016)، ومسلم (2192)، وأبو داود (3902)، ورواه مالك في الموطأ (2/ 942)، وأحمد في المسند (6/ 104)، (6/ 181).