الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغيرهم. والأيام هنا بمعنى الوقائع، يقال: فلان عالم بأيام العرب أي بوقائعهم، والعرب تسمي العذاب أياما والنعم أياما؛ كقوله تعالى:{وَذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللهِ} [إبراهيم 5/ 14]، وكل ما مضى لك من خير أو شر فهو أيام.
{قُلْ: فَانْتَظِرُوا.} . قل أيها الرسول لهم منذرا مهددا موعدا: انتظروا عذاب الله وعقابه، إني من المنتظرين هلاككم، أو فانتظروا هلاكي، إني معكم من المنتظرين هلاككم، أو من المنتظرين موعد ربي.
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا.} . أي إن حكمنا المتبع وسنتنا السائدة أنه إذا وقع العذاب إنجاء رسلنا والمؤمنين معهم، وإهلاك المكذبين.
{كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا..} . أي مثل هذا الإنجاء للرسل السابقين ومن آمن معهم، ننجي المؤمنين معك أيها الرسول، ونهلك المكذبين بالرسل. وهذا حق أوجبه الله تعالى على نفسه الكريمة، كقوله:{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام 54/ 6] وكما جاء
في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله كتب كتابا، فهو عنده فوق العرش، إن رحمتي سبقت غضبي» .
فقه الحياة أو الأحكام:
دلت الآيات على ما يأتي:
1 -
وجوب النظر في الدلائل السماوية والأرضية للاهتداء بها إلى معرفة الخالق، فلا سبيل إلى معرفة الله تعالى إلا بالتدبر في الدلائل، كما قال عليه الصلاة والسلام:«تفكروا في الخلق، ولا تفكّروا في الخالق، فإنكم لا تقدرون قدره»
(1)
.
(1)
رواه أبو الشيخ ابن حيان الأنصاري عن ابن عباس، وهو حديث صحيح.