الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفعل المضارع
معنى المضارعة المشابهة، ويعنون بالمضارعة مشابهة الفعل المضارع للأسماء، فالمقصود بالفعل المضارع، الفعل المشابه للاسم
ويعقد النحاة بينهما أوجها من المشابهة لسنا بصدد ذكرها الآن.
أزمنته:
يدل الفعل المضارع على أزمنة متعددة، أشهرها:
1 -
الدلالة على الحال والاستقبال نحو (هو يكتب) و (هو يقرأ) فقد يحتمل أن يقصد به الحال والاستقبال جاء في (المقتضب): زيد يأكل فيصلح أن يكون في حال أكل وإن يأكل فيما يستقبل (1).
وجاء في المفصل: ويشترك فيه الحاضر والمستقبل. (2).
2 -
دلالته على الحال تنصيصا: وذلك في مواطن منها:
أ - إذا اقترن بظرف يدل على الحال كالآن والساعة والحين (3).، نحو (هو يقرأ الآن) و (هو يكتب الساعة).
ب - إذا دخلت عليه لام الابتداء: نحو قوله (إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغني)، [العلق: 6، 7]، وهذا رأي الكوفيين وذهب إليه الأكثرون (4).
(1) المقتضب 2/ 2
(2)
المفصل 2/ 137
(3)
شرح الرضي على الكافية 2/ 256 ـ، الهمع 1/ 8
(4)
شرح الرضي على الكافية 2/ 251، وانظر الهمع 1/ 8، المغني 1/ 228
واعترض ابن مالك على ذلك بقوله تعالى: {وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة} [النحل: 124]، وقوله:{إني ليحزني أن تذهبوا به} [يوسف: 13]، فالفعلان يفيدان الاستقبال.
وأجيب أنه نزل المستقبل منزلة الحاضر الشاهد (1).
وهو نحو ما مر في تنزيل المستقبل منزلة الماضي، نحو:{وسق الذين كفروا} [الزمر: 71]، و {نفخ في الصور} [الزمر: 68].
ويبدو لي أنها تفيد التوكيد كما يقول البصريون، أما تخصيصها المضارع بالحال ففيه نظر لما ورد في القرآن الكريم من دلالته على الاستقبال معها.
وصرفه إلى الحال في الآية يحتاج إلى دليل، وكما هو الحال في دخلولها على المستقبل مع غير الفعل المضارع، نحو قوله تعالى:{وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا} [الكهف: 8]، وقوله:{وإنا لجاعلون ما عليها صعيدًا جرزا} [الكهف: 8]، وقوله:{ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم} [الواقعة: 51 - 52].
ج - نفيه بـ ليس أو ما، أو إن، عند الإطلاق نحو (ما خالد يكتب) وليس علي يقرأ (2).، فإذا كانت هناك قرينة تصرف الفعل المضارع إلى غير الحال، كان ذلك بحسبها نحو:
وليس يكون الدهر ما دام يذبل (3).
وما محمد يسافر غدا، ومثله في غير المضارع (ليس خلق الله مثله)، و {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم} [هود: 8]، وقوله:{وما هم عنها بغائبين} [الانفطار: 16].
3 -
دلالته على الاستقبال تنصيصا، وذلك في مواطن منها:
(1) المغني 1/ 228
(2)
انظر الهمع 1/ 8، شرح الرضي على الكافية 2/ 256
(3)
الهمع 1/ 8
أ - إذا اقترن بظرف يدل على المستقبل (1). نحو غدا أو بعد يومين ويوم القيامة نحو (يقضي الله بين عباده يوم القيامة).
ب - النصب، فإن الناصب يصرف الفعل إلى الاستقبال نحو (ارغب في أن تزورني) جاء في الهمع، ومن شأن الناصب أن يخلص المضارع إلى الاستقبال (2). وجاء فيه: النواصب من مخلصات المضارع للاستقبال (3). وجاء في المقتضب: أن حروف النصب إنما معناهن مالم يقع (4).
وقال ابن الناظم: فلو كان المضارع بمعنى الحال، وجب رفعه لأن فعل الحال لا يكون إلا مرفوعا (5). وليس معنى هذا أن كل فعل مرفوع هو يدل على الحال، ولا كل فعل مستقبل يكون منصوبا، بل قد يكون المرفوع لغير الحال، وقد يكون الفعل المستقبل غير منصوب، نحو (سيحاسب الله الخلق).
ج ـ إذا دخل عليه حرف تنفيس (6). وهو السين او سوف نحو: {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا} [النساء: 56]، وقوله:{والذين أمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار} [النساء: 57].
د - إذا دخلت عليه نونان التوكيد (7). كقوله تعالى: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين} [الفتح: 27]، وقوله:{لنسفعًا بالناصية} [العلق: 15].
(1) شرح الرضي على الكافية 2/ 256، الهمع 1/ 8
(2)
الهمع 2/ 6
(3)
الهمع 2/ 9
(4)
المقتضب 2/ 11
(5)
شرح ابن الناظم 276
(6)
شرح الرضي 2/ 257، الهمع 1/ 8
(7)
شرح الرضي 2/ 257، الهمع 1/ 8
هـ - إذا دخلت عليه أداة شرط (1). نحو: {إن يشأ يرحمكم} [الإسراء: 54]، (إن تزرني أكرمك) إلا (لو) الشرطية (2). فإنها موضوعة للشرط في الماضي نحو (لو زارني لأكرمته). وهذا هو الغالب. ون غير الغالب قوله تعالى:{لو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} [الأنفال: 23]، وقوله:{لو نشاء جعلناه أجاجا} [الواقعة: 70]، فهذا يحتمل المضي والاستقبال.
و- بعد (لو) المصدرية، نحو قوله تعالى:{ودوا لو تدهن} [القلم: 9](3). وذهب بعضهم إلى أنه لا يختص المضارع بالاستقبال، بدليل قوله تعالى:{يود أحدكم لو يعمر ألف سنة} [البقرة: 96](4).
ز - بعد (هل): وهي تخصص المضارع بالاستقبال غالبا: نحو (هل تسافر) بخلاف الهمزة نحو (أتظنه قائمًا)(5). ومن غير الغالب قوله تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر: 9]، وقوله:{قل يأهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله} [المائدة: 59].
ح - إذا اقتضي طلبا كالأمر والنهي والدعاء والتحضيض والتمنى والترجي (6). نحو: {لينفق ذو سعة من سعته} [الطلاق: 7]، و (لاتخبره) و (ليتني أجده) و {لعلي أبلغ الأسباب} [غافر: 36]، و {لولا تستغفرون الله} [النمل: 46]، و {يغفر الله لكم} [يوسف: 92]، و {الوالدت يرضعن أولادهن حولين كاملين} [البقرة: 233]، أي ليرضعن.
(1) شرح الرضي 2/ 257، الهمع 1/ 8
(2)
شرح الرضي 2/ 257
(3)
شرح الرضي 2/ 257
(4)
انظر الهمع 1/ 8
(5)
المغنى 2/ 350، الإيضاح للقزويني 1/ 132
(6)
شرح الرضي 2/ 257، الهمع 1/ 8
ط - إذا اقتضى وعدا أو وعيدًا، نحو:{يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء} [المائدة: 40]، وكقولك واعدًا (أكرمك وأحسن إليك)(1). و (أفعل ذلك).
ي - إذا أسند إلى متوقع (2).، نحو (يحاسب الله عباده)، و {أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون} [الزمر: 46]، و (تقوم القيامة). وغير ذلك من الصوارف إلى الاستقبال.
4 -
الدلالة على حدث مستقبل بالنسبة إلى حدث مستقبل قبله وذلك نحو قولك (سأذهب إليه وقد امتلأ المجلس بالحضور، وأرد عليه) فالذهاب يكون بعد إمتلاء المجلس، وكلاهما مستقبل.
5 -
دلالته على المضي وذلك في مواضع منها:
أ - إذا اقترن بـ (لم) أو (لما)(3). نحو: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم} [الأنفال: 17]، وقوله:{ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} [الحجرات: 14]، وقد أجتمعتا في قوله تعالى:{بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله} ] يونس: 39 [.
ب - إذا دخلت عليه (لو) الشرطية، نحو:{ولو يؤاخذ الله الناس بظلمه ما ترك عليها من دابة} [النحل: 61] وهو الغالب (4).
ج - إذا دخلت عليه إذ (5). نحو: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه} [الأحزاب: 37]، أي قلت: وقوله: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك} [الأنفال: 30]. أي مكر.
(1) شرح الرضي 2/ 257، الهمع 1/ 8
(2)
شرح الرضي 2/ 256
(3)
شرح الرضي 2/ 257، الهمع 1/ 8
(4)
شرح الرضي 2/ 257، الهمع 1/ 8
(5)
شرح الرضي 2/ 257، الهمع 1/ 8
د - إذا دخلت عليه (قد) التقليلة، نحو (قد أترك القرن مصفرًا أنامله) بخلاف ما إذا لم تكن للتقليل (1).
وقد تأتي لغير المضي نحو (قد يشفي المريض).
هـ - إذا دخلت عليه (ربما): يقول النحاة لأنها مختصة بالدخول على الفعل الماضي فإذا دخلت على المضارع صرفت معناه إلى المضي، وذلك كقول الشاعر (2).
ربما تكره النفوس من الأمر
…
له فرجة كحل العقال
وجعلوا من ذلك قوله تعالى: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} [الحجر: 2] والظاهر أنها ليست مختصة بالمضي، بل قد تدخل على المضارع في المعنى (3). فقوله ربما تكره النفوس، ليس نصا في المضي، بل هو يحتمل الاستمرار والدلالة على الحقيقة، وكذلك قوله تعالى:{ربما يود الذين كفروا} يحتمل الإستقبال والله أعلم.
و- إذا وقع المضارع حالا عامله فعل ماض (4). نحو (اقبل خالد يضحك) ونحو (فقدم الملك آنذاك يسعى الغلمان بين يديه).
ز - حكاية الحال الماضية، : والمقصود بحكاية الحال الماضية أن تعبر عن الحدث الماضية بما يدل على الحاضر استحضارا لصورته في الذهن، كأنه مشاهد مرئي في وقت الأخبار، وذلك نحو قوله تعالى:{وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم} [البقرة: 49]، فسوم فرعون بني إسرائيل سوء العذاب وتذبيح الأبناء أحداث ماضية، غير أنه عبر عنها بالفعل الذي يدل على الحال، وهو المضارع فقال (يسومونكم) و (يذبحون) وذلك لقدص احضار مشهد التعذيب أمام العين، فكأنك تشاهد آل فرعون بأيديهم المدى يذبحون الأبناء.
(1) الهمع 1/ 8، وانظر الغنى 1/ 174، البيت قد أترك القرن، عنده للتكثير وهو أولى
(2)
شرح الرضي 2/ 257، الهع 1/ 8
(3)
انظر المغنى 1/ 137
(4)
الهمع 1/ 9
ومثله قوله تعالى: {قلم فلم تقتلون أنبياء الله من قبل} [البقرة: 91]، فالقتل حصل فيما مضي ألا ترك إلى قوله:{من قبل} ولكنه عبر عنه بالفعل الضارع أستحضارا لهذه الصورة الشنيعة من قتل أنبياء الله، فخلع على المشهد صورة الحياة والحركة بجعله ماثلا أماما عين الرائي.
جاء في المغنى: أنهم يعبرون عن الماضي والآتي كما يعبرون عن الشيء الحاضر قصدا لاحضاره في الذهن حتى كأنه مشاهد حالة الأخبار .. ومثله: {والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا} [فاطر: 9]، قصد بقوله سبحانه وتعالى:{فتثير} [احضار تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الباهرة من إثارة السحاب تبدو أولا قطعا، ثم تتضام متقلبة بين أطوار، حتى تصير ركاما (1).
وجاء في البرهان: قوله: {ثم قال له كن فيكون} [آل عمران: 59]، أي (فكان) استحضارا لصورة تكونه. وقوله:{واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} [البقرة: 102]، أي ماتلت .. وقوله {فلم تقتلون أنبياء الله من قبل} أي فلم قتلتم (2).
وجاء في الكشاف في قوله تعالى: {ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون} [البقرة: 87]. فإن قلت: هلا قيل: وفريقا قتلتم؟
قلت: هو على وجهين: أن تراد الحال الماضية، لأن الأمر فظيع فأريد استحضاره في النفوس وتصويره في القلوب.
وإن يراد وفريقا تقتلونهم بعد لأنكم تحومون حول قتل محمد صلى الله عليه وسلم لولا أني أعصمه منكم (3).
(1) المغنى 2/ 690
(2)
البرهان 3/ 373
(3)
الكشاف 1/ 226
ونحو قوله تعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة} [الحج: 63]، " فعبر بالماضي ثم قال:{فتصبح الأرض مخضرة} فعدل عنه إلى المضارع إرادة لتصوير اخضرارها في النفس، وعليه قول ابن معد يكرب يصور شجاعته وجرأته:
فإني قد لقيت القرن أسعى
…
بسهب كالصحيفة صحصحان
فآخذه فأضربه فيهوي
…
صريعا لليدين وللجران (1).
ح - وربما أفاد المضارع المضي في غير ذلك، وذلك نحو قوله:
أن يقتلوك فإن قتلك لم يكن
…
عارا عليك ورب قتل عار
فقوله (أن يقتلوك) يفيد المضي، وذلك أن هذاالشعر قيل في رثاء يزيد بن المهلب، ونحوه قوله:
فإن يهلك بني فليس شيء
…
على شيء من الدنيا يدوم
فقوله (أن يهلك) يفيد المضي، لأنهم قد هلكوا بدليل قوله:
كأن الليل محبوس دجاه
…
فأوله وآخره مقيم
لمهلك فتية تركوا أباهم
…
واصغر مابه منهم عظيم
ومن دلالته على المضي في غير الشرط، قول فارعة بنت شداد ترثى أخاها مسعودًا (2).
يا عين بكي لمسعود بن شداد
…
بكاء ذي عبرات شجوه بادي
من لا يذاب له شحم السديف ولا
…
يجفو العيال إذا ما ضن بالزاد
ولا يحل إذا ما حل منتبذا
…
يخشى الرزية بين الماء والباد
(1) حاشية ابن المنير على الكشاف 1/ 226، وانظر دلائل الإعجاز 160
(2)
انظر الأمالي للقالي 2/ 324
هو الفتى يحمد الجيران مشهده
…
عند الشتاء وقد هموا باخماد
وكل هذه الأفعال تفيد المضي.
ومن دلالته على المضي في غير ما مر، نحو قوله تعالى:{إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها} [النساء: 97]، فهم لم يهاجروا، وقوله:{أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلوب بها} [الحج: 46]، فهم لم يعقلوا بقلوبهم، فزمن (تهاجروا) و (تكون لهم قلوب) وهو الماضي غير أنه لا يصح إبدال الفعل الماضي بهذين الفعلين، لأن المعنى سيتغير ذلك أن المعنى في المضارع ههنا عدم الحصول، والمعنى في الماضي يفيد الحصول، فإنه لو قال (الم تكن أرض الله واسعة فهاجرتم) لكان معنى ذلك أن الهجرة حصلت، وكذلك لو قال (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب) [الحج: 46]، لكان المعنى أنهم ساروا وكانت لهم قلوب يعقلون بها.
ونظير ذلك قوله تعالى: {أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين} [الجاثية: 31]، فإنه أثبت لهم الاستكبار، وكذلك قوله تعالى:{ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون} [المؤمنون: 105]، / فقد أثبت لهم التكذيب، ونحوه قوله تعالى:{ألم نربك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين} [الشعراء: 18]، فقد أثبت التربية واللبث فيهم.
لو عطف بالفعل المضارع، لكان أيضا تقريرا معناه الأثبات، وذلك نحو قوله تعالى:{ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين} [النساء: 141]، فالاستحواذ والمنع كلاهما حاصلان، وقوله {ألم نهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين} [الأعراف: 22]، فالنهي والقول حاصلان. وقوله:{أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} ، [الروم: 9]، فهم ساروا ونظروا عاقبة الذين من قبلهم، ونحوه أن تقول (أل تشمتمني فتضربني) بالعطف فإن الضرب والشتيمة حاصلان، وعلى ذلك يكون معنى قولك (ألم يعنك فتعينه) بالنصب أن الإعانة بعد الفاء لم تحصل، فإن أحدهما أعان والآخر لم يعن، وإن معنى قولك (ألم يعنك فأعنته) أن الإعانة حصلت
منهما جميعا، وكذلك إذا قلت (ألم يعنك فتعنه) بالعطف وهذه الأزمنة كلها ماضية.
6 -
الاستمرار التجددي: وذلك كقوله تعالى: {والله يقبض ويبصط} [البقرة: 245]، وكقوله:{ربي الذي يحي ويميت} [البقرة: 258]، وقوله:{فإن الله يأتي بالشمس من المشرق} [البقرة: 258]، وقوله:{قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع اللك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب} [ال عمران: 26]، فهذه الأحداث تتكرر باستمرار.
7 -
الدلالة على الحقيقة من حيث هي غير مقيدة بزمن، وذلك كقوله تعالى:{وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء} [البقرة: 74]، وكقوله {فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشى على أربع} [النور: 45]، وقوله:{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام} [البقرة: 204]، وقوله:{الله ولي الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات} [البقرة: 257]، ونحو قولنا (الإنسان يعجز) و (الحي يهرم) ونحو ذلك.
8 -
الدلالة على أن الفعل حاصل وهو مستمر لم ينقطع، وذلك إذا سبق بفعل دال على الاستمرار نحو (لا يزال) و (لا يبرح) نحو:(لا يزال يكتب) أي هو يكتب وهو مستمر على ذلك ونحو قوله تعالى: {ولا يزالون يقتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} [البقرة: 217]، أي هم قاتلوكم وسيبقون كذلك (حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) ونحو (هو يبقى يدرس) وقد بينا الفرق في باب الفعل الماضي بين لا يزال ويبقى في الدلالة على الاستمرار فلا داعي لاعادته.
9 -
مقاربة حصول الفعل: وذلك نحو قولهم (يكاد المريب يقول خذوني) وقوله تعالى: {يكاد زيتها يضيء} [النور: 35]، وقوله:{يكادون يسطون} [الحج: 72]، وقوله:{وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} [القلم: 51]، وقول الشاعر: