الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي مثل هذا التعبير يتضح الفرق بين تنكير المنصوب، وتعريفه، فإن قولك (هو كريم الأب) بالتعريف لا يحتمل إلا أباه كريم لا يحتمل أنه كريم في حال أبوته، فهو لا يكون حالا، ونحوه أن تقول:(هو حسنا ضيفا) وحسن الضيف وحسن الضيف.
وقد يكون الاختلاف على وجه آخر، وذلك نحو قولك (هو عظيم القوم) و (هو عظيم قوما) فالأول قد يكون على معنى أنه عظيم في القوم كقولك (هو رئيس القوم وكبيرهم) وقد يكون على معنى أن قومه عظماء.
فإن قلت: (هو عظيم قومًا) كان المعنى أن قومه عظماء لا غير، فتبين من هذا أنه ليس ثمة تطابق وإنما لكل تعبير معنى.
النعت
النعت هو التابع المكمل متبوعه، بيان صفة من صفاته، نحو:(مررت برجل كريم) أو ببيان صفة من صفات ما تعلق به، هو ما يسمى بالنعت السببي، نحو (مررت برجل كريم أبوه (1).) ونحو قوله تعالى:{ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها} [النساء: 75]. ويأتي لأغراض أهمها:
1 -
التخصيص: ومعنى التخصيص تقليل الإشتراك الحاصل في النكرات (2). نحو (مررت برجل طويل) وذلك أن كلمة (رجل) عامة تشمل كل واحد من أفراد الجنس، فإن قلت (طويل) فقد قللت الإشتراك بإخراجك القصار، وغير الطوال عمومًا، فإن قلت (مررت برجل طويل أسمر) زدته تخصيصا، بتقليلك الإشتراك أكثر، فإنك أخرجت غير السمر من الرجال الطوال، فإن قلت:(مررت برجل طويل أسمر أعرج) زدته تخصيصا وهكذا.
(1) شرح ابن عقيل 2/ 51، التصريح 2/ 108
(2)
انظر شرح الرضي على الكافية 1/ 331، شرح ابن يعيش 3/ 47، الهمع 2/ 116
2 -
التوضيح: ومعنى التوضيح إزالة الإشتراك الحاصل في المعارف (1) وذلك نحو قولك: (مررت بمحمدٍ الخياط) فقد يكون اكثر من شخص مسمى بمحمد، فإن قلت الخياط أزلت الإشتراك وتعين المقصود، ونحو: إشتريت من الخباز الأعرج فقد يكون أكثر من خباز ويذكرك الأعرج أزلت الاشتراك فتعين المقصود.
3 -
الثناء والمدح، وذلك إذا كان الموصوف معلومًا عند المخاطب (2). لا يحتاج إلى توضيح، وذلك كقوله تعال:{سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى: 1]، فإنه ليس ثمة رب أسفل فتميزه منه بكلمة (الأعلى) فهو لا يحتاج إلى توضيح، وإنما ذكرت الصفة للثناء عليه وتعظيمه. ونحوه قوله تعالى:{فسبح باسم ربك العظيم} [الواقعة: 96]، ونحو قولك:(جاء خالد القائد المظفر) ولست تقصد بذلك توضيحه وفصله من خالد آخر، وإنما تذكر ذلك للتعظيم والثناء.
وقد يكون المدح والثناء في النكرات، كما يكون في المعارف، وذلك نحو قوله تعالى:{إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين} [التكوير: 19 - 20].
4 -
الذم والتحقير، وذلك إذا كان الموصوف معلومًا عند المخاطب، لا تقصد تمييزه من شخص آخر (3).، نحو (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ونحو:(مررت بمسيلمة الكذاب)، ونحو (لا تسمع إلى سالم الخبيث اللئيم) لا تقصد بذلك تمييزه من شخص آخر مسمى بهذا الإسم، وإنما ذكرت هذه الصفات لذمة وتحقيره.
وقد يكون الذم والتحقير في النكرات أيضا، وذلك نحو قوله تعالى:{وما هو بقول شيطان رجيم} [التكوير: 25]، إذ ليس ثمة شيطان غير رجيم ففصل الرجيم منه، ونحو (دونكم رجلا خائنا لئيما).
(1) شرح الرضي على الكافية 1/ 331، شرح ابن يعيش 3/ 47، الهمع 2/ 116، التصريح 2/ 108
(2)
شرح الرضي على الكافية 1/ 331
(3)
شرح الرضي 1/ 331، الهمع 2/ 116، شرح ابن يعيش 3/ 74
5 -
الترحم (1). نحو (مررت بعباس البائس) ونحو (ياويح إبراهيم المسكين) ونحو (ارحموا هذا الرجل الفقير الضائع).
ويكون في النكرات أيضا، نحو (أرحموا رجلا بائسا مضيعا).
6 -
التأكيد (2). نحو: (أمس الدابر لا يعود) فإن كل أمس دابر، ونحو قوله تعالى:{فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة} [الحاقة: 13]، فإن (واحدة) مفهمومة من قوله (نفخة) وقوله:{وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين} [النحل: 51]، فإن (اثنين) صفة مؤكدة لالهين، ونحو (إن غدا القابل قريب) فإن كل غد قابل.
7 -
التعميم: نحو (إن الله يرزق عباده الطائعين والعاصين) و (إن الله يحشر الناس الأولين والآخرين (3).) و (يقبل الله من عباده صالح الأعمال الكثير والقليل) ونحو: (ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم)[التوبة: 121]
8 -
التفصيل (4). نحو (مررت بثلاثة رجال، كاتب وشاعر وفقيه، ومررت برجلين عربي وعجمي، ورأيت رجلين طويلا وقصيرا
9 -
الإبهام (5).: وذلك كأن تقول لصاحبك (أتصدقت بقليل أم كثير؟ فيقول: تصدقت بصدقة قليلة، أو كثيرة، ونحو (هل كتبت له رسالة حسنة) فيقول: (كتبت له رسالة حسنة أو سيئة) يريد إبهامها عليك.
10 -
ثم أن النعت قد يؤتى به لاعلام المخاطب بأن المتكلم عالم بحال المنعوت كأن يقول لك صاحبك هل رأيت خالدا فتقول: نعم رأيت خالدا البائغ داره والمفارق أهله) تريد أن تعلم صاحبك بأنك عالم بأحواله التي يخفيها عليك.
(1) انظر شرح الرضي على الكافية 1/ 331، الهمع 2/ 116، التصريح 2/ 109
(2)
شرح الرضي 1/ 331، شرح ابن يعيش 3/ 48، التصريح 2/ 109
(3)
التصريح 2/ 109، الهمع 2/ 116
(4)
الهمع 2/ 116، التصريح 2/ 109
(5)
التصريح 2/ 109