الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللَّافي:
أسرة أخرى صغيرة من أهل بريدة، يرجع نسبهم إلى مطير، وأظنهم من الجغاوين من مطير وأنهم لا يبعدون في النسب عن (الجغواني) أهل بريدة.
اللبيدان:
على لفظ تصغير اللبدان، واللبدان هو الذي لصق بالأرض ملبدًا فيها ومن المادة (ليد) الإناءَ ماءً أو لبنًا بمعنى ملأه منه حتى افعمه.
ولا أدري من أي المعنيين أخذ هذا الاسم، وأما مادة (ل ب د) فقد ذكرتها بتوسع في معجم:(الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة) الذي يقع في 13 جزءًا.
ومثلما أنني لم أتمكن من معرفة اشتقاق هذا الاسم (لبيدان) فإنني لم أصل إلى معرفة هذه الأسرة.
والذي لدينا عنها أن كاتبا من أهل بريدة جميل الخط بالنسبة إلى خطوط الناس فيها اسمه البيدان بن محمد كان يكتب الوثائق وبخاصة وثائق المداينات الشخصين ثريين في بريدة هما علي بن ناصر السالم الذي قتل في وقعة اليتيمة في عام 1265 هـ والثاني محمد بن عبد الرحمن الربدي رأس أسرة الربدي.
وما أبعد أن يكون لبيدان حضريا كان لأسرته لقب مالوف أو معروف مثله ولكنه كان يقتصر على كتابة اسمه واسم أبيه، اعتقادا منه أنه غريب لا يلتبس بغيره، إذ لا يوجد أو لا يكون يوجد حسبما اطلعنا عليه في أهل بريدة من اسمه (لبيدان) غيره.
وكتابة الكاتب (لبيدان) هذا لا يقتصر جمالها أو مزيتها على جمال خطها، وإنما أيضًا حسن إملائها مع اختصارها.
وهذه نماذج مما كتبه:
ومنه وثيقة بخط (لبيدان بن محمد) مؤرخة في 10 شعبان من عام 1264 هـ أي قبل مقتل الدائن فيها وهو علي الناصر (السالم) بسنة واحدة.
وقد صورها بإثبات شهادة فهد الحوشان، وقال: شهد عندي، والعادة ألا يقول مثل هذه العبارة إلَّا شيخ، أو طالب علم أو قاض أو نحوه.
والمستدين هو صالح آل غدير وذكر أنه من أهل النصية والذي نعرفه أن (الغدير) هؤلاء هم من أهل النبقية، ومنهم أناس معاصرون، والنصية روضة في شرق القصم تزرع قمحًا، وقد يبذر فيها القمح بعلًا أي على السيل من دون سقيه من بئر أو نحوها.
والدين في الوثيقة نوعان فهو ثلاثة أريل وستة عشر صاع ذرة عوض ريال، أي يكون مجموع الدين أربعة أريل، ومع قلة الريال في عرفنا الآن فإنه كانت له أهمية عندهم حتى إن الدائن وهو علي الناصر جعل للمدين الخيار بشأن هذا الريال الذي ساوت قيمته ستة عشر صاع ذرة، ويساوي ذلك بالوزن 48 كيلوقرام من الذرة وذلك مبلغ له اعتباره في ذلك الزمن الذي كانت الحالة الاقتصادية متدنية فيه، فأعطاه الخيار إلى دخول رمضان من عام 1264 هـ إن كان جاب الريال أي أحضر الريال للدائن سقط عنه أي يزال من ذمته ثمنه من الذرة وهو ستة عشر صاعا من الذرة وإلَّا لزمت ذمته.
أما الريالات الثلاثة فإنها لازمة، ولكنها مؤجلة يحل أجلها في شهر ذي القعدة من عام 1264 هـ.
وقد أوضح لبيدان الكاتب بأن شهادة فهد بن حوشان كانت بحضور أو بشهادة شاهد آخر هو (محمد المطوع) ولا أعرفه بالضبط.
ومن كتابات البيدان وثيقتان في ورقة واحدة، لأن الدائن فيهما هو الثري المشهور محمد بن عبد الرحمن الربدي رأس أسرة الربدي، وكان في آخر القرن الثالث عشر أغنى أعنياء بريدة على الإطلاق.
والمستدين واحد هو علي بن محمد المسعود و (المسعود) سيأتي ذكره في حرف الميم إن شاء الله.
والوثيقة الأولى مؤرخة في 7 ربيع الأول سنة 1269 هـ والشاهد فيها معروف لنا هو حمد بن سويلم، من أسرة السويلم الذين قدم أولهم وهو الشيخ القاضي عبد العزيز بن سويلم من أهل الدرعية أرسله الإمام عبد العزيز آل سعود قاضيًا من جهته على القصيم، وتقدم ذكره مبسوطا في حرف السين عند الكلام على أسرة السويلم.
والدين في هذه الوثيقة هو ستة عشر ريالًا يحل أجل وفائها طلوع ذي الحجة نهاية عام 1269 هـ والمراد بطلوع ذي الحجة انقضاء شهر ذي الحجة.
والرهن لهذا الدين جريرته في ملك عمر السلمي وعمارته فيه، والجريرة هي العمارة وهو ما يكون للفلاح الذي يتفق مع صاحب نخل على أن يفلحه بجزء من ثمرته كأن يكون لصاحب الملك ثلث ثمرة النخل أو ربعها، ويكون الباقي للفلاح.
وهذا الباقي الذي يخص الفلاح هو العمارة، وأما الجريرة فقد تقدم ذكرها ولكننا نقول هنا باختصار: إنها ما يملكه الفلاح في مثل هذا النخل من حيوان أو برسيم حتى الحبال والأرشية والحمار أو الحمارة ما عدا أصل النخل فهذه تسمى عمارة.
وأما السلمي الذين يملكون النخل الذي فيه هذا الدين فهو غير مرهون للربدي لأن الفلاح المستدين لا يستطيع أن يرهنه فهو لعمر السلمي، والسلمي أسرة مشهورة.
والوثيقة الثانية مؤرخة أيضًا في 7 ربيع الأول عام 1269 هـ والشاهد فيها جد المستدين واسمه مسعود وشاهد آخر من أسرة الهديب المعروفة وهو (حسين الهديب).
وهذه الوثيقة التي كتبها لبيدان بن محمد في عام 1268 هـ وأشهد عليها ناصر بن وادي وحسين الهديب.
ثم وجدت وثيقة فيها ذكر لعبد الله بن لبيدان - مما يدل على وجود أسرة اللبيدان - كما تخيلته من قبل، وأن لبيدان بن محمد اسم أسرته اللبيدان، وتلك الوثيقة مكتوبة في 3 رجب من عام 1301 هـ بخط ناصر السليمان بن سيف.
وتتضمن أن ورثة عبد الله بن لبيدان حضروا عند الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وأن الشيخ قسم بينهم أمانة من النقود كانت عند محمد بن سليمان المبارك (العمري).