الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دراسات صدرت عن القصيمي:
- فكر عبد الله القصيمي لأحمد السباعي، رسالة دكتوراه، بيروت 1979 م.
- القصيمي بين الأصولية والانشقاق، ليورجن فازيلا، رسالة دكتوراه، طبعت في ألمانيا 1977 م، وترجمت إلى العربية وصدرت في بيروت 2001 م، الصفحات 256.
أقوال عن القصيمي:
- القصيمي من أئمة اللغة وفوارس الكلم - العلامة الشيخ عبد الله العلايلي، بيروت.
- العقاد وطه حسين والزيات وآخرون انتصروا للقصيمي أثناء فصله من الأزهر.
- أشيخ من نجد أم عملاق من عمالقة الفكر؟ ميخائيل نعيمة - بيروت.
- القصيمي بدوي الأسلوب غربي التفكير، كمال جنبلاط، بيروت.
- القصيمي سبق عصره، قدري قلعجي، بيروت.
- ونشرت مجلة المقتطف القاهرية في 10/ 2/ 1947 م مقالًا جاء فيه: معسكر الإصلاح طليعته ابن خلدون وجناحاه الأفغاني وتلميذاه محمد عبده والكواكبي أما قلبه النابض فهو القصيمي، نجدي في جبته وعقاله .. !
شبه القصيمي:
القصيمي رجل ذكي متمكن من اللغة، وهو مفكر عميق التفكير، بل هو لمَّاح في تفكيره لا يحتاج إلى كثير وقت لكي يتذكر ما يريده، بل هو سريع البديهة، ولذلك كان يسهل عليه أن يورد الشبه التي يريد إيرادها على من يتحدث إليه.
حدثني الشيخ عبد الله بن علي بن يابس زميله في الدراسة في مصر، قال: جاء إلى مصر فلان من أهل الأحساء وهو شاب مثقف وبينما كنا جالسين مع القصيمي ومعه قال له عبد الله القصيمي:
أبوك ويش اسمه؟
فقال: فلان.
فقال: أنت متأكد إنه أبوك؟
فقال الرجل بكل ثقة، نعم، نعم.
فقال القصيمي: ألا يمكن - عقلًا - أن تكون أمك قاربت غيره فولدتك؟
فأجفل الرجل، وقال: لا، أبدًا.
فقال القصيمي: ايش يدريك عن هذا وأنت ما بعد خلقت ولا تعرف شيء حتى بعد هذا الأمر بسنين؟
فتحير الرجل، وقال:
أمي تقوله أي تقول: إن والده فلان.
فقال القصيمي: إذًا لا تتأكد من ذلك، وإنما تعول على شهادة امرأة والمرأة شهادتها بنصف شهادة الرجل.
فتحير الرجل ولم يستطع التعليق على ذلك.
فقال القصمي: هذي عادة بعض الناس، إذا قيل له شي صدقه ولو كان مصدر الخبر غير سليم.
قال: وما زال يشككه في كونه ابن والده حتى بكى الرجل، لأنه لم يستطع أن يرد على القصيمي شبهاته التي أوردها.
وتحدث إبراهيم الحسون من أهل عنيزة فقال:
كنت في البنان أتعالج من مرض في الصدر فوجدت القصيمي مرة في السفارة السعودية فتحدثت معه من دون أن أعرفه فوجدته ذكيًّا منطقيًا، مليئًا بالمعلومات العامة، حتى إذا تحدث في أي موضوع أفاض فيه إفاضة ما بعدها
مزيد، وهو إلى ذلك عنده ذوق رفيع في معاملة الناس.
قال: واستمر إعجابي به وحرصي على التحدث إليه، وكنا نجمع لإحدى النساء الفقيرات المسلمات شيئًا من المال مساعدة لها.
فطلبت منه أن يسهم معنا بدفع ما يريد، قلت له ما قلته لغيره: إن ذلك سيكون في ميزان حسناته، وتلوت الآية الكريمة {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}. فقال لي: أليس الله غني عن خلقه؟
أليست الآية القرآنية تقول: (والله هو الغني وأنتم الفقراء)، قلت: بلي، قال: فكيف إذا يقرض الفقير الغني، الله يقول:(والله هو الغني الحميد).
قال: فلم يزل يورد عليّ من هذه الأمور ويشككني في هذا العمل الخيري حتى كرهته وعزمت على مقاطعته.
أقول: هذه الشبهة التي أوردها القصيمي وردت على ذهن بعض الصحابة، وسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ذكر ذلك الحافظ الأصبهاني في كتابه (الترغيب والترهيب، ج 2، ص 938)، وهو غير كتاب (الترغيب والتهريب) للحافظ المنذري، فقد روى الحافظ الإصبهاني الجوزي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: لما نزلت {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} قام رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي يا رسول الله، الله سبحانه يحتاج إلى القرض وهو عن القرض غني؟ قال:"يريد أن يدخلكم بذاك الجنة"(1).
وبهذا انتهى الكلام على عبد الله بن علي القصيمي من أهل خب الحلوة.
(1) الترغيب والترهيب، ج 2، ص 938.