الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القْصَيِّر:
بإسكان القاف وفتح الصاد ثم ياء مشددة مكسورة وآخره راء.
على لفظ تصغير القصير: ضد الطويل.
من أهل الشقة القدماء.
انتقل جدهم الحميدي بن حمد من التويم إلى الشقة في حدود أول القرن الحادي عشر.
وخلف خمسة أبناء: محمد وسالم وسليمان وعلي وعبد الله.
فالقصير من ذرية محمد بن حمد المذكور، والقصير أبناء عم للشويهي والمديهش والخضيري - بفتح الخاء وكسر الضاد - والفراج والحوَّاس والعصيلي والخويلدي والفايز، والكلية والبعيمي والعقيل والرشِّيد (بكسر الشين) وصيغة التكبير الخ.
كتب إليَّ الأستاذ حمود بن عبد العزيز بن حمود القصَيِّر معلومات موجزة عن رجالات أسرته القصير فقال:
معلومات للشيخ محمد العبودي عن مشاهير أسرة القصير أهل الشقة القريبة من بريدة بمنطقة القصيم الذين أتذكرهم في الوقت الحاضر.
أولًا: أمير الشقة حمود بن إبراهيم بن حمود القصير المتوفى عام 1319 هـ المعروف لدى جميع الحكام في ذلك الزمان.
ثانيًا: الشيخ الزاهد الورع محمد بن إبراهيم بن علي القصير زميل الشيخ ابن عتيق وقد اتفقا للخروج في طلب العلم، فخرج وحده وانقطعت أخباره عن أهله، لصعوبة الاتصال في ذلك الوقت، ولا يعرف إن كان حيًّا أو ميتًا، وقد سمي والده أخاه الذي أتي من بعده باسمه محمد، وهو من طلبة العلم أيضًا وإمام مسجد بأحد هجر البادية في ذلك الزمان، وقد انتقل إلى رحمة الله.
وعند قيام ثورة اليمن عام 1382 هـ - 1962 م، حيث بعث خطاب لمفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ يخبرونه بأن الشيخ الورع الزاهد محمد بن إبراهيم القصير قد توفي في اليمن ولديه مكتبة كبيرة، وقد أبلغ أقاربه بذلك.
ثالثًا: الشيخ الزاهد الورع عبد العزيز بن علي بن إبراهيم القصير بالشقة المعروف لدى طلبة العلم، وقد عرف في انقطاعه للعبادة والذكر طول الليل والنهار، وهو والد أمير الشقة أكثر من ستين سنة محمد بن عبد العزيز بن علي القصير.
رابعًا: رجال من العقيلات من أسرة القصير ويحضرني عمي إبراهيم بن حمود بن إبراهيم القصير، ووالدي عبد العزيز بن حمود القصير، وهما أدلاء بالطرق البرية بين نجد والعراق في ذلك الزمان، وكذلك عبد العزيز بن أحمد القصير، ومحمد بن علي القصير، وآخرين لا أتذكرهم، وكانوا جميعًا حلقة وصل الأسرة القصير في الشقة والسماوة والعراق.
خامسًا: حمود بن إبراهيم بن حمود القصير قائد المدفعية في الجيش العربي السعودي من الدفعة الأولى التي تخرجت من جمهورية مصر العربية زميل لكثير من قادة الجيش الكبار الأوائل، انتقل إلى رحمة الله عام 1383 هـ، وهو قائد للمدفعية برتبة رقيب (رئيس) في حادث مأسوي هو وأسرته بسبب تسرب الغاز في منزله، وكان على موعد للسفر لألمانيا للعلاج بسبب حادث مروري.
سادسًا: عبد الرحمن بن محمد بن أحمد القصير مدير الشئون الإدارية بالمحكمة الكبرى بالرياض، ثم مدير عام الشئون الإدارية بمحاكم منطقة القصيم، ثم رئيسًا لديوان إمارة منطقة القصيم بريدة.
سابعًا: أسماء الدكاترة وأستاذة الجامعات الذين أتذكرهم الآن من أسرة القصير هم:
- الدكتور المهندس حمود بن محمد القصير مدير في شركة الاتصالات.
- الأستاذ إبراهيم بن عبد الله بن أحمد القصير مدير الإدارة القانونية في وزارة الصحة عدة سنوات متقاعد ومؤهله ماجستير.
- الدكتور علي بن إبراهيم بن محمد القصير أستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
- الدكتور أحمد بن عبد العزيز بن محمد القصير أستاذ في جامعة الملك فيصل.
- المهندس إبراهيم بن حمود بن عبد العزيز القصير معيد بكلية العمارة بجامعة الملك سعود.
انتهى كلامه.
ومنهم محمد بن عبد العزيز بن علي القصير أمير الشقة العليا، وكان أبوه وجده قبله في الإمارة، أي إمارة الشقة العليا.
ذهبت إليه أكثر من مرة وهو صديق كريم، ومرة اشتركنا معه في أرض بيضاء في أدنى البطين أنا والأستاذ موسى بن عبد الله العضيب والشيخ علي بن سليمان الضالع ونحن شركاء أربعة كل واحد له ربعها.
فكتبت للملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله طالبًا أن يقطعني إياها فوافق على ذلك وأحالها إلى أمير بريدة الأمير سعود بن هذلول، وكان لي صديقًا فأصدر صكًا بذلك، والقصد من ذلك إثبات ملكي لها، وقد سجلت شراكتنا كلنا فيها، ولم تكن لها كبير أهمية في السابق ولكن تبين أنها من الأراضي التي تجود فيها زراعة القمح من جنوب البطين.
وقد باعها هؤلاء الشركاء بعد ذلك.
وقد شغل محمد بن عبد العزيز القصير إمارة الشقة العليا مدة طويلة زادت على
نصف قرن، ولم يتركها إلَّا بعد أن أسن وبدأت تضعف ذاكرته فتولاها بعده ابنه بعد أن وحدت إمارتا الشقة العليا والشقة السفلى في إمارة واحدة هي (إمارة الشقة).
ومحمد بن عبد العزيز شخص كريم حسن الخلق والمعاملة مع الناس، لم أسمع له في وقته منتقدًا.
ولا يزال على قيد الحياة - 1427 هـ - إلا أن ابنه
…
ذكر لي أن ذاكرته تلاشت أو أوشكت على التلاشي، ولا غرابة في ذلك لأن عمره تجاوز التسعين بسنين.
ثم توفي في آخر صفر عام 1329 هـ ونشر نعيه في صحيفة الرياض يوم الأحد 2/ 3/ 1429 هـ رحمه الله.
ومنهم الشيخ عبد الله بن صالح القصيِّر عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام والمستشار بوزارة الشئون الإسلامية.
ومنهم العابد الزاهد: عبد العزيز بن علي بن إبراهيم القصيِّر كان مشهورًا بتدينه وعبادته، وعندما أسن بقي في الشقة العليا في فلاحة لابنه لا يدخل إلى بريدة إلا نادرا ثم اقتصر كلية عن ذلك.
قال لي مرة الشيخ فهد بن عبيد العبد المحسن في عام 1364 هـ: نبي نزور أخونا في الله عبد العزيز القصير بالشقة.
كانت الشقة آنذاك تعتبر قرية نائية عن بريدة، إذ كانت تفصلها عنها مساحات طويلة، بل مقفرة.
فخرجنا من بريدة في الصباح سيرًا على الأقدام من دون أي مركوب إلَّا الحديث الذي ذكر بعض القدماء أنه بمثابة حمل الرفيق في السفر، إذ قال لصاحبه: إما أن تحملني في السفر وإما أن أحملك يعني إما أن تحدثني وإما أن أحدثك، وجعل ذلك بمثابة الحمل في السفر، لأن المسافر يقطع الطريق من دون
أن يشعر بطوله إذا كان معه من يحدثه بأحاديث تعجبه.
والشيخ فهد العبيد رحمه الله محدث نهم يكثر من الحديث ذي الأهمية حتى لو قدر لمن يكون معه أن يكتب أحاديثه لوجد أن أكثرها يستحق التدوين، وبخاصة أخبار العلماء والزهاد والصلحاء المحبين لهم من غيرهم، وقد استمع عشرات الألوف على مدى سنوات إلى وعظ الشيخ فهد العبيد بعد هذه الزيارة للشقة بنحو خمسين سنة فكانوا يتعمدون أن يصلوا في المسجد الذي يعظ فيه فهد العبيد حتى كان المسجد يضيق بهم.
كان الوقت صيفًا عندما ذهبت مع الشيخ فهد العبيد إلى الشقة، وقد وصلنا من دون أن نشعر بطول الطريق لما ذكرته، ولكوننا لا نتصور في ذلك الوقت أنه يمكن لنا أن نختصر الطريق أو لا نهتم به، وكان وصولنا في آخر الضحي، وقد اشتدت حرارة الشمس.
وجدنا الأخ في الله عبد العزيز القصيِّر رجلًا من أهل الله كما يعبر بذلك بعض القدماء فهو مقبل على العبادة تارك لغيرها، وكان ابنه محمد هو الذي استقبلنا وأسرع يصنع القهوة، ولم تكن توجد في تلك الأوقات قهوة مصنوعة جاهزة في زمزمية أو نحوها - مثلًا - كما نعرفها اليوم.
والشيخ فهد يتحدث مع الأخ القصير أحاديث كلها زهد وعبادة وسؤال عن حال الإخوة من المشايخ وطلبة العلم وأخبار العلماء القدماء من الصالحين.
أما أنا فإن دوري كان الاستماع بعد أن ذكر فهد العبيد له اسمي بمثابة التعريف، ولكن بدا لي أنه غير مبال بي، ولم يعرني أي اهتمام، ولم يحزَّ ذلك في نفسي، لأنني لا أزال صغير السن، وإنما بهرني مظهر الخشوع والعبادة في الرجل، وكلامه الذي ينضح إيمانًا وتوكلًا على الله وتسليمًا له، وإن كان أقل بكثير من كلام الشيخ فهد العبيد في الاستشهاد بكلام العلماء ونقل أقوالهم.