الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القُلُوص:
بضم القاف مع إمالتها إلى الكسر ثم لام مضمومة فواو، وآخره صاد.
وهذا هو لفظ القلوص التي هو الناقة الذلول التي تركب، ولا أدري أكان أصل نسبتهم أو تلقيبهم بذلك أخذًا من اسم الناقة أم إنه مأخوذ من أصل آخر، مثل أن يكون مأخوذًا من قولهم: قلَّص الشيء الذي كان يؤخذ منه شيئًا فشيئًا ولكن هذا يقال له تقلَّص أيضًا، أو له علاقة بالقلص الذي نوع من الدلاء - جمع دلو - التي يستخرج بها الماء من البئر.
وعلى أية حال فإن إحدى الوثائق التي ذكرت (القلوص) هذا نصت على أنه الملقب (القلوص) مما قد يدل على أن هذا اللقب هو اسم لرجل بعينه ولم تذكر الوثيقة اللقب الأصيل لأسرته.
و(القلوص) أسرة صغيرة من أهل بريدة كان لهم بيت في شمالها القديم إلى الشمال الشرقي من سوق الخراريز الذي يقع شمالًا من المسجد الجامع الكبير.
منهم رجل جرت عليه نادرة مضحكة وهي أن عم والدي عبد الله بن عبد الكريم العبودي كانت له عنز، ففقدت في البلدة فأراد أناس أن يستثيروا شاعريته وهو شاعر مُقِلٌّ وأن يمزحوا معه فأكدوا له أن (القلوص) قد أخذها وأنه ذبحها في بيته وأكلها هو وزوجته وعياله، فصدقهم، وقال:
عَنزٍ لنا يا حلو حَالهْ وفاله
…
يا حلو بالماعون كَشَّة شطوره
جاه (القلوص) بجنح ليل وشاله
…
متحالي توذيرها في قدوره
جمع عليها حرمته مع عياله
…
ولحمها بالماعون ما ردد نشوره
ثم تبين له أن ذلك كله مزح وأن (القلوص) بريء من دم تلك العنز براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب.
ورد ذكر محمد بن سليمان الملقب (القلوص) في وثيقة مبايعة بخط الشيخ الشهير في وقته صعب بن عبد الله التويجري.
وتتضمن مبايعة بين خضير بن محمد بن شيبان (البائع) وبين (القلوص) وهو المشتري بيتًا لخضير واقع في شمال بريدة محدد في الورقة وقيمته سبع وخمسون ريالًا (فرانسه) والوثيقة بخط الشيخ صعب التويجري الذي هو جميل حسا ومعنى.
أما الحس فإنه جمال الخط والحروف التي كتب بها، وأما المعنى فإنه في الألفاظ والمصطلحات الشرعية الواضحة.
ولذلك لا حاجة لنقله لحروف الطباعة لوضوحه، وإنما نشير إلى إيضاح معاني بعض الكلمات فيه.
من ذلك قوله: سوق عويد الحمد، وعويد هذا هو عويد بن حمد العويِّد من أسرة (العويد) القديمة السكني في بريدة وتقدم ذكرها.
وقوله: يحده من شمال بيت زيد السليم، هذا بتشديد الياء على لفظ التصغير وفتح اللام قبلها، وليس بإسكانها وكسر اللام قبلها الذي يوهم أنه من السليم الذين هم من المشايخ والقضاة المشهورين في بريدة.
وقال: يحده من قبله أي من جهة الغرب دار (جرية) وهي امرأة لا أعرف من أمرها شيئًا إلَّا أن تكون من أسرة (الجري).
وأما عثمان القعير فهو من أسرة القعير التي سبق ذكرها قريبًا وهم من آل أبو عليان حكام بريدة السابقين.
وقوله: ومن شرق السوق القايم، فالمراد بالسوق هو الزقاق وليس سوق البيع والشراء، والقائم منه هو النافذ خلاف السِّد عندهم الذي هو غير النافذ.
وقوله: وأربعين ريال - من الثمن - مُنَجَّمة - أي مقسطة على أقساط يستحق دفع كل واحد منها في موعد معين، وقد أوضح القسط أو التنجيم هذا بأنه على أربعة آجال - جمع أجل - والمراد أوقات محددة: خمسة منهن أي من الأربعين الباقية من ثمن البيت يحملن في رجب سنة 1285 هـ. وهو أول الآجال وخمسة وثلاثون باقي الثمن ثلاثة نجوم أي يستحق أن تسلم في ثلاثة مواعيد قادمة.
ومن اللطيف الطريف قوله: والنجوم بمعنى مواعيد سداد باقي القيمة - متتابعة يعرف آخرهن من أولهن في كل شهر رجب على تتابع الشهور.
وقد شهد على هذه المبايعة عدد من الأشخاص المعروفين لنا هم عبد العزيز بن محمد الدباسي وسليمان الفدعاني وعبد الله العبد الكريم الرجيعي، وتاريخ الوثيقة في 1 أو 9 صفر من عام 1285 هـ.
وهذه صورتها:
وجاء في الوثيقة التالية تحديد دار اشتراها عمر بن جاسر من ناصر بن روق، ذكر الدار التي اشترت بنت (القلوص) ولم تذكر الوثيقة اسمها كاملًا، لأنها كانت تتحدث عن مبيع دار الآخرين.
والوثيقة مؤرخة في شعبان سنة 1275 هـ بخط العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم.