الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القِلَّيش:
بكسر القاف ثم لام مشددة أصلها لامان فأدغمت إحداهما بالأخرى وصارت لامًا مشددة ثم ياء ساكنة فشين في آخره.
أسرة صغيرة من أهل بريدة متفرعة من أسرة العطا الله التي سبق ذكرها.
أصل نسبتهم جملة هي (قل ليش؟ ) أي قل لأي شيء؟ ومعناها: قل لماذا؟ والطريف أن أصل اسمهم جملة وأبناء عمهم (العطاالله) أيضًا اسمهم جملة في الأصل (فعطا الله) هي أعطى الله.
وقد يجوز أن يكون المراد (عطاء الله) وهو اسم عربي قديم، ومن أشهر من سموا به من العلماء المذكورين (ابن عطاء الله السكندري) من كبار الصوفية ومشاهيرهم.
عرفت من هذه الأسرة فايز القليش كان قوي الجسم، غليظه وكان صاحب إبل يحمل عليها الناس والبضائع بأجرة إلى البلدان الأخرى، وكان إلى ذلك يتاجر لنفسه.
عرفته دائم الترحال كأنما يصدق عليه قول الشاعر:
ما آب من سفرٍ إلَّا إلى سَفر
…
مُوكلٍ بفضاء الأرض يذرعه
فما أن أعرف أنه جاء من سفر حتى أعرف أنه سافر أيضًا، ولصفته تلك قال فيه صديقه محمد بن إبراهيم المرداسي من أهل الربيعية الذي كان ينتظر أن تأتي زوجته معه أي أن يحملها مع محرمها إليه من الربيعية، ولكنه لم يفعل فعاتبه أو لنقل داعبه، لأنه يعرف أن (فايز القليش) ليس له قرار يتعلق بمجيء زوجة المرداسي معه، ولكن هذا على سبيل دعاء العرب على البعير الذي لم يحمل من يحبونه إليهم وعلى الريح التي لم تحمل نسماته إليهم.
قال محمد المرداسي:
يا (فايز القليش) هذي خطيه
…
الله لا يجزاك مني بالاحسان
ما جبت لي راع العلوم الطريه
…
اللي عليه القلب ذاوي وحرقان
من روحته والعين مني شقيه
…
وانا وجيع القلب من يوم ما جان
عسى منازلها الجنان العليه
…
والى اقبلت يفتح لها الباب رضوان
ألا انها من حق زوجه نقيه
…
اوي والله درة مالها اثمان
يريد أنه لم يحضر زوجة الشاعر معه لأن فايز القليش صاحب إبل يؤجرها الحمل الناس.
وفايز بن صالح بن محمد القليش الفايز هذا من مواليد مدينة بريدة بالقصيم.
توفي في مدينة بريدة عام 1406 هـ وله من العمر تسعون عامًا.
وكان رجلًا صالحًا وذو عقل رشيد ونفس طيبة في تعاملاته مع الآخرين، وكان من رجال العقيلات المعروفين، وكثيرًا ما يحرص الناس على مرافقته في الأسفار على الجمال حينما يسافرون إلى الجوف أو بلاد الشام أو مصر لمعرفته الجيدة للطرقات الصالحة المؤدية إلى تلك البلاد، وله معرفة جيدة بموارد المياه والمسافات الواقعة بينها ليأخذوا حسابهم في التروي من المياه الكافية، وهذه من الأمور التي يحرص عليها المسافر في البراري والقفار وخاصة في غير فصول الربيع.
وفايز رحمه الله منذ صغره وهو يتاجر بالمواشي على اختلافها من إبل وغنم ويتنقل في تجارته هذه بين بلاد القصيم والجوف وعمان والشام ومصر وقد استقر فترة طويلة في مزاولة التجارة في سكاكا - منطقة الجوف وتزوج هناك من إحدى الأسر المقيمة وهي عائلة وافدة في الأصل من بريدة وحين تقدم به العمر وتحت إلحاح والدته وأولاده عاد إلى بريدة وأخذ يزاول التجارة التي تتناسب مع سنه ومقدرته رحمه الله.
الله من الأولاد أربعة صالح وحمد ومحمد وعلي، ومن البنات ثلاث.
صالح: عاش في بريدة وكان من أهل الخير والصلاح حيث قضى معظم عمره إمامًا ومؤذنًا لمسجد يقع في شرق بريدة لم يتركه حتى توفاه الله.
حمد: عاش جزءًا من حياته في بريدة وهو أول من افتتح مدرسة حويلان الابتدائية، وذلك عام 1375 هـ ثم واصل دراسته في مصر وحصل على مؤهل
جامعي ودراسات عليا في التنمية الاجتماعية وعاد من مصر عام 1380 هـ ثم عين مديرًا لمركز التنمية بحويلان بضع سنين ثم عين مديرًا عامًا لمركز التنمية والتدريب بالدرعية ثم انتقل إلى جهاز الوزارة (وزارة العمل والشئون الاجتماعية)، ثم عين مديرًا عامًا للتنمية والخدمة الاجتماعية ثم وكيلًا مساعدًا للوزارة للتنمية والخدمة الاجتماعية إلى أن تقاعد عام 1414 هـ.
محمد: عين مدرسًا عام 1376 هـ في بريدة وقد أسهم مع مجموعة من زملائه في تكوين أول فريق لكرة القدم في منطقة القصيم وشارك في عدد من الدورات الرياضية الصيفية بالطائف ثم واصل دراسته الرياضية بالمعهد العالي للتربية الرياضية بمصر وحصل على دبلوم عالي في التربية الرياضية من مصر ثم واصل دراسته الرياضية في انجلترا وأمريكا وحصل على الماجستير في التربية الرياضية وحصل على حزام في لعبة الكراتيه من أمريكا وبهذا يعتبر هو أول من أدخل اللعبة إلى المملكة العربية السعودية.
ألف عددًا من الكتب في مجال الكراتية والدفاع عن النفس وحين عاد إلى أرض الوطن عين مديرًا عامًا لمعهد التربية الرياضية بالرياض ثم عميدًا لكلية التربية البدنية، والرياضية بالرياض، وبجانب عمله الأساس قام بتدريب عدد من طلاب الكليات وقوى الأمن والجيش، والأندية الرياضية على لعبة الكاراتية حتى انتشرت وترأس لفترة طويلة الاتحاد السعودي للكراتية والاتحاد العربي للكراتية وله أنشطة متعددة في هذا المجال وقد تقاعد من عمله عام 1421 هـ.
علي: عمل في وزارة الصحة مراقبة صحيا ثم انتقل إلى القطاع الصحي بوزارة الدفاع في عدد من مناطق المملكة، وقد توفاه الله قبل أن يكمل مشواره العلمي عام 1417 هـ.