الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى هذه الاثناء كان الخبراء فى الفنون المختلفة كالفلك، والاحياء، والطب يدرسون الآيات المتصلة بعلومهم فى القرآن الكريم ويضعون عليها تعليقات موجزة، وكانت لجنة التنسيق تنظر فى كل ذلك حتى انتهت من العمل على خير اسلوب واصبح العمل معدا اعدادا متقنا للترجمة.
ولكن شاءت المقادير ان يكون هذا العمل الذي اعد اولا وقبل كل شيء للترجمة يصبح تفسيرا للقرآن الكريم يتهافت عليه الناس من مختلف الهيئات والبيئات ويصبح اكثر التفاسير القرآنية رواجا.
لانه فى متناول كل الناس على مختلف ثقافاتهم.
ولانه موجز يتناسب مع طابع السرعة فى العصر الحاضر، ولانه حقيقة الامر قد هيأ الله سبحانه وتعالى له الدقة والتركيز والسهولة.
وهو تفسير يجمع إلى ايجاز العبارة: الوفاء بالمعنى المراد، بعيدا عن التعقيد قريبا من الهدف الذي يرجى من القرآن، وهو انتفاع المسلم العادى بما فى كتاب الله مما فيه صلاح دينه ودنياه وآخرته من اقرب طريق، فكان هذا التفسير الذى اسهم فى اخراجه جمع من العلماء فى المجلس الاعلى للشئون الاسلامية.
مميزات هذا التفسير
: 1 - يمتاز هذا التفسير بانه وضع باسلوب عصرى سهل واضح العبارة وجيز لا يخل ولا يمل.
2 -
يخلو هذا التفسير مما كثر فى تفاسير السابقين من:
الخلافات المذهبية، والمصطلحات الفنية، والحشو، والتعقيدات اللفظية.
3 -
يخلو هذا التفسير من كثير مما فى تفاسير السابقين من قصص أو ما يشبه الاساطير والحكايات والاخبار الإسرائيلية.
4 -
روعى فى هذا التفسير ان يكون فى مقدور العلماء باللغات الاجنبية من ابناء العربية نقل معانى القرآن وترجمتها الى تلك اللغات الاجنبية حتى تظل رسالة المسلم هى التبليغ دائما امرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وعملا بموجب كتاب الله سبحانه.
5 -
كل آية فى هذا التفسير وضع لها تفسيرها بازائها حسب الارقام الواردة فى المصحف فالآية رقم (1) تفسيرها تحت نفس الرقم (2) تفسيرها تحت هذا الرقم (2) وهكذا.
6 -
قد يلحق بتفسير بعض الآيات اشارات بالهامش تتعلق بالمعنى العام للآية او لإيضاح لفظ او لبيان مسألة من المسائل تترتب على المعنى المفهوم من اللفظ او الآية على وجه العموم.
نماذج من هذا التفسير:
فى قوله تعالى من سورة البقرة:
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً، وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ- (263) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى، كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ، وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ، فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً، لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا، وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ- (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ،
فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ، وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ- (265) الآية (263) تفسيرها:
قول تطيب به النفوس، وتستر معه حال الفقير، فلا تذكر لغيره، خير من عطاء يتبعه ايذاء بالقول أو الفعل، والله سبحانه وتعالى غنى عن كل عطاء مصحوب بالأذى ويمكن الفقراء من الرزق الطيب.
الآية (264) تفسيرها:
لا تضيعوا ثواب صدقاتكم أيها المؤمنون بإظهار فضلكم على المحتاجين وايذائهم فتكونوا كالذين ينفقون أموالهم بدافع الرغبة فى الشهرة، وحب الثناء من الناس وهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، فإن حال المرائى فى نفقته كحال حجر املس عليه تراب، هطل عليه مطر شديد فأزال ما عليه من تراب فكما إن المطر العزير يزيل التراب الخصب المنتج من الحجر الأملس، فكذلك المن والأذى والرياء تبطل ثواب الصدقات فلا ينتفع المنتفعون بشيء منها، وتلك صفات الكفار فتجنبوها، لأن الله لا يوفق الكافرين إلى الخير والارشاد.
الآية (265) تفسيرها:
حال الذين ينفقون أموالهم طلبا لمرضاة الله وتثبيتا لأنفسهم على الإيمان، كحال: صاحب بستان بأرض خصبة مرتفعة، يفيده كثير الماء وقليلة، فإن أصابه مطر غزير أثمر مثلين وإن لم يصبه المطر الكثير بل القليل فإنه يكفى لاثماره لجودة الأرض وطيبها فهو مثمر فى الحالتين، فالمؤمنون المخلصون لا تبور اعمالهم. والله لا يخفى عليه شيء من اعمالكم.
نرجو الله سبحانه وتعالى أن يجزى الذين قاموا به خير الجزاء
تم بحمد الله