الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نموذج من «أحكام القرآن»
قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها. (سورة البقرة الآية 114) قوله «منع» نزل فى شأن المشركين حين منعوا المسلمين من ذكر الله تعالى فى المسجد الحرام وسعيهم فى خرابه بمنعهم من عمارته بذكر الله وطاعته وقوله «أولئك ما كان لهم ان يدخلوها إلا خائفين» .
يدل على ان المسلمين اخرجوهم منها إذ دخلوها.
ويدل على مثل ذلك قوله تعالى:
ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ.
وعمارتها تكون ببنائها واصلاحها والثانى حضورها ولزومها، كما يقال:- فلان يعمر مسجد فلان؛ أى يحضره ويلزمه.
قوله عز وجل:
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ. (سورة البقرة الآية 115) ويدل على جواز التوجه إلى الجهات فى النوافل، وللمجتهد جواز التعبد بالجميع ..
قوله تعالى:- وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ.
دلت على أن التنظف ونفى الأوساخ والاقذار عن الثياب والبدن مأمور به وقد قال سليمان بن فرج أبو واصل اتيت أبا أيوب فصافحته فرأى فى أظافرى طولا فقال: جاء إلى النبى عليه السلام رجل يسأل عن اخبار السماء فقال:
يجيء أحدكم يسأل عن خبر السماء وأظفاره كأنها اظفار الطير يجتمع فيها الوسخ والتفث؟
قوله تعالى:- إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً.
الامام: من يؤتم به فى امر الدين كالنبى عليه السلام والخليفة والعالم اخبر الله تعالى إبراهيم انه جاعله للناس اماما، وسأل إبراهيم ربه أن يكون ابناؤه أئمة فقال تعالى:
لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ. (سورة البقرة الآية 124) ودل قوله تعالى:
لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ.
على ان الاجابة قد وقعت له فى ان من ذريته ائمة ولكن لا امامه لظالم حتى لا يقتدى به، ولا يجب على الناس قبول قوله فى امر الدين.
نعم: كان يجوز ان تظهر المعجزة على يد فاسق ظالم، ويجب قبول قوله لوجود الدليل، وان لم يجب قبول قول الفاسق لعدم ظهور الصدق وعدمه عقلا غير ان العصمة وجبت للانبياء سمعا.
ويجوز عقلا وجوب قبول قول الفاسق ولكن دلت هذه الآية على ان عهد الله تعالى لا ينال الظالمين.
فيحتمل أن يكون ذلك النبوة، ويحتمل أن يكون ما اراد لهم من امر دينه، وأجاز قولهم فيه، وأمر الناس بقبوله منهم.
ويطلق العهد على الأمر قال الله تعالى.
إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا. (سورة آل عمران الآية 183) يعنى امرنا وقال:
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ. (سورة يس الآية 60) يعنى ألم اقدم إليكم الأمر به:
وإذا كان عهد الله هو اوامره، فقوله: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ لا يريد به انهم غير مأمورين لأن ذلك خلاف الاجماع، فدل على ان المراد به أن يكونوا بجملة من تقبل منهم أوامر الله، ولا يؤمنون عليها.