الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو بكر أحمد بن موسى الخوارزمى، وأبو عبد الله محمد بن يحيى الجرجانى شيخ القدورى، وأبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المعروف بابن المسلمة وأبو جعفر محمد بن أحمد النسفى، وأبو الحسن محمد بن أحمد الزعفرانى، وأبو الحسن بن محمد بن أحمد بن الطيب الكعارى والد اسماعيل قاضى واسط وغيرهم.
تفسير الجصاص «أحكام القرآن»
. يعتبر هذا السفر الذى تركته قريحة الجصاص من أجمع الكتب التى تناولت أحكام القرآن بصورة مفصلة أفاد منها غيره ممن جاء بعده وكتب فى هذه الاحكام من أمثال الكبا الهرامى وابن عربى والقرطبى صاحب التفسير المشهور «الجامع لاحكام القرآن» .
والكتاب يجمع هذه الاحكام فى أبواب مرتبه تجمع شمل الآيات التى تتناول قضية أو حكما عاما يفصل الكلام عليها تفصيلا مشفوعا بأقوال العلماء وقرائهم واستنكاراتهم ونظرة سريعة فى سورة النساء تريك صدق ما نقول عن هذا التبويب الفريد، ففي مطلع السورة وما بعده تجد هذه الابواب.
باب دفع أموال اليتامى باعيانها ومنعه الوحى من استهلاكها.
باب تزويج الصغار باب هبة المرأة المهر لزوجها باب دفع المال الى السفهاء باب دفع المال إلى اليتيم باب أكل ولى اليتيم من ماله- الى غير ذلك من الابواب ..
نموذج من أحكام القرآن
فى باب الامتنان بالصدقة يذكر الحصاص جمله من الآيات يجمع شملها هذا الباب هى قوله تعالى:
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً» الآية وقوله تعالى:
وقوله تعالى:
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً» (سورة البقرة الآية 262 و 264 و 263) وقوله تعالى: «وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ» . (سورة الروم الآية 39) ثم يقول الجصاص بعد ذكر هذه الآيات:
«أخبر الله تعالى فى هذه الآيات أن الصدقات اذا لم تكن خالصة لله عارية من منّ واذى فليست بصدقه لان ابطالها هو احباط ثوابها، فيكون فيها بمنزلة من لم يتصدق، وكذلك سائر ما يكون سبيله وقوعه على وجه القربة الى الله تعالى:
وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (سورة محمد الآية 33) وقال تعالى: وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ (سورة البينة الآية 5) [فما لم يخلص لله تعالى من القرب فغير مثاب عليه فاعله ونظيره أيضا قوله تعالى: مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ، وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (سورة الشورى الآية 20)
ومن أجل ذلك قال اصحابنا: لا يجوز الاستئجار على الحج وفعل الصلاة وتعليم القرآن وسائر الافعال التى شرطها أن تفعل على وجه القربة.
لان أخذ الاجر عليها يخرجها عن أن تكون قربة لدلائل هذه الآيات ونظائرها وروى عن الحسن فى قوله تعالى:
لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى قال: هو المتصدق يمن بها فنهاه الله عن ذلك وقال ليحمد الله اذ هداه للصدقة وعن الحسن فى قوله تعالى:
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ (سورة البقرة الآية 265] قال يتثبتون اين يضعون اموالهم.
وعن الشعبى قال: تصديقا ويقينا من انفسهم وقال قتادة: ثقة من أنفسهم، والمن فى الصدقة: أن يقول المتصدق قد أحسنت إلى فلان وأغنيته- فذلك ينقصها على المتصدق بها عليه والاذى قوله: انت ابدا فقير: وقد بليت بك وأراحني الله منك ..
ونظيره من القول الذى فيه تعبير له بالفقر فقال تعالى:
«قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى» يعنى والله أعلم- ردا جميلا ومغفرة قيل فيها ستر الحالة على السائل.
وقيل العفو عمن ظلمه خير من صدقة يتبعها اذى لانه يستحق الماثم بالمن والأذى ورد السائل بقول جميل فيه السلامة من المعصية.
فأخبر الله تعالى أن ترك الصدقة برد جميل خير من صدقة يتبعها اذى وامتنان وهو نظير قوله تعالى:
«واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ..