الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخ الشافعية ببغداد الكيا الهراس وتفسيره
الإمام شمس الإسلام عماد الدين أبو الحسن على بن محمد الطبرى المعروف بالكياالهراس الملقب: عماد الدين.
«والكيا» بهمزة مكسورة ولام ساكنة، ثم كاف مكسورة بعدها ياء مثناة من تحت معناه الكبير بلغة الفرس.
«الهراس» براء مشددة وسين مهملة- قال ابن العماد فى الشذرات:
(لا نعلم تبعيته لأي شىء) ولد الهراس خامس ذى القعدة سنة خمسين وأربعمائة للهجرة ونشأ طالبا للعلم جادا فى تحصيله ورحل فى سبيله إلى نيسابور فى الثامنة عشرة من عمره قاصدا ساحة العالم الجليل والإمام المشهور إمام الحرمين الذى كان حسن الوجه مليح الكلام فحصل طريقته وتخرج وصار من ائمة اصحابه، وبرز فى الفقه والأصول وغيرهما من العلوم، وأصبح من رءوس المعيدين فى الدرس- وكان هو وأقرانه- الغزالي والخوافي- أبرز تلاميذ إمام الحرمين وأنبغ من تخرج به.
ومما يدل على جده فى تحصيل العلم وحفظه ما قاله عن نفسه:
وكان فى مدرسة «سرهنگ» قناة لها سبعون درجة وكنت إذا حفظت الدرس انزل القناة وأعيد الدرس كل درجة فى الصعود والنزول، وكذا كنت افعل فى كل درس حفظته .. ».
وقد واصل الهراس الرحلة إلى بيهق ودرس بها زمنا ثم تحول بعد ذلك إلى مدينة العلم وحاضرة العصر وموطن العلم والعلماء مدينة بغداد. وقد انتهى به الأمر فى هذه المدينة إلى ان تبوأ بها منزلة رفيعة فى العلم وشأنا عظيما بين العلماء حيث تولى التدريس بالمدرسة النظامية بها فى ذى الحجة سنة ثلاث وتسعين
وأربعمائة واستمر مدرسا بها إلى ان توفى فى أول شهر المحرم سنة أربع وخمسمائة للهجرة.
مكانته وثناء العلماء عليه:
لقد بلغ الهراس منزلة سامية ومحلا مرموقا فى العلم وبين العلماء وقد استفاض العلماء فى بيان مكانته والتعريف بمنزلته فقال عبد الغفار بن اسماعيل الفارس عنه:
«الإمام البالغ فى النظر مبلغ الفحول» .
وقال السبكى عنه:
أحد فحول العلماء ورءوس الأئمة فقها وأصولا وجدلا وحفظا لمتون احاديث الاحكام.
وقال الاسنوى:
كان اماما نظارا، قوى البحث، دقيق الفكر، ذكيا فصيحا، جهورى الصوت حسن الوجه جدا وكان فى مناظرته قوى الحجة بين الدلالة واضح الرأى له لطافة وعذوبة.
يقول السبكى:
وكانت فيه لطافة عند مناظرته، ربما ناظر بعض علماء العراق فأنشد:
ارفق بعيدك ان فيه يبوسه
…
جبلية ولك العراق وماؤه
قيل: انشد هذا البيت فى مناظرته مع أبى الوفاء بن عقيل الحنبلى- وكان أبو الوفاء مشهورا بتمسكه بالاصول وشدته فى الرأى، وقد نقل عنه الجوزى فى كثير من كتبه عن كتبه محتجا بآرائه ولا سيما فى كتاب «تلبيس ابليس» .
ومما يدل على هذه المكانة السامية ومنزلته بين علماء عصره، ما حكاه الاسنوى قائلا: