الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا وقد ألف الامير شكيب أرسلان كتابا فى سيرة الشيخ محمد رشيد رضا سماه «السيد رشيد رضا، أو أخا أربعين سنة»
منهجه فى تفسيره
: للشيخ رشيد رضا منهج واضح فى تفسيره غايته فهم القرآن ومعرفة اهدافه وأغراضه والانتفاع بها كما اراد الله لهذه الامة حتى تكون خير امة اخرجت للناس وعلى ذلك فالذين يفيدون من القرآن فقها وعلما طائفة خاصة من الناس هم من يقول عنهم صاحب المنار:
«إنما يفهم القرآن ويتفقه فيه من كان نصب عينه ووجهه قلبه فى تلاوته فى الصلاة وفى غير الصلاة ما بينه الله تعالى فيه من موضوع تنزيله وفائدة ترتيله وحكمة تدبره من علم ونور، وهدى ورحمة وموعظة وعبرة وخشوع وخشية وسنن فى العالم مطردة، فتلك غاية انذاره وتبشيره ويلزمها عقلا وفطرة تقوى الله تعالى بترك ما نهى عنه، وفعل ما أمر به بقدر الاستطاعة، فإنه كما قال:(هدى للمتقين).
ثم ينعى الشيخ رشيد رضا على المسلمين حظهم بسبب ما اشتملت عليه كثير من التفاسير مما ابعدها عن مقاصد القرآن أساسا فيقول:
«كان من سوء حظ المسلمين أن أكثر ما كتب فى التفسير يشغل قارئه عن مقاصد القرآن العالية، والهداية السامية، فمنها ما يشغله عن القرآن به لبحث الاعراب وقواعد النحو ونكت المعانى ومصطلحات البيان، ومنها ما يصرفه عنه بجدل المتظلمين، وتخريجات الاصوليين واشتباكات الفقهاء المقلدين وتأويلات المتصوفين وتعصب الفرق والمذاهب بعضها على بعض وبعضها يلفته عنه بكثرة الروايات، وما مزجت به من خرافات الاسرائيليات
…
نعم ان أكثر ما ذكر من وسائل فهم القرآن، فنون العربية لا بدّ منها واصطلاحات الاصول وقواعده الخاصة بالقرآن ضرورية أيضا كقواعد النحو
والمعانى، وكذلك معرفة الكون وسنن الله تعالى فيه كل ذلك يعين على فهم القرآن.
ثم يقول- مبينا ما وقع فيه غيره من المفسرين عن خرافات واضاليل اجتنبها هو فى تفسيره.
وأما الروايات المأثورة عن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعلماء التابعين فى التفسير، فمنها ما هو ضرورى أيضا، لأن ما صح من المرفوع لا يقدم عليه شىء، ويليه ما صح عن علماء الصحابة فيما يتعلق بالمعانى اللغوية أو عمل عصرهم، والصحيح من هذا وذاك قليل، واكثر التفسير المأثور قد سرى إلى الرواة من زنادقة اليهود والفرس ومسلمة أهل الكتاب كما قال الحافظ ابن كثير وجل ذلك فى قصص الرسل مع اقوامهم، وما يتعلق بكتبهم ومعجزاتهم، وفى تاريخ غيرهم كأصحاب الكهف ومدينة أرم ذات العماد وسحر بابل
…
وفى أمور الغيب من اشراط الساعة وقيامتها وما يكون فيها وبعدها، وجل ذلك خرافات ومفتريات صدقهم فيها الرواة .. وكان الواجب جمع الروايات المفيدة فى كتب مستقلة كبعض كتب الحديث وبيان قيمة اسانيدها، ثم يذكر فى التفسير ما يصح منها بدون سند كما يذكر الحديث فى كتب الفقه لكن يعزى إلى تخرجه كما نفعل ثم يقول:
وغرضنا من هذا كله أن أكثر ما روى فى التفسير حجاب على القرآن وشاغل لنا فيه عن مقاصده العالية المزكية للانفس المنورة للعقول، الفضول للتفسير المأثور لهم شاغل عن مقاصد القرآن بكثرة الروايات التى لا قيمة لها اسنادا ولا موضوعا، كما أن المفضلين لسائر التفاسير لهم صوارف أخرى كما تقدم.
فكانت الحاجة شديدة إلى تفسير تتوجه العناية الأولى فيه إلى هداية القرآن على الوجه الذى يتفق مع الآيات الكريمة المنزلة فى وصفه، وما أنزل لا جله من الانذار والتبشير والهداية والاصلاح
…
ثم العناية إلى مقتضى حال هذا