الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن العربى وتفسيره (أحكام القرآن)
مؤلف هذا التفسير هو
: أحد الاعلام الكبار- ختام علماء الأندلس، وآخر أئمتها وحفاظها القاضى أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد- المعافرى الاندلسى الاشبيلى.
ولد أبو بكر سنة 468 هجرية وتأدب ببلده وقرأ القراءات وسمع به من أبى عبد الله بن منظور، وأبى محمد بن خزرج ثم انتقل ورحل إلى جملة من البلاد والأقطار فسمع العلم فى بلاد الاندلس وبخاصة قرطبة التى زخرت بالعلماء أمثال أبى عبد الله بن عتاب وأبى مروان بن سراج وغيرهما وحصلت له عناية العبادية- أصحاب اشبيلية فى ذلك الوقت- رئاسة ومكانة فلما انقضت دولتهم خرج إلى الحج مع ابنه القاضى أبى بكر سنة 485 هـ وطوف فى البلاد يأخذ عن علماء كل قطر ينزل فيه، فلقى بمصر أبا الحسن الخلعى، وأبا الحسن بن مشرف، وأبا الحسن بن داود الفارسى وغيرهم، وفى مكة سمع من أبى عبد الله الحسين بن على الطبرى وغيره، وفى الشام لقى أبا حامد الغزالى والإمام أبا بكر الطرطوشى الذى تفقه به، وأبا سعيد الزنجاني، وأبا نصر المقدسى وغيرهم كثير، وفى عاصمة العلم بغداد التى زارها عدة مرات سمع من أبى الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفى، ومن أبى بكر بن طرخان، ومن النقيب الشريف أبى الفوارس طراد بن محمد الزينبى، وأبى زكريا التبريزى وآخرين يضيق المقام عن سرد أسمائهم، وما أحد منهم إلا وله شهرة فى فنه وعلمه فعن هؤلاء وهؤلاء أخذ مجلة من الفنون حتى اتقن الفقه والأصول، وقيد الحديث واتسع فى الرواية، واتقن مسائل الخلاف والكلام وتبحر فى التفسير وبرع فى الأدب والشعر
…
وأخيرا وبعد هذه الرحلات المتوالية والجد فى طلب العلم عاد ابن العربى، عاد وفى جعبته العلم الكثير حتى قيل عنه:
لم يأت به أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق وعلى الجملة فقد كان رحمه الله من أهل التفنن فى العلوم والاستبحار فيها- والجمع لها متقدما فى المعارف كلها- متكلما فى أنواعها- نافذا فى جمعها- وحريصا على ادائها ونشرها حتى قالوا عنه:
إنه أحد من بلغ مرتبة الاجتهاد، واحد من انفرد بالاندلس بعلو الإسناد ويجمع إلى ذلك كله:
آداب الاخلاق، مع حسن المعاشرة، وكثرة الاحتمال- وكرم النفس وحسن العهد، وثبات الود، وغير ذلك من صفات العلماء العاملين الذين يألفون ويؤلفون رضى الله عنه وارضاه.
هذا هو ابن العربى- كما تصوره المصادر- حتى صار استاذا.
وكثر تلاميذ الاستاذ ابن العربى كثرة فائقة: رحلوا إليه وسمعوا منه وأخذوا عنه- ويكفى أن نذكر من تلاميذه: القاضى عياض الذى قال عن استاذه:
«واستقصى أبو بكر ببلده فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته ونفوذ احكامه، وكانت له فى الظالمين سورة مرهوبة، يؤثر عنه فى قضائه احكام غريبة، ثم صرف عن القضاء، وأقبل على نشر العلم وبثه.
وكان نصيحا ادبيا شاعرا كثير الخبر، مليح المجلس» وأخذ عنه أبو زيد السبيلى- وأحمد بن خلف الطلاعى- وعبد الرحمن بن ربيع الاشعرى والقاضى أبو الحسن الخلعى
وغيرهم.
أما التصانيف التى تركتها المعية ابن العربى فهى من الكثرة والإفادة بمكان نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
احكام القرآن- وهو ما نحن بصدده كتاب: المسالك فى شرح موطأ مالك.