الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته
: وكانت وفاة الإمام النسفى رحمه الله عام واحد وسبعمائة من الهجرة ببلدة ايذج بين خوزستان واصبهان.
رحمه الله ونفع بعلمه ..
تفسير النسفى
سماه الإمام النسفى (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) ويعتبر هذا التفسير من التفاسير العلمية المحررة، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل.
وقد تحدث الإمام النسفى عن السبب الذى دعاه إلى تأليف هذا التفسير فقال:
(سألنى من تتعين أجابته كتابا وسطا فى التأويلات، جامعا لوجوه الاعراب والقراءات، متضمنا لدقائق علمى البديع والاشارات، حاليا بأقاويل أهل السنة والجماعة، خاليا عن أباطيل أهل البدع والضلالة، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل .. ثم ذكر أنه تردد فى الاجابة .. ولكنه قطع هذا التردد، وسار فى تأليفه بجد، حتى أتمه فى مدة يسيرة.
والناظر فى هذا التفسير يجد فيه فهما واعيا، وخبرة دقيقة، واطلاعا واسعا، وحسن استفادة من هذا الاطلاع ..
وقد استفاد من تفسيرى البيضاوى والكشاف أيما استفادة، فأخذ من البيضاوى معناه الدقيق، وفهمه الواعى، وتوجيهه السديد، وإيجازه المركز .. وأخذ من الزمخشرى فى كشافه خبرته الواسعة باللغة، ومناقشته للآراء المتعددة، واختيار ما يراه .. على أنه لم يقع فيما وقع فيه الزمخشرى فى كشافه من التعصب لمذهب الاعتزال، وحمل الآيات فى تعسف على تأييد أصوله وقواعده.
إنه على العكس من ذلك اتخذ موقفا مضادا، فحارب ما يخالف المذهب الأشعرى مستفيدا من طريقة الزمخشرى، رادا عليه، منتقدا طريقته وحججه.
ويمتاز تفسير النسفى باقلاله من الاسرائيليات، وابتعاده ما استطاع عنها.
كما يمتاز بتحريه فى اختيار أكثر الأحاديث، ويظهر ذلك أبلغ ما يظهر فى تركه ذكر الاحاديث الموضوعة فى فضائل السور ..
كما أنه لم يتوسع فى الإعراب، ولم يدخل فى تفصيلات فرعية، تشتت الذهن، وتبتعد بالقارئ عن الجو القرآنى.
ولم يخل تفسيره من الإشارة إلى المذاهب الفقهية فى بعض آيات الأحكام، والانتصار لمذهبه الحنفى.
تفسير قوله تعالى:
إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.
(سورة المائدة الآية 112) عن الحسن: أن المائدة لم تنزل، ولو نزلت لكانت عيدا إلى يوم القيامة، لقوله: وآخرنا .. والصحيح أنها نزلت:
فعن وهب: نزلت مائدة منكوسة تطير بها الملائكة، عليها كل طعام إلا اللحم ..
وقيل: كانوا يجدون عليها ما شاءوا.
وقيل: كانت تنزل حيث كانوا بكرة وعشيا.