الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ تَخْفِيفِ الصَّلَاةِ وَالْخُطْبَةِ
(866)
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ:«كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا. وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا» .
(000)
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ:«كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّلَوَاتِ. فَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا، وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا.» وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: زَكَرِيَّاءُ عَنْ سِمَاكٍ.
(867)
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ. حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ، يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ. وَيَقُولُ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. وَيَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ. فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ. وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ. وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا. وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ. ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ. مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ. وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ.»
41 - قوله: (فكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا) بفتح القاف وسكون الصاد، أي متوسطة بين الإفراط والتفريط من التقصير والتطويل، وذلك لا يقتضي مساواة الخطبة للصلاة، إذ توسط كل يعتبر في بابه.
43 -
قوله: (إذا خطب احمرت عيناه
…
إلخ) وذلك لإزالة الغفلة من قلوب الناس، وليتمكن فيها كلامه صلى الله عليه وسلم فضل تمكن (كأنه منذر جيش) أي كمن ينذر قومًا من قرب جيش عظيم قصدوا الإغارة عليهم (يقول: صبحكم) بتشديد الباء، أي يقول ذلك المنذر: نزل بكم العدو صباحًا. والمراد سينزل. عبر عن الماضي لتحقق وقوعه (ومساكم) بتشديد السين، مثل صبحكم، أي نزل بكم العدو مساء (ويقرن) بضم الراء وكسرها (السبابة) بتشديد الباء، الإصبع التي تلي الإبهام، سميت بذلك لأنها ترفع عند السباب، ويقال لها المسبحة، أي بعثت أنا والساعة متصلين مثل اتصال السبابة والوسطى، ليس بينهما إصبع أخرى، أو سبقت الساعة قليلًا مثل سبق الوسطى على السبابة (خير الهدي) بفتح الهاء وسكون الدال: السيرة والطريق (محدثاتها) هي ما أحدث في الدين، ولم يثبت بشرع من الله ورسوله، وهي البدعة (وكل بدعة ضلالة) يدل على أن تقسيم البدعة إلى الحسنة والسيئة غير صحيح، بل البدعة كلها ضلالة مهما ظهرت حسنة في بادىء الرأي، لأن مبناها على جعل غير الله وغير رسوله شارعًا، وهو ضلال مبين، فكل ما يكون حسنًا لا يمكن أن يكون بدعة، وكل ما يكون بدعة لا يمكن أن يكون حسنًا (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه) أي أنا أحق وأقدم، فحقي على المؤمن أرجح من حقه على نفسه، وكذلك أنا أولى بالنصح له من نصحه لنفسه، ومن هنا قال (من ترك) بعد موته (مالًا فلأهله) لا حاجة لي فيه (ومن ترك دينًا أو ضياعًا) الضياع بالفتح: الذي يضيع إن لم يقم عليه أحد بالتعهد والاحتفاظ، والمراد به الأطفال والعيال الذين صاروا عرضة للضياع بعد موت قيمهم (فإلي وعلي) يعني فعياله إلي ودينه علي، أنا أؤدي عنه الدين، وأقوم بتعهد عياله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي أولا على من مات وعليه دين لم يخلف به وفاءً لئلا يتساهل الناس في أداء الديون، فلما فتح الله عليه الفتوح تحمل ذلك على نفسه، ومن هنا صار تعهد العيال وتحمل ديون أمثال هؤلاء من واجبات الحكومة الإسلامية.
(000)
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: كَانَتْ خُطْبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ. يَحْمَدُ اللهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ. ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ عَلَا صَوْتُهُ. ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ.
(000)
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ. يَحْمَدُ اللهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ. ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ. وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ. وَخَيْرُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ.» ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ الثَّقَفِيِّ.
(868)
وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى - وَهُوَ أَبُو هَمَّامٍ -، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
46 - قوله. (أن ضمادًا) بكسر الضاد وتخفيف الميم هو ضماد بن ثعلبة الأزدي، كان صديقًا للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، وكان رجلا يتطبب ويرقي ويطلب العلم، وأزد شنوءة قبيلة مشهورة من قبائل اليمن، سميت شنوءة لشنأن كان بينهم، والشنأن: البغض (وكان يرقي) من الرقية وهو النفخ على صاحب الآفة بعد قراءة شيء لتذهب آفته (من هذه الريح) يراد بها الجنون، ويراد بهاص الجن، سميا بالريح لأنهما يخبطان الرجل ولا يراهما الناس. فهما كالريح (فهل لك؟ ) أي فهل لك حاجة في رقيتي ورغبة إليها (الكهنة) بفتحات، جمع كاهن، وهو من يتعاطى الإخبار عن الغيب، ويدعي أن له تابعًا من الجن يلقى إليه أخبار الغيب (السحرة) بفتحات، جمع ساحر، وهو معروف (ناعوس البحر) بالنون، وبعد الألف عين، وروي قاموس، بالقاف، وبعد الألف ميم، ومعناهما واحد، وهو لجة البحر وعمقه (هات) بكسر التاء، أي قدم يدك (وعلى قومك) أي بايع عليهم، وهو أنهم إما يسلمون أو لا يتعرضون لأهل الإسلام (مطهرة) بكسر فسكون ففتح: إناء صغير يتطهر به، وأورد الإمام مسلم رحمه الله هذا الحديث خلال أحاديث خطبة الجمعة لينبه على شرف الكلمات التي خاطب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنها كلمات تكرر في خطبة الجمعة.
(869)
حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: «خَطَبَنَا عَمَّارٌ. فَأَوْجَزَ وَأَبْلَغَ. فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ! لَقَدْ أَبْلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ. فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ! فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ، مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ. فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ. وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا» .
(870)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، «أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ. وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللهَ
وَرَسُولَهُ». قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: فَقَدْ غَوِيَ.
(871)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ. - جَمِيعًا - عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ عَطَاءً يُخْبِرُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّهُ _ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ:{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} ».
(872)
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُخْتٍ لِعَمْرَةَ قَالَتْ: «أَخَذْتُ
47 - قوله: (فأوجز وأبلغ) أي أتى بخطبة مختصرة وبليغة (فلو كنت تنفست) أي أطلت قليلا (مئنة من فقهه) أي علامة عليه، بفتح الميم وكسر الهمزة ثم نون مشددة. قال الشوكاني: وإنما كان إقصار الخطبة علامة من فقه الرجل لأن الفقيه هو المطلع على جوامع الألفاظ، فيتمكن بذلك من التعبير باللفظ المختصر عن المعاني الكثيرة (فأطيلوا الصلاة) أي صلاة الجمعة بالنسبة لعامة الصلوات (واقصروا الخطبة) بالنسبة إلى وضعها. فهذا لا ينافي لقول جابر: كانت خطبته قصدًا وصلاته قصدًا (وإن من البيان سحرًا) أي يجذب القلوب ويغلب على السمع والبصر وعلى العقل والفهم مثل ما يعمل السحر في المسحور. فهو مدح للبيان البليغ المؤثر الآخذ بالقلوب.
48 -
قوله: (فقد غوي) أي ضل عن سواء السبيل (بئس الخطيب أنت) قيل: أنكر عليه أنه جمع في الضمير بين الله ورسوله، لأن هذا الجمع يوهم التساوي بين من يرجع إليهم الضمير، وهو الله ورسوله، ولكن ورد الجمع بينهما في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلعله أنكر أولًا، ثم لما تمكن معرفة الفرق بينهما من قلوبهم أباح ذلك (قال ابن نمير: فقد غوي) أي بكسر الواو من باب سمع، وهو بمعنى غوى بفتح الواو.
49 -
قوله: (ونادوا يا مالك) وتمام الآية {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] أي إن الكفار يقولون لمالك خازن النار: سل ربك أن يقضي علينا، أي يميتنا، يقولون ذلك لشدة ما بهم، فيجابون بقوله: إنكم ماكثون، أي خالدون، وكانت قراءة هذه الآية على سبيل الإنذار والتخويف.
50 -
قولها: (أخذت) أي حفظت {ق} [ق: 1] أي هذه السورة (يقرأ بها) قال ابن حجر: أي كلها، وحملها على أول السورة صرف للنص عن ظاهره.