الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْأَعْمَشِ. (ح)، وَحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ جَمِيعًا، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ حَدِيثِ الْحَكَمِ غَيْرَ أَنَّهُمَا لَا يَذْكُرَانِ: كَئِيبَةً حَزِينَةً.
بَابُ اسْتِحْبَابِ دُخُولِ الْكَعْبَةِ لِلْحَاجِّ وَغَيْرِهِ، وَالصَّلَاةِ فِيهَا، وَالدُّعَاءِ فِي نَوَاحِيهَا كُلِّهَا
(1329)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْكَعْبَةَ هُوَ وَأُسَامَةُ، وَبِلَالٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ فَأَغْلَقَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ مَكَثَ فِيهَا، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَسَأَلْتُ بِلَالًا حِينَ خَرَجَ: مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: جَعَلَ عَمُودَيْنِ عَنْ يَسَارِهِ، وَعَمُودًا عَنْ يَمِينِهِ، وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ وَرَاءَهُ، وَكَانَ الْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ، ثُمَّ صَلَّى» .
(000)
حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ كُلُّهُمْ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ. قَالَ أَبُو كَامِلٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:«قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، فَنَزَلَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، وَأَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ فَجَاءَ بِالْمِفْتَحِ، فَفَتَحَ الْبَابَ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَبِلَالٌ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، وَأَمَرَ بِالْبَابِ، فَأُغْلِقَ، فَلَبِثُوا فِيهِ مَلِيًّا، ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: فَبَادَرْتُ النَّاسَ فَتَلَقَّيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَارِجًا، وَبِلَالٌ عَلَى إِثْرِهِ، فَقُلْتُ لِبِلَالٍ: هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ، تِلْقَاءَ وَجْهِهِ. قَالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى» .
(000)
وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ عَلَى نَاقَةٍ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ حَتَّى أَنَاخَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ فَقَالَ: ائْتِنِي بِالْمِفْتَاحِ، فَذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ، فَأَبَتْ أَنْ تُعْطِيَهُ، فَقَالَ: وَاللهِ لَتُعْطِينِهِ، أَوْ لَيَخْرُجَنَّ هَذَا السَّيْفُ مِنْ صُلْبِي، قَالَ: فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَفَتَحَ الْبَابَ، ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
388 - قوله: (الحجبي) بفتح الحاء والجيم، منسوب إلى حجابة الكعبة، وهي ولايتها وسدانتها من فتحها وإغلاقها وخدمها، يقال له ولأقاربه الحجبيون، أسلم في هدنة الحديبية، وشهد فتح مكة، ودفع النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة إليه وإلى ذويه، وقال خذوها يا بني طلحة، خالدةً تالدةً، لا ينزعها منكم إلا ظالم. فهى لا تزال فيهم (فأغلقها عليه) ليكون أسكن لقلبه، ولئلا يزدحم الناس عليه (جعل عمودين عن يساره وعمودًا عن يمينه) وفي صحيح البخاري والموطأ وسنن أبي داود: عمودين عن يمينه وعمودًا عن يساره (على ستة أعمدة) ثلاثة أعمدة في سطر، وثلاثة في سطر آخر، فقام في السطر الأمامي قريبًا من الجدار الذي يقايل جدار باب الكعبة.
389 -
قوله: (بفناء الكعبة) بكسر الفاء، أي في جانبها المكشوف أمام باب الكعبة (فجاء بالمفتح) بكسر الميم أي بمفتاح الكعبة (فلبثوا فيه مليًّا) أي طويلًا (فبادرت الناس) أي سبقتهم (تلقاء وجهه) أي في الجهة التي كان إليها وجهه عند الدخول (ونسيت أن أسأله: كم صلى) وفي سنن أبي داود بإسناد فيه ضعف عن عمر بن الخطاب، قال: صلى ركعتين.
390 -
قوله: (ليخرجن هذا السيف من صلبي) أي ليخرجن هذا العمل الكريم والمنصب العظيم - وهو حجابة الكعبة وسدانتها - من نسلي وأولادي، غير عن حجابة الكعبة وسدانتها بالسيف لأن السيف سبب الكرامة والشهامة =
(000)
وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى وَهُوَ الْقَطَّانُ. (ح)، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. (ح) وَحَدَّثَنَا، ابْنُ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:«دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ، وَمَعَهُ أُسَامَةُ، وَبِلَالٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَأَجَافُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ طَوِيلًا، ثُمَّ فُتِحَ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَلَقِيتُ بِلَالًا، فَقُلْتُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ، فَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.؟ »
(000)
وَحَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ - يَعْنِي: ابْنَ الْحَارِثِ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، «أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى الْكَعْبَةِ، وَقَدْ دَخَلَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَبِلَالٌ، وَأُسَامَةُ، وَأَجَافَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْبَابَ، قَالَ: فَمَكَثُوا فِيهِ مَلِيًّا، ثُمَّ فَتَحَ الْبَابُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَرَقِيتُ الدَّرَجَةَ، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَقُلْتُ: أَيْنَ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: هَاهُنَا. قَالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُمْ: كَمْ صَلَّى» .
(000)
وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ. (ح)، وَحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ:«دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ هُوَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَبِلَالٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ فِي أَوَّلِ مَنْ وَلَجَ، فَلَقِيتُ بِلَالًا، فَسَأَلْتُهُ: هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، صَلَّى بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ» .
(000)
وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْكَعْبَةَ هُوَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَبِلَالٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، وَلَمْ يَدْخُلْهَا مَعَهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ أُغْلِقَتْ عَلَيْهِمْ.
= وعلامتها، أي إن لم أحضر المفتاح الآن، ولم أفتح الكعبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه سوف يأخذ المفتاح مني ويعطيه لأحد غيري إلى الأبد.
391 -
قوله: (فأجافوا عليهم الباب) أي أغلقوه عليهم من الداخل (بين العمودين المقدمين) وحيث إن هذا السؤال والجواب وقع عند باب الكعبة فالمراد بالعمودين ما يقاربان جهة الباب دون الذي يبعد عنها، وهذا لا يحصل إلا إذا جعل عمود واحد إلى اليسار، فهو دليل على ترجيح رواية البخاري "أنه جعل عمودين عن يمينه وعمودًا عن يساره". وسيأتي ما يؤيد هذا.
392 -
قوله: (ورقيت الدرجة) أي صعدت على سلم الكعبة (قالوا: ههنا) ظاهر هذا أنه سأل الجميع، وأجابه الجميع، وفي الأحاديث السابقة أنه سأل بلالًا، وأجابه بلال، ولكن لا معارضة بينهما، إذ قد ينسب إلى الجميع ما سئل عنه واحد أو أجاب به واحد، إذا لم يجد السائل فيهم من خالفه.
393 -
قوله: (كنت في أول من ولج) أي دخل الكعبة (بين العمودين اليمانيين) ليعلم أن الأعمدة في الكعبة ستة في سطرين، ثلاثة في كل سطر، واحد منها في الجنوب وآخر في الشمال، وثالث في الوسط، فالعمود الذي في الشمال هو العمود الشامي والذي في الجنوب هو العمود اليماني، والعمود الذي في الوسط إذا ضم إلى الشامي يقال لهما العمودان الشاميان، وإذا ضم إلى العمود اليماني يقال لهما العمودان اليمانيان، وذلك على سبيل التغليب، واتضح من هذا أن المراد بالعمودين اليمانيين العمود الجنوبي والعمود الذي في الوسط، فإذا قام بينهما يكون على يساره عمود واحد فقط، وهو العمود الجنوبي، ويكون على يمينه عمودان، وهما العمود الذي في الوسط والعمود الشمالي. ومعناه أنه جعل عمودين عن يمينه وعمودًا عن يساره كما ورد في رواية البخاري.
394 -
قوله: (صلى في جوف الكعبة) أي في داخلها، وليس المراد وسطها بالضبط.