الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رِدَاءَهُ. ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ».
بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ
(895)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ:«رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ. حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ» .
(896)
وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى، فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ»
(000)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم «كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ. حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ». غَيْرَ أَنَّ عَبْدَ الْأَعْلَى قَالَ: يُرَى بَيَاضُ إِبْطِهِ أَوْ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ.
(000)
وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
بَابُ الدُّعَاءِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ
(897)
وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ - قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ الْآخَرُونَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ -، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، «أَنَّ
= وقيل: يحمل "ثم" هذه على معنى الواو لتوافق الروايات الأخرى.
5 -
قوله: (حتى يرى بياض إبطيه) الإبط: باطن المنكب، أي إنه كان يبالغ في رفع اليدين في دعاء الاستسقاء على القدر المعتاد، أما أن المراد بالدعاء هنا دعاء الاستسقاء فللحديث الآتي.
6 -
قوله: (فأشار بظهر كفيه إلى السماء) على عكس ما هو المتعارف في الدعاء، وذلك للتفاؤل بتقليب الحال، كما ورد في تحويل الرداء، وقيل: لإشارة السؤال من الله بأن يجعل بطن السحاب إلى الأرض لينصب ما فيه من المطر، كما أن الكف إذا جعل وجهها أي بطنها إلى الأرض انصب ما فيها من الماء.
7 -
ظاهر هذا الحديث نفي رفع اليدين في كل دعاء غير الاستسقاء، وهو معارض بالأحاديث الثابتة في الرفع في غير الاستسقاء، وهي كثيرة، ويجمع بحمل النفي إما على الرفع البليغ، أي ما كان يبالغ في رفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، ويدل عليه قوله:"حتى يرى بياض إبطيه"، وإما على صفة الدين، أي ما كان يرفع يديه بجعل ظهرهما إلى السماء إلا في الاستسقاء وهو ما سيأتي.
8 -
قوله: (نحو دار القضاء) وهي دار عمر التي بيعت بعده في قضاء دينه، وكان على عمر بن الخطاب رضي الله عنه دين قدره ستة وثمانون ألفا، فأوصى - حين ضربه أبو لؤلؤ - ابنه عبد الله أن يباع فيه ماله، فإن عجز ماله استعان بيني عدي، ثم بقريش، فباع عبد الله بن عمر هذه الدار لمعاوية، وباع مالا كان لعمر بالغابة وقضى دينه. وقيل: سميت دار القضاء لأن عبد الرحمن بن عوف اعتزل فيها ليالي الشورى حتى قضى الأمر بنصب عثمان خليفة للمسلمين. والباب الذي في جهة هذه الدار هو باب الرحمة في الجدار الغربي للمسجد النبوي، وكانت دار القضاء غرب جنوب هذا الباب. (هلكت الأموال) أي الإبل والمواشي لأنها لا تجد ما ترعى لأجل الجدب والقحط (وانقطعت السبل) لأن الناس والدواب لا يجدون في الطريق ما يحتاجون إليه من الماء والقوت والكلأ، وقيل: المراد نفاد ما عند الناس من الطعام أو قلته، فلا يجدون ما يجلبونه من الأسواق (يغثنا) أي ينزل علينا الغيث وهو المطر، وهو بضم الياء، =
رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ. مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ. وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ. فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا. ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! ، هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ. فَادْعُ اللهَ يُغِثْنَا. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَغِثْنَا. اللَّهُمَّ أَغِثْنَا. اللَّهُمَّ أَغِثْنَا قَالَ أَنَسٌ: وَلَا وَاللهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةٍ. وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ. قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ. فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ. ثُمَّ أَمْطَرَتْ. قَالَ: فَلَا وَاللهِ! مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سَبْتًا. قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ. وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ. فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ! حَوْلَنَا وَلَا عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ! عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ فَانْقَلَعَتْ. وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ قَالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَهُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي».
(000)
وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ:«أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. إِذْ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلَكَ الْمَالُ وَجَاعَ الْعِيَالُ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ. وَفِيهِ قَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا قَالَ: فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ إِلَّا تَفَرَّجَتْ. حَتَّى رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ فِي مِثْلِ الْجَوْبَةِ. وَسَالَ وَادِي قَنَاةَ شَهْرًا. وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا أَخْبَرَ بِجَوْدٍ» .
(000)
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ. قَالَا: حَدَّثَنَا
= إفعال من الغيث بالياء، وليس من الغوث بالواو، (قزعة) بفتحتين: قطعة من السحاب، وقال أبو عبيد: أكثر ما يكون في الخريف (سلع) بفتح فسكون، جبل معروف في شمال غرب المدينة، والمقصود لو كان بيننا وبين هذا الجبل بيت كان يمكن أن تكون هناك سحابة لم نرها، ولكن لم يكن هناك بيت فكنا نرى السماء صحوًا صافية، وفيه إخبار عن معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم بقبول دعائه ونزول المطر على إثره طوال سبعة أيام (مثل الترس) بضم التاء، هو ما يتقى به السيف من المجن والحجفة وأمثالهما، يريد أن هذه السحابة كانت صغيرة في بداية أمرها كأنها ترس (سبتا) أي أسبوعًا كاملًا، عبر عنه بالسبت لأن اليهود كانوا يسمون الأسبوع سبتًا باسم أعظم أيامه عندهم، فتبعهم الأنصار فيه ثم سمى المسلمون الأسبوع جمعة لذلك (هلكت الأموال) أي المواشي لعدم تمكنها من الخروج للرعي لكثرة الأمطار والأوحال (وانقطعت السبل) لأجل ذلك (حولنا) وفي معظم الروايات حوالينا، أي أطرافنا، والمراد به صرف المطر عن الأبنية والدور (الآكام) جمع أكمة، وهي التل، تكون دون الجبل، وأعلى من الرابية، وقيل: دون الرابية (والظراب) بالكسر جمع ظرب بفتح فكسر، وقد تسكن الراء، هو الجبل المنبسط، ليس بالعالي، وقيل: رابية صغيرة (الأودية) جمع الوادي (فانقلعت) أي انكشفت السحابة وابتعدت عن المدينة. وهذه معجزة أخرى من قبول دعائه صلى الله عليه وسلم وظهور أثره في السحاب.
9 -
قوله: (أصابت الناس سنة) أي قحط وجدب (تفرجت) أي انكشفت السحابة عن تلك الناحية، أو ظهرت تلك الناحية وانكشفت بزوال السحاب عنها (الجوبة) هي الفجوة، ومعناه تقطع السحاب عن المدينة، وصار مستديرًا حولها، وهي خالية منه (وادي قناة) واد مشهور من أودية المدينة، يمر بجنب جبل أحد، جنوبًا منه (أخبر بجود) أي بنزول المطر الغزير.
10 -
قوله: (قحط المطر) بفتح القاف مع فتح الحاء وكسرها أي أمسك وكف (واحمر الشجر) أي تغير لونها =