الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل العاشر
هل يستحب السواك عند الاحتضار
ذكر بعض الحنفية
(1)
، والمالكية
(2)
، والشافعية
(3)
، والحنابلة
(4)
، يقلد بعضهم بعضاً أن السواك يسهل خروج الروح.
دليلهم على هذا.
(741 - 77) ما رواه البخاري، قال: حدثنا محمد، حدثنا عفان، عن صخر بن جويرية، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه،
عن عائشة، قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره، فأخذت السواك، فقصمته ونفضته، وطيبته، ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه، ثم قال: في الرفيق الأعلى ثلاثاً، ثم قضى. وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي
(5)
.
(1)
بريقة محمودية (1/ 189)، حاشية ابن عابدين (1/ 115).
(2)
الفواكه الدواني (1/ 265).
(3)
أسنى المطالب (1/ 35)، مغني المحتاج (1/ 185). نهاية المحتاج (1/ 183) وذكر في حاشيتا قليوبي وعميرة (1/):" أنه يذكر الشهادة!! ". اهـ
(4)
مطالب أولى النهى (1/ 83).
(5)
صحيح البخاري (4438).
فالرسول صلى الله عليه وسلم استاك في آخر ساعة من الدنيا، وهو في سكرات الموت، فهل يعتقد أنه مسنون من أجل الاحتضار، متأكد عنده، أو أنه استاك؛ لأنه داخل في كونه مسنوناً كل قت، وهذا الوقت فرد من أفراده. هذا محل تأمل.
ولا يبعد استحباب السواك عند الاحتضار لأمور:
أولاً: لتطييب فمه عند اقتراب الملائكة منه، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس.
وثانياً: استعداداً للقاء الله سبحانه وتعالى.
وثالثاً: كون الرسول صلى الله عليه وسلم استاك في تلك الساعة، مع كون النبي صلى الله عليه وسلم كان فيها مشغولاً بنفسه، حيث كان يعاني من سكرات الموت، وكون عائشة تقول عنه: بأنه استاك فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استناناً قط أحسن منه ظاهر أنه كان متقصداً لذلك في تلك الساعة.
وأما كونه أسهل في خروج الروح كما ذكره بعض الفقهاء فهذا يحتاج إلى توقيف. فلا تصح الدعوى حتى يثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت فيما أعلم. والله أعلم.