الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع
في كون السواك من سنن الفطرة
(670 - 6) روى الإمام أحمد، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن ابن الزبير، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عشر من الفطرة قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق بالماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء: يعني الاستنجاء.
قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة.
[المحفوظ أنه من قول طلق، ورفعه شاذ]
(1)
.
(1)
الحديث رواه إسحاق بن راهوية (2/ 79) عن وكيع به. ومن طريق إسحاق رواه أبو يعلى (4517). والنسائي في المجتبى (5040)، والكبرى (9286).
ورواه مسلم (56 - 261) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع به. ومن طريق أبي بكر أخرجه ابن ماجه (293)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 36).
وأخرجه مسلم (56 - 261) والترمذي (2757) حدثنا قتيبة، حدثنا وكيع به.
وأخرجه مسلم (56 - 261) زهير بن حرب، حدثنا وكيع به.
وأخرجه أبو داود (53) حدثنا يحيى بن معين، حدثنا وكيع به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 52).
وأخرجه الترمذي (2757) حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع به.
وأخرجه ابن خزيمة (88) من طريق يوسف بن موسى، حدثنا وكيع به.
وأخرجه الدارقطني (1/ 94) من طريق محمد بن إسماعيل الحساني، نا وكيع به.
الحديث اختلف فيه على طلق بن حبيب: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فرواه مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن ابن الزبير، عن عائشة مرفوعاً، كما سبق في التخريج.
ورواه سليمان التيمي، وأبو بشر، عن طلق من قوله.
أخرجه النسائي في الصغرى (5041)، قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه، قال: سمعت طلقاً يذكر عشرة من الفطرة: السواك وقص الشارب وتقليم الأظفار وغسل البراجم وحلق العانة والإستنشاق، وأنا شككت في المضمضة.
وفي الكبرى (9287) بالإسناد نفسه.
ورواه أيضاً في الصغرى (5042) أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن طلق بن حبيب، قال: عشرة من السنة السواك وقص الشارب وذكر الحديث.
ورواه النسائي في الكبرى (9288).
قال الإمام أحمد: الوضوء من الحجامة حديث منكر، رواه مصعب بن شيبة وأحاديثه مناكير منها هذا الحديث، وعشرة من الفطرة. الضعفاء الكبير (4/ 197).
وقال النسائي: حديث سليمان التيمي، وجعفر بن إياس أولى بالصواب من حديث مصعب بن شيبة، ومصعب بن شيبة منكر الحديث. المجتبى (5042).
وقال الدارقطني: تفرد به مصعب بن شيبة، وخالفه أبو بشر وسليمان التيمي، فروياه عن طلق بن حبيب قوله غير مرفوع، وسليمان وجعفر أثبت من مصعب، وأصح حديثاً. سنن الدارقطني (1/ 94). والنكت الظراف (11/ 436).
وخالفهم الحافظ، فقال: " والذي يظهر لي أنها ليست بعلة قادحة فإن راويها مصعب بن شيبة وثقه يحيى بن معين، والعجلي وغيرهما، ولينه أحمد وأبو حاتم وغيرهما، فحديثه حسن، وله شواهد من حديث أبي هريرة وغيره، فالحكم بصحته من هذه الحيثية سائغ، وقول سليمان التيمي سمعت طلق بن حبيب يذكر عشراً من الفطرة: يحتمل أنه يريد أنه سمعه يذكرها من قبل نفسه على ظاهر ما فهمه النسائي، ويحتمل أنه يريد أنه سمعه يذكرها وسندها!! فحذف سليمان السند وقد أخرج أحمد وأبو داود وابن ماجة، من حديث عمار بن ياسر مرفوعاً نحو حديث عائشة، قال: من الفطرة المضمضة والإستنشاق والسواك وغسل البراجم والإنتضاح، وذكر الخمس التي في حديث أبي هريرة. ساقه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن ماجة، وأما أبو داود فأحال به على حديث عائشة، ثم قال: وروى نحوه عن ابن عباس -يعني موقوفاً عليه- قال: خمس في الرأس وذكر منها الفرق ولم يذكر إعفاء اللحية. اهـ
قال الحافظ: كأنه يشير -يعني أبا داود- إلى ما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره، والطبري من طريقه بسند صحيح عن طاووس، عن ابن عباس في قوله تعالى:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} قال: ابتلاه الله بالطهارة: خمس في الرأس، وخمس في الجسد. قال الحافظ: فذكر مثل حديث عائشة
…
الخ كلامه رحمه الله. فتح الباري (10/ 337).
والراجح والله أعلم ما قاله أحمد والنسائي والدارقطني، وما ذكره الحافظ من احتمال أن يكون الراوي سليمان حذف السند، ذكره الحافظ على سبيل الإحتمال، ولا دليل عليه، ومثل هذا قد يتجوز في وقوعه من راو واحد، وأما أن يقع من أكثر من راو فهو بعيد.
وحديث عمار بن ياسر الذي أشار إليه الحافظ رواه أحمد (4/ 264) ثنا عفان، ثنا: حماد، ثنا علي بن زيد، عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن عمار بن ياسر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من الفطرة -أو الفطرة- المضمضة والإستنشاق وقص الشارب والسواك وتقليم الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط والإستحداد والإختتان والإنتضاح.
وهذا حديث ضعيف:
أولاً: ضعف علي بن زيد.
وثانياً: سلمة بن محمد لم يسمع من عمار. قال ابن حبان عنه: منكر الحديث، يروي عن جده عمار بن ياسر، ولم يره، وليس ممن يحتج به إذا وافق الثقات لإرساله الخبر، فكيف إذا انفرد، ثم ذكر عن يحيى بن معين أنه قال عن حديث الفطرة المضمضة: أنه مرسل. المجروحين (1/ 337).
ثم إن سلمة هذا لم يرو عنه أحد إلا علي بن زيد بن جدعان، ولم يوثقه أحد، ولذا قال الحافظ في التقريب: مجهول.
ثالثاً: أنه قد اختلف على حماد بن سلمة:
فقيل: عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سلمة بن محمد بن عمار، عن عمار.
وقيل: عن حماد، عن علي بن زيد، عن سلمة بن محمد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= مرسل.
فقد رواه أبو داود الطيالسي (641) حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سلمة بن محمد عن عمار بن ياسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (1627) حدثنا إبراهيم بن الحجاج، حدثنا حماد به.
وأخرجه داود (54) حدثنا داود بن شبيب، قال: حدثنا حماد به.
ورواه ابن ماجه (294) عن سهل بن أبي سهيل، ومحمد بن يحيى، كلاهما، عن أبي الوليد، عن حماد به.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 229) من طريق عبد الرحمن وعفان، كلاهما، عن حماد به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 53) من طريق يزيد بن هارون، أنا حماد به.
ورواه موسى بن إسماعيل فخالف فيه، رواه أبو داود (54) حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن سلمة بن محمد، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: عن أبيه، إن كان يقصد محمد بن عمار بن ياسر، فهذا اختلاف في الحديث، ومحمد لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
وإن كان يقصد بأبيه: عمار بن ياسر، فهو وإن لم يخالف، إلا أن سلمة لم يدرك عماراً. والله أعلم. فالحديث ضعيف لا تقوم به حجة. ولذلك قال الحافظ في تلخيص الحبير (1/ 132) صححه ابن السكن، وهو معلول. اهـ
وأما أثر ابن عباس الذي ذكره الحافظ، فقد أخرجه الحاكم (2/ 266) والبيهقي من طريقه (1/ 149)، قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو زكريا العنبري، ثنا: محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، ثنا: معمر عن عبد الله ابن طاووس، عن أبيه عن ابن عباس في قوله عز وجل:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} قال: ابتلاه الله عز وجل بالطهارة، خمس في الرأس وخمس في الجسد: في الرأس قص الشارب والمضمضة والإستنشاق والسواك وفرق الرأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الإبط وغسل مكان الغائط والبول بالماء.
وسقط إسناد الحاكم من بداية السند إلى ابن طاووس، ونقلته من سند البيهقي حيث =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رواه من طريق الحاكم.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.
دراسة الإسناد:
أبو زكريا العنبري: ثقة. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (15/ 533).
ومحمد بن عبد السلام بن بشار النيسابوري، قال الذهبي الوراق الزاهد سمع الكتب من يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري، والتفسير من إسحاق وكان ينسخ التفسير ويتقوت. سير أعلام النبلاء (13/ 460).
وباقي إسناده على شرط الشيخين. إلا أن هذا الأثر ليس فيه موضع الشاهد، وهو كون السواك من سنن الفطرة.
وأما حديث أبي هريرة، فقد أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1257)، قال: سعيد بن محمد الجرمي قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس من الفطرة: قص الشارب، وتقليم الأظفار، وحلق العانة، ونتف الإبط والسواك.
وهذا إسناد ضعيف، فيه عنعنة ابن إسحاق، وساقه البخاري عن شيخه معلقاً، فلعله سمعه منه في المذاكرة، كما أن ذكر السواك فيه منكر، والحديث في الصحيحين من طرق كثيرة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وليس فيه ذكر السواك، ورواه مالك وغيره عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، وليس فيه ذكر السواك.
وأخرجه الطبراني في الأوسط (357) حدثنا أحمد بن رشدين، قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الفطرة خمس: الإختتان، والإستحداد، والسواك، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عروة، عن أبي هريرة إلا أبو الأسود، تفرد به ابن لهيعة.
وهذا سند ضعيف، فيه ابن رشدين، وابن لهيعة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما ابن رشدين، فقد قال فيه ابن عدي: وابن رشدين هذا صاحب حديث كثير يحدث عن الحفاظ بحديث مصر أنكرت عليه أشياء مما رواه، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه. الكامل (1/ 198).
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه بمصر، ولم أحدث عنه لما تكلموا فيه. الجرح والتعديل (2/ 75).
وله ترجمة مطولة في لسان الميزان (2/ 257) حتى لقد رمي بالكذب.
وأما ابن لهيعة فضعفه مشهور.