الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدليل الثاني:
(663 - 227) ما رواه أبو داود، قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، حدثني ابن أبي الزناد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه،
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان له شعر فليكرمه
(1)
.
[إسناده حسن]
(2)
.
= العلة الثالثة: الاختلاف في متنه،
فقد روي كما سبق أنه كان يرجله كل يوم مرة أو مرتين،
وروى أنه كان يرجله يوماً بعد يوم، فقد رواه البيقهي مرسلا في شعب الإيمان (5/ 225) قال: أخبرنا أبو الحسن بن عبدان، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا معاذ هو ابن المثنى، ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، قال: كان لأبي قتادة شعر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحسن إليه، فكان يدهنه يوماً ويدعه يوماً. اهـ
وهذا يوافق حديث النهي عن الترجل إلا غباً، ورجاله ثقات إلا أنه مرسل، وهو المعروف في هذا الحديث.
وقد روى ابن أبي شيبة في المصنف في موضعين منه (6/ 198) قال: حدثنا ابن إدريس، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، قال: مازح النبي صلى الله عليه وسلم أبا قتادة، فقال: لأجزن جمتك، فقال له: ولك مكانها أسر، فقال له بعد ذلك: أكرمها فكان يتخذ لها السُّد. ورجاله ثقات إلا أنه مرسل.
ورواه في موضع سابق (5/ 187) بنفس الإسناد إلا أنه قال: عن يحيى بن عبد الله، عن أبي قتادة، والأول أصح.
(1)
سنن أبي داود (4163).
(2)
رجاله كلهم ثقات إلا عبد الرحمن بن أبي الزناد،
قال ابن المديني: ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون ورأيت عبد الرحمن بن مهدي يخط على أحاديثه، وكان يقول في حديثه عن مشيختهم فلان وفلان وفلان، قال: ولقنه البغداديون عن فقهائهم. تهذيب التهذيب (6/ 155). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال ابن المديني: كان عند أصحابنا ضعيفاً. تاريخ بغداد (10/ 228).
وقال النسائي: ضعيف. الضعفاء والمتروكين (367).
وقال ابن عدي: وبعض ما يرويه لا يتابع عليه، وهو ممن يكتب حديثه. الكامل (4/ 274).
وقال عمرو بن على: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن عبد الرحمن بن أبى الزناد. الضعفاء الكبير (2/ 340).
وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبى عن ابن أبى الزناد، فقال: كذا وكذا - يعنى ضعيف - المرجع السابق.
وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات، وكان ذلك من سوء حفظه وكثرة خطئه، فلا يجوزالاحتجاج بخبره إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات فهو صادق في الروايات يحتج به. المجروحين (2/ 56).
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث وكان يضعف لروايته عن أبيه. الطبقات الكبرى (7/ 324).
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وفي حديثه ضعف. تهذيب التهذيب (6/ 155).
ولخص حاله الذهبي، فقال: من أوعية العلم، لكنه ليس بالثبت جداً مع أنه حجة في هشام بن عروة. تذكرة الحفاظ (1/ 247).
وفي التقريب: صدوق، تغير حفظه لما قدم بغداد، وكان فقيهاً من السابعة، ولي خراج المدينة فحمد.
وقد توبع ابن أبي الزناد، فقد رواه أبو نعيم في كتابه " تسمية ما انتهى إلينا من الرواة (2/ 58) رقم 22 قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا ابن أبي ذئب، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان له شعر فليكرمه. وهذا سند صحيح.
تخريج الحديث:
الحديث أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3365) حدثنا محمد بن الورد البغدادي، قال: حدثنا داود بن عمرو الضبي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد به. =
(664 - 228) ما رواه أحمد، قال: حدثنا مسكين بن بكير، حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن محمد بن المنكدر،
عن جابر قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرا في منزلنا فرأى رجلا شعثا فقال أما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه ورأى رجلا عليه ثياب وسخة فقال أما كان يجد هذا ما يغسل به ثيابه
(1)
.
= وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5/ 224) رقم 6455 والطبراني في الأوسط (8/ 299) رقم 8485 من طريق سعيد بن منصور وداود بن عمر، عن ابن أبي الزناد به.
وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (24/ 10) من طريق سحنون، حدثنا ابن وهب به.
وحسن إسناده الحافظ في الفتح (10/ 368).
وللحديث شواهد منها:
الأول: حديث عائشة.
رواه الطحاوي في مشكل الآثار (3360) حدثنا ابن أبي داود، حدثنا عياش بن الوليد الرقام، قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، قال: حدثنا ابن إسحاق، عن عمارة بن غزية، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان لأحدكم شعر فليكرمه.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان (5/ 224) رقم 6456 أخبرنا أبو الحسن بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، ثنا ابن أبي قماش، عن عياش الرقام به. وسنده حسن في الشواهد، فيه ابن إسحاق، وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات. وحسن الحافظ إسناده في الفتح (10/ 368).
الشاهد الثاني: حديث ابن عباس.
رواه الخطيب في الموضح (2/ 67) عن سليمان بن أرقم، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس.
وفيه سليمان بن أرقم.
(1)
مسند أحمد (3/ 357).
[إسناده حسن والحديث صحيح]
(1)
.
(1)
رجاله ثقات إلا مسكين بن بكير،
قال ابن معين: لا بأس به. الجرح والتعديل (8/ 329)
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبى عن مسكين بن بكير، فقال: لا بأس به كان صحيح الحديث يحفظ الحديث. المرجع السابق.
قال الحافظ: قال أبو أحمد الحاكم: له مناكير كثيرة، كذا نقلته من خط الذهبي، والذي في الكنى لأبي أحمد، كان كثير الوهم والخطأ. تهذيب التهذيب (10/ 109).
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: لا بأس به، ولكن في حديثه خطأ. المرجع السابق.
وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 194).
وفي التقريب: صدوق يخطىء، وكان صاحب حديث.
قلت: وجدت في أطراف المسند بدلاً من مسكين بن بكير، محمد بن كثير، وهو من شيوخ أحمد، وأشار المحقق إلى أن اسمه كتب مقطعاً في نسخة (م) هكذا (ك ث ي ر) خشية التصحيف، وكتب في حاشية (هـ) وفي نسخة من المسند (مسكين بن بكير)، ومحمد بن كثير ثقة.
فالحديث إن كان في إسناده مسكين بن بكير فهو إسناد حسن إن شاء الله تعالى، وقد توبع، تابعه وكيع وغيره كما سيأتي في تخريجه، فالحديث صحيح.
[تخريج الحديث]
الحديث رواه أبو يعلى في مسنده (2026) حدثنا إسحاق وزهير، قالا: حدثنا وكيع، عن الأوزاعي به.
وأخرجه ابو داود (2062) قال: حدثنا النفيلي، ثنا مسكين، عن الأوزاعي ح، وثنا عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن الأوزاعي به.
وأخرجه النسائي في الكبرى (9312) وفي الصغرى (5236) أخبرنا علي بن خشرم، قال: أنا عيسى، عن الأوزاعي به.
وأخرجه ابن حبان كما في الموارد (1438) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني حسان بن عطية به. =
جاء في عون المعبود: من كان له شعر فليكرمه: أي فليزينه ولينظفه بالغسل والتدهين والترجيل، ولا يتركه متفرقاً؛ فإن النظافة وحسن المنظر محبوب.
قال المنذري: يعارضه ظاهر حديث الترجل إلا غباً، وحديث البذاذة على تقدير صحتهما، فجمع بينهما بأنه يحتمل أن يكون النهي عن الترجل إلا غباً محمولا على
من يتأذى بإدمان ذلك لمرض، أو شدة برد، فنهاه عن تكلف ما يضره.
ويحتمل أنه نهى عن أن يعتقد أن ما كان يفعله أبو قتادة من دهنه مرتين أنه لازم، فأعلمه أن السنة من ذلك الإغباب به لا سيما لمن يمنعه ذلك من تصرفه وشغله، وأن ما زاد على ذلك ليس بلازم، وإنما يعتقد أنه مباح من شاء فعله ومن شاء تركه، انتهى كلام المنذري
قال ابن القيم في تهذيب السنن: وهذا لا نحتاج إليه، والصواب أنه لا تعارض بينهما بحال؛ فإن العبد مأمور بإكرام شعره، ومنهى عن المبالغة والزيادة في الرفاهية والتنعم، فيكرم شعره ولا يتخذ الرفاهية والتنعم ديدنه بل يترجل غباً
(1)
.
= وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 206) من طريق بشر بن بكر، ثنا الأوزاعي به.
وأخرجه البغوي في شرح السنة (3119) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزعي به.
(1)
عون المعبود (11/ 147).