الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول
في كيفية التسوك
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية
(1)
، والمالكية
(2)
، والشافعية
(3)
، والحنابلة
(4)
، إلى أن المستحب أن يستاك عرضاً إلا في اللسان فإنه يستاك طولاً.
دليل من قال: المستحب أن يستك عرضاً.
(742 - 78) ما رواه الطبراني في المعجم الكبير، قال: حدثنا يحيى بن عبد الباقي المصيصي وإبراهيم بن متوية الأصبهاني، قالا: ثنا يحيى بن عثمان الحمصي، ثنا اليمان بن عدي ثنا ثبيت بن كثير البصري الضبي، عن يحيى ابن سعيد، عن سعيد بن المسيب،
عن بهز قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستاك عرضاً، ويشرب مصاً، ويتنفس ثلاثاً، ويقول: هو أهنأ وأمرأ وأبرأ
(5)
.
(1)
حاشية ابن عابدين (1/ 114)
(2)
حاشية الخرشي (1/ 139).
(3)
المجموع (1/ 55)، أسنى المطالب (1/ 37)، حاشيتا قليوبي وعميرة (1/ 57)، حاشية الجمل (1/ 117)، روضة الطالبين (1/ 56).
(4)
قال في كشاف القناع (1/ 73): " ويستاك عرضاً بالنسبة إلى الأسنان " ثم قال: " وفي الشرح إن استاك على لسانه أو حلقه فلا بأس أن يستاك طولاً ".الخ كلامه وانظر المغني ـ ابن قدامة (1/ 135).
(5)
المعجم الكبير (1/ 47) رقم 1242.
[الحديث ضعيف]
(1)
.
(1)
في الإسناد: اليمان بن عدي
قال البخاري: في حديثه نظر. التاريخ الكبير (8/ 425).
وقال أبو حاتم الرازي: شيخ صدوق. الجرح والتعديل (9/ 311).
وذكره العقيلي في الضعفاء. الضعفاء الكبير (4/ 464)
وقال ابن عدي: لليمان أحاديث يروى عن الزبيدي وعن غيره من أهل حمص بأحاديث غرائب، وأرجو أنه لا بأس به. الكامل (7/ 181).
وقال أحمد بن حنبل: ضعيف. تهذيب التهذيب (11/ 357).
وقال الحاكم: ليس بالقوي عندهم. المرجع السابق.
وقال الدارقطني: ضعيف. المرجع السابق.
وفي التقريب: لين الحديث.
وفي الإسناد أيضاً: ثبيت بن كثير
ذكره ابن أبي حاتم، وسكت عليه. الجرح والتعديل (2/ 470).
وضعفه الإمام أحمد، كما في البدر المنير (3/ 127).
وقال ابن عدي في ترجمة يمان بن عدي: ثبيت غير معروف. الكامل (7/ 181).
وقال ابن حبان: منكر الحديث على قلته، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. المجروحين (1/ 208). ثم ذكره أيضاً في الثقات. (6/ 129). وضعفه الهيثمي في الزوائد (5/ 80)، وقال: فيه ثبيت بن كثير، وهو ضعيف.
وفي الإسناد بهز.
قال البغوي: لا أعلم روى بهز الا هذا وهو منكر. الإصابة (1/ 330).
وقال البيهقي: إنما يعرف بهز بهذا الحديث. سنن البيهقي (1/ 40).
وقال ابن عبد البر: لم يرو عن بهز غير سعيد، ولم ينسبه، وإسناد حديثه ليس بالقائم.
ورواه ابن عدي في الكامل (7/ 181) ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا يحيى بن عثمان به. ورواه ابن حبان في المجروحين (1/ 208)، قال: حدثناه الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية، ثنا يحيى بن عثمان الحمصي به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بيان الاختلاف في إسناد الحديث
الحديث رواه يحيى بن عثمان، عن اليمان، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن بهز.
ورواه عباد بن يوسف كما في البدر المنير (3/ 128) والإصابة (1/ 330) عن ثبيت به إلا أنه قال بدلاً من بهز، قال: عن القشيري.
ورواه سليمان بن سلمة كما في البدر المنير (3/ 128) والإصابة (1/ 330)، عن اليمان بن عدي، فقال: عن ثبيت، عن يحيى، عن سعيد، عن معاوية القشيري.
ومعاوية القشيري صحابي هو جد بهز بن حكيم.
وعباد بن يوسف
قال ابن عدي: عباد بن يوسف هذا روى عن أهل الشام، وهو شامي حمصي، وروى عن صفوان بن عمرو وغيره أحاديث ينفرد بها. الكامل (4/ 346).
وذكره ابن أبي حاتم، وسكت عليه. الجرح والتعديل (6/ 88).
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: عباد بن موسى (8/ 435).
وقال عثمان بن صالح: ثنا إبراهيم بن العلاء ثنا عباد بن يوسف صاحب الكرابيس ثقة. تهذيب التهذيب (5/ 96).
وفي التقريب: مقبول. يعني إن توبع. وفي الكاشف: صدوق يغرب.
وأما سليمان بن سلمة:
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبى ولم يحدث عنه، وسألته عنه، فقال: متروك الحديث لا يشتغل به. فذكرت ذلك لابن الجنيد، فقال: صدق كان يكذب ولا أحدث عنه بعد هذا. الجرح والتعديل (4/ 121).
وقال النسائي: ليس بشيء. الضعفاء والمتروكين (253).
وقال الخطيب: مشهور بالضعف. اللسان (3/ 93).
ورواه البيهقي (1/ 40) والعقيلي في الضعفاء (3/ 229) من طريق علي بن ربيعة القرشي المدني، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن ربيعة بن أكثم به. فجعله من مسند ربيعة بدلاً من مسند بهز.
وعلي بن ربيعة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هو مثل يزيد بن عياض في الضعف. الجرح والتعديل (6/ 185).
قال العقيلي: مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولا يتابعه إلا من هو دونه. الضعفاء الكبير (3/ 229).
وقال الحافظ في التلخيص: إسناده ضعيف جداً. قلت: مع ضعفه فقد ذكر البيهقي (1/ 40) بأن ربيعة بن أكثم قتل بخيبر، فلم يدركه سعيد.
فتبين من هذا أن الحديث مع كونه ضعيفاً فيه اختلاف كثير على سعيد فمن دونه.
فقيل: عن سعيد، عن بهز غير منسوب.
وقيل: عن سعيد، عن القشيري.
وقيل: عن سعيد، عن معاوية القشيري.
وقيل: عن سعيد، عن ربيعة بن أكثم.
وذكر ابن حجر في التلخيص (1/ 109): أن أبا نعيم رواه عن سعيد، عن بهز بن حكيم. فيكون معضلاً، وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر.
وروى ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 247) وابن مندة كما في تلخيص الحبير (1/ 109) وابن ححر في الإصابة (1/ 330) من مخيس بن تميم، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده. اهـ
فلو كان الحديث ظاهره الصحة، وكان فيه هذا الاختلاف لوجب رده، فكيف وهو رواية ضعيف، عن مثله أو أضعف. وقد ذكره كثير ممن ألف في الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وإليك بعض من وقفت عليه منهم:
المقاصد الحسنة (1/ 98).
كشف الخفاء ومزيل الإلباس (1/ 338).
الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة (1/ 16).
الغماز على اللماز (1/ 5).
النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية (1/ 20).
النوافح العطرة في الأحاديث المشتهرة (1/ 183).
حسن الأثر، فيما فيه ضعف واختلاف من حديث وخبر (1/ 11). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تمييز الطيب من الخبيث (1/ 21).
الشذرة في الأحاديث المشتهرة (1/ 88).
وله شاهد من حديث عائشة إلا أنه لا يفرح به، فهو ضعيف جداً. رواه أبو نعيم كما في البدر المنير (3/ 130) من طريق عبد الله بن حكيم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. قال الحافظ في التلخيص: وفي إسناده عبد الله بن حكيم، وهو متروك.
قلت: عبد الله بن حكيم
قال ابن أبي حاتم: ترك أبو زرعة حديثه، ولم يقرأه علينا، وقال: هو ضعيف. الجرح والتعديل (5/ 41).
وقال أيضاً: سمعت أبى يقول: ضعيف الحديث. وقال مرة: ذاهب الحديث. المرجع السابق.
قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت علياً يعنى ابن المديني يقول: ليس بشيء لا يكتب حديثه. تاريخ بغداد (9/ 446).
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: كذاب. المرجع السابق.
وقال يحيى بن معين: ليس بثقة كما في رواية ابن أبي مريم عنه. المرجع السابق.
وقال أحمد بن حنبل: بروي أحاديث منكرة، ليس بشيء. الميزان (3/ 277).
قال فيه ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. المجروحين (2/ 21).
وقال الذهبي: واه، متهم بالوضع. المغني (1/ 335).
وله شاهد آخر مرسل، وهو ضعيف أيضاً، فقد روى أبو داود في المراسيل (ص:74) رقم 5 ومن طريقه البيهقي (1/ 40) حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان، أخبرنا هشيم، عن محمد بن خالد القرشي، عن عطاء بن أبي رباح، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا شربتم فاشربوا مصاً، وإذا استكتم فاستاكوا عرضاً.
وهذا سند ضعيف، له ثلاث علل:
العلة الأولى: كونه مرسلاً. قال أحمد بن حنبل: مرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات، ومرسلات النخعي لا بأس بها. وليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح؛ فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد. وقال نحوه علي بن المديني. =
الدليل الثاني
من النظر، قالوا: إن الاستياك طولاً مضر باللثة والأسنان، فهو يدمي اللثة، ويفسد منابت الأسنان.
قلت: لم يثبت هذا، وإذا كان أحد يضره ذلك نهي عنه خاصة. لا أن يكون نهياً عاماً، ولذلك لا وجه لكونه مكروهاً - أعني السواك طولاً - كما ذكره النووي والخطيب عن بعض فقهاء الشافعية
(1)
.
فلم يثبت في ذلك سنة، وله أن يستاك بحسب ما يراه مناسباً داعياً للتطهير، فالمطلوب أن يستاك، فكيفما استاك حصلت السنة.
وقال محمد نجيب المطيعي: " أطباء الأسنان يقولون: إن الاسيتاك الصحيح يكون طولاً: أي أعلى وأسفل؛ لأن الغشاء العاجي الأملس الذي يكسو الأسنان ينبغي المحافظة عليه، فالاستياك عرضاً يضر بهذا الغشاء،
= تهذيب الكمال (20/ 83).
العلة الثانية: عنعنة هشيم بن بشير، فإنه مدلس مكثر.
العلة الثالثة: جهالة محمد بن خالد القرشي.
ذكره ابن أبي حاتم، وسكت عليه. الجرح والتعديل (7/ 242).
وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف. تهذيب التهذيب (9/ 128).
وقال الحافظ: ذكره ابن حبان في الثقات، وسمى جده سلمة، وزعم أنه أخو عكرمة بن خالد، وقال: روى عنه عبد الله بن الأسود. قال الحافظ: لكن فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم، وهو الصواب. المرجع السابق.
وقال الذهبي: لا يعرف حاله. الميزان (3/ 534).
وقال الحافظ في التقريب: مجهول.
(1)
المجموع (2/ 334).
فيسرع إلى الأسنان الفساد " اهـ
(1)
.
فإن ثبت هذا طبياً، فإن الاستياك عرضاً يكون منهياً عنه.
وقد وصف بعض الأطباء طريقة التسوك بما يلي:
" يجب أن تطبق باتجاه رأسي لمحور السن واللثة مما يساعد على تنشيط الدورة الدموية في اللثة، والتنظيف الفعال للأسنان دون أن يحدث أذى لهما. فيجب - والوجوب ليس في اصطلاح الشرع - أن يكون تسويك الأسنان العلوية على حدة، وكذلك الأسنان السفلية. أما اتجاه حركة التسويك لتنظيف الاسطح الخارجية والداخلية للأسنان العلوية فيجب أن يكون من أعلى إلى أسفل نحو الاسطح الماضغة والقاطعة للأسنان وتكون حركة التنظيف شاملة حواف اللثة لتدليكها، فيزداد تقرنها والوارد الدموي لانسجتها فتزداد مقاومتها للأمراض وحيويتها أيضاً. وأما اتجاه حركة التنظيف للأسنان السفلية فيجب أن تكون من أسفل إلى أعلى، وشاملة حواف اللثة أيضاً.
وأما الدليل على مشروعية الاستياك في اللسان، وأنه يستاك طولاً فمنها:
(743 - 79) الدليل الأول: ما رواه أحمد، قال: ثنا يونس بن محمد، قال: ثنا حماد بن زيد، ثنا غيلان بن جرير، عن أبي بردة،
عن أبي موسى، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يستاك، وهو واضع طرف السواك على لسانه يستن إلى فوق. فوصف حماد كأنه يرفع سواكه. قال حماد: ووصفه لنا غيلان قال: كان يستن طولا
[الحديث صحيح]
(2)
.
(1)
حاشية المجموع شرح المهذب (1/ 313).
(2)
والحديث أخرجه البخاري (244)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (203) =
وجه الاستدلال:
قول الراوي: " والسواك على طرف لسانه "
قال الحافظ: والمراد: طرفه الداخل، كما عند أحمد:" يستن إلى فوق ". ولهذا قال هنا: " كأنه يتهوع. والتهوع: التقيؤ. أي له صوت كصوت المتقيء على سبيل المبالغة
(1)
.
وقال في التلخيص: " وأما اللسان فيستاك طولاً، كما في حديث أبي موسى في الصحيحين، ولفظ أحمد: " وطرف السواك على لسانه يستن إلى فوق " قال الراوي: كان يستن طولاً " اهـ
(2)
.
= حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا: حماد بن زيد، عن غيلان به. بلفظ: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يستن بسواك بيده، يقول: أع أع. والسواك في فيه، وكأنه يتهوع.
وأخرجه مسلم (254) حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، حدثنا حماد بن زيد به، بلفظ: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وطرف السواك على لسانه.
ورواه أبو داود (49) قال: حدثنا مسدد وسليمان بن داود العتكي، قالا: حدثنا حماد بن زيد به. قال مسدد، قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نستحمله فرأيته يستاك على لسانه. قال أبو داود: وقال سليمان، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يستاك وقد وضع السواك على طرف لسانه وهو يقول إه إه يعني يتهوع. قال أبوداود: قال مسدد: فكان حديثا طويلا ولكني اختصرته.
وأخرجه النسائي في المجتبى (3) وفي الكبرى (3) أخبرنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: أخبرنا حماد بن زيد به.
وأخرجه ابن حبان (1073) وابن خزيمة (141) من طريق أحمد بن عبدة الضبي، قال: أخبرنا حماد به. بمثل ما تقدم، إلا أنه قال:" عأ عأ " بتقديم العين على الألف.
(1)
فتح الباري، في شرحه لحديث (244).
(2)
تلخيص الحبير (1/ 109).
الدليل الثاني:
من حيث النظر، قال ابن دقيق العيد:" العلة التي تقتضي الاستياك على الأسنان موجودة في اللسان، بل هي أبلغ وأقوى؛ لما يرتقي إليه من أبخرة المعدة"
(1)
.
(1)
إحكام الأحكام (1/ 111).