الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفائدة السادسة
في منافع السواك
ذكر بعض الفقهاء في فوائد السواك: أنه يبطئ بالشيب، ويحد البصر، وأحسنها أنه شفاء لما دون الموت، وأنه يسرع في المشي على الصراط، وأنه مطهرة للفم، ومرضاة للرب، ومفرحة للملائكة، ومجلاة للبصر، ويذهب البخر، ويبيض الأسنان، ويشد اللثة، ويهضم الطعام، ويقطع البلغم، ويضاعف الصلاة، ويطهر طريق القرآن، ويزيد في الفصاحة، ويقوي المعدة، ويسخط الشيطان، ويزيد في الحسنات، ويقطع المرة، ويسكن عروق الرأس ووجع الأسنان، ويطيب النكهة، ويسهل خروج الروح.
قال في النهر: ومنافعه وصلت إلى نيف وثلاثين منفعة، أدناها إماطة الأذى، وأعلاها تذكير الشهادة عند الموت
(1)
.
ما يذكره الفقهاء في فوائد السواك لا أعلم له أصلاً إلا ما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السواك مطهرة للفم مرضاة للرب.
وما ورد أيضاً من وضع الملك فاه على في القارئ. وأنه تطهير لطرق القرآن، وكونه يزيد في الحسنات، ويسخط الشيطان ليس خاصاً بالسواك، بل في كل قربة قصد بها وجه الله تعالى، وكان فيها متابعة للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما ما ورد من مضاعفة أجر الصلاة، فقد بحثت في بحث خاص،
(1)
حاشية ابن عابدين (1/ 115)، حاشية الجمل (1/ 118،119) مطالب أولى النهى في شرح غاية المنتهى (1/ 83).
وملت إلى أن الحديث الوارد غير ثابت. والله أعلم
وأما منافع السواك في المعدة والرأس ونحوها، فالمرجع فيها إلى الطب، فإن أثبت هذا أثبتناه، وإلا فالأصل عدم ثبوته.
(758 - 94) وأما ما رواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق إسحاق بن إبراهيم الغزي، حدثنا محمد بن السري، حدثنا بقية، عن الخليل بن مرة، عن عطاء بن أبي رباح،
عن ابن عباس، قال: عليكم بالسواك فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب، مفرحة للملائكة، يزيد الحسنات، وهو من السنة، ويجلو البصر، ويذهب الحفر، ويشد اللثة، ويذهب البلغم، ويطيب الفم
(1)
.
قال البيهقي: ورواه غيره، وزاد فيه:" ويصلح المعدة " وهو مما تفرد به الخليل بن مرة، وليس بالقوي في الحديث. وسبق بحثه.
(759 - 95) وأما ما روى ابن عدي، قال: أخبرنا أبو يعلى، ثنا محمد بن بحر البصري، ثنا معلى بن ميمون، ثنا عمرو بن داود، عن سنان بن سنان،
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن السواك ليزيد الرجل فصاحة.
[الحديث موضوع]
(2)
.
(1)
شعب الإيمان (6/ 71) رقم 2521.
(2)
الكامل (6/ 370) ومن طريق المعلى بن ميمون أخرجه الخطيب في الجامع (1/ 373،374) رقم 859، وتلخيص المتشابه (2/ 705ـ706)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 156) والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 164) رقم 232.
قال ابن عدي: ولمعلى بن ميمون غير ما ذكرت من الأحاديث، والذي ذكرت والذي =
(760 - 96) وأما ما رواه الديلمي في مسند الفردوس من حديث عائشة رضي الله عنها: " السواك شفاء من كل داء إلا السام " والسام: الموت.
[فالحديث ضعيف]
(1)
.
وأما ما ذكروه بالنسبة لفوائد السواك للثة، وأنه يشد اللثة، فهذا ما يؤكده أحد الأطباء، يقول:
" نحن أطباء الأسنان في مصر نصف لمرضانا الذين يعانون من الالتهابات اللثوية أو كمقبض للثة هذه الوصفة العلاجية:
حامض العفص 20 %
…
tannic acid 20 %
جليسرين 80 %
…
glycerine 80 %
وطريقة استعمالها تكون بغمس الإصبع بهذا المحلول، ودلك اللثة بها مع العلم أنه كلما كانت نسبة حمض العفص أعلى كلما كان التأثير أفضل
= لم أذكره كلها غير محفوظة مناكير، ولعل الذي لم أذكره أنكر من الذي ذكرته، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما، إلا أن أحاديثه رأيتها غير محفوظة، فشرطت في أول الكتاب أن أذكر كل من هو بصورته. الكامل (6/ 370).
وقال العقيلي: عمر بن داود، عن سنان بن أبي سنان كلاهما مجهول، والحديث منكر غير محفوظ، ومعلى بن ميمون ضعيف. الضعفاء الكبير (3/ 156).
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا أصل له. العلل المتناهية (1/ 336) رقم 549.
وانظر لسان الميزان (6/ 65)، والأسرار المرفوعة (1/رقم 233)، وكشف الخفاء ومزيل الإلباس (1494). والكشف الإلهي (1/ 460).
(1)
عزاه للديلمي السيوطي في الجامع الصغير. انظر ضعيف الجامع (3360)، والقارئ في معرفة النساك (14). وذكره أبو الفيض في المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير (3/ 79). وذكره صاحب كشف الخفاء ومزيل الإلباس (1497).
وأجود، ويمنعنا من زيادة نسبته عن 20 % طعمه الحريق اللاذع، وغير المقبول، في حين أنه يحتمل وجوده بالسواك بنسبة أعلى بكثير من 20 %، وطعمه مقبول، وله رائحة طيبة ونكهة، وهذه ناحية ينفرد بها السواك كميزة رائعة
(1)
.
(1)
السواك والعناية بالأسنان (ص: 191) الطبيب عبد الله عبد الرزاق السعيد.