الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من أن عناية معاليكم قد توجهت إلى إصلاح مدارس الحكومة، باعطاء التعليم الديني في هذه المدارس حقه، وهي همة طالما سعى زعماء الإصلاح ليظفروا بها من وزير معارف لدولة دينها الرسمي الإِسلام، فكنْ -يا معالي الوزير- ذلك الرجل الذي يقدر الدين قدره، ويبذل النصح للأمة جهده، ومن النصح لها: أن تحافظ على ما فيه سعادة أبنائها، وقد أحس زعماء الإصلاح روح الحزم واليقظة في حديث معاليكم، فاطمأنت النفوس، فإذا مرّ على سمع معاليكم صوت يبتغي منكم أن تتبعوا خطوات من جهلوا حكمة الإِسلام، وزاغت أبصارهم عن حجته، فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، وسيروا في طريقكم حتى تجعلوا وزارة المعارف مصدر العلم النافع، والتربية الخالصة من كل سوء.
وفي الختام: أقدم إلى معاليكم باسم جمعية الهداية الإِسلامية جزيل الشكر على هذه الهمة النبيلة، والله في تأييدكم ما حرستم آداب دينه، وأهل العلم في رضا عن سيرتكم ما حميتم معاهد التربية العامة من كل فساد دخل فيها باسم التجديد، والتجديد النافع بريء منه.
*
فاتحة السنة الرابعة
(1):
نحمدك اللهم على أن وصلتنا بمعونتك، وحففتنا برعايتك، وحميتنا مما يقطع عن إقامة حجتك، أو يقف عثرة في سبيل إعلاء كلمتك. وأزكى صلواتك وسلامك على سيدنا محمد الهادي إلى مراقي السعادة، وعلى آله وصحبه الذين قادوا الأمم إلى سبيل القيام، فأحسنوا القيادة.
(1) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء الأول من المجلد الرابع.
أما بعد:
فقد قضت هذه المجلة سنتها الثالثة مجدّة في القيام بقسط كبير مما أنشئت له جمعية الهداية الإِسلامية: تنقل إلى حضرات القراء ما يلقى في نادي الجمعية من خطب ومحاضرات، ثم ما تجود به قرائح أهل العلم والأدب في مصر وغيرها من البلاد، فكانت خير الوسائل لتعارف العلماء والأدباء في الشرق والغرب، وكانت -بحمد الله- من أبعد القسيِّ مرمى، وأمضاها في الذود عن حمى الشريعة سهماً، والفضل في هذا -بعد توفيق الله- عائد إلى حضرات أعضاء الجمعية، وأصدقائها الذين يمدونها بثمرات أفكارهم، وقوة إخلاصهم، ثم إلى حضرات قراء المجلة الذين طبعوا على كرم النفس، وقدروا الغاية التي تعمل لها الجمعية، وعرفوا أن العمل في سبيل الهمم النبيلة لا ينتظم إلا بالمال، فكانوا يسارعون إلى بذل قيمة الاشتراك بباعث من أنفسهم، شاعرين بأن اليسير إذا انضم إلى اليسير صار كثيراً.
قضت المجلة في جهادها ثلاثة أعوام صابرة مصابرة، وظهرت اليوم في مفتتح السنة الرابعة أمتن عزماً، وأوثق أملاً، يزيد عزمها متانة، وأملها وثوقاً: تلك المراحل التي قطعتها في نصرة الفضيلة، والذود عن الحقيقة؛ حتى شهدت ثمار سعيها يانعة على قدر ما أنفقت من مجهودها، ومن شواهد هذا: أن أعضاء الجمعية في نماء، وأصدقاءها في ازدياد، والرسائل العامرة بالعطف عليها ترد عليها في غير انقطاع.
والمجلة تقدم جزيل شكرها إلى كل من آزرها بعلمه، أو بأدبه، أو بذات يده، أو بكلمة طيبة يقصد بها تشجيعاً، أو التوسل إلى ما فيه نفعها، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يرضى، ويكفينا بأس من لا ينهى النفس عن الهوى.