الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظاماً يدور على إرشاد طلاب العلم إلى العقائد الصافية، والآداب السنية، وأخذهم بالأساليب الحكيمة إلى القيام على اللغة العربية وآدابها، وتمرينهم على الخطابة والتحرير والنقد، وإلقاء المحاضرات في العلوم والأخلاق، وآداب الاجتماع، ومساعدتهم على القيام برحلات علمية أو تاريخية، وفتح قاعة يجلب إليها من الكتب القيمة ما ترى فيه عوناً على تحقيق هذه الأغراض الشريفة، علاوة على ما تحتويه مكتبتها من الكتب الدينية والتاريخية والأدبية، فغرض الجمعية من إنشاء هذه الشعبة: أن تعد للمستقبل رجالاً يكونون مُثلاً كاملة للاعتزاز بالدين، والتحلي بالاستقامة، والاحتفاظ بالكرامة، والإخلاص في الدعوة إلى الإصلاح، والخبرة بطرق الإقناع.
وأدرك فريق من أذكياء الطلبة خلوص الجمعية في إنشاء هذه الشعبة، ووثقوا بكفاية رجالها للقيام بالمشروعات الجليلة، فأقبلوا على الانتظام في سلكها، والسير على منهجها، وأقبلت عليهم الجمعية فسيحة الصدر، آخذة بالحزم في إنجاز الأمر، وأملها أن ينضم إلى هؤلاء الأذكياء كثير من أمثالهم، وما كثرة أعضاء هذه الشعبة إلا قوة تملأ سبيل الإصلاح ضياء، وتدع الدعايات الباطلة هباء، وعلينا الثبات واقتحام العقبات، ومن الله التوفيق والهداية لأقوم طريق.
*
فاتحة السنة الثامنة
(1):
حمداً لمن أنزل القرآن المجيد في أفصح لسان، وعلمنا كيف ندفع الشبهة بالبرهان، وصلاة وسلاماً على سيدنا محمد الذي أنشأه الله في حصن من العصمة، وأرسله إلى الناس رحمة، وعلى آله النبلاء، وأصحابه الأجلاء،
(1) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الأول من المجلد الثامن.
وكل من جاهد في الحق على سواء، ولم يتخذ من المضلين أولياء.
أما بعد:
فقد قضت هذه المجلة سنتها السابعة في سيرة راضية، وجهاد حازم، تأخذ في دعوتها بالموعظة الحسنة، وتتحرى في مباحثها العلمية الأساليب السائغة، ترشد إلى الحقائق الدينية، وما يرجع إلى إصلاح حال المجتمع، وتتجاوزهما إلى موضوعات لغوية أو أدبية أو تاريخية، وتسع صفحاتها جانباً كبيراً من مباحث العلوم الكونية، وتلم بشؤون مما يجري في البلاد الإسلامية، ويتصل بالحركة الإسلامية، وتنقد ما تراه في بعض الصحف من الآراء المنحرفة عن أصول الدين، أو قوانين العلم، وتناقشها في حدود أدب البحث، ولا تبالي ما تلاقيه في سبيل ذلك من أذى.
ومما زاد بعزم القائمين بهذه المجلة قوة: رغبة كثير من أهل العلم والأدب والفضل في الاتصال بها، وإقبالهم على اقتنائها، وشهادتهم لها بأنها صافية الموارد، بعيدة من لغو الحديث، آخذة في نقدها بقانون المنطق السليم.
وقد حافظت المجلة على ما وصفت به نفسها من أنها مجلة العالم الإسلامي، فكانت ملتقى أقلام العلماء والأدباء في الشرق والغرب، وربما احتوى الجزء الواحد منها على مقالات واردة من أقطار مختلفة؛ كمصر والشام وتونس والمغرب الأقصى.
وحقيق علينا أن نقدم خالص الشكر إلى حضرات أولئك العلماء والأدباء على ما تفضلوا به من تلك المقالات، أو المحاضرات، أو القصائد التي تزينت بها صفحات هذه المجلة، وكانت جهاداً في سبيل الدين والعلم والأدب والفضيلة.