الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحقوق الجار ترجع إلى أربعة أصول، هي: أن لا يلحق الرجل بجاره أذى، وأن يحميه ممن يريده بسوء، وأن يعامله بإحسان، وأن يقابل جفاءه بالحلم، ويشمل هفواته بالصفح والمغفرة.
*
كف الأذى عن الجار:
نبهت في المحاضرة عن بعض الوجوه التي يؤذي بها الرجل جاره، ومنها: التعرض لحرم الجار بقصد سيئ، ثم قلت: ويروى أن عبد الملك ابن مروان قال لمؤدب ولده: إذا روَّيتهم شعراً، فلا تروِّهم إلا مثلَ قول العجير السلولي:
يبين الجار حين يبين عني
…
ولم تأنس إلي كلاب جاري
وتظعن جارتي من جنب بيتي
…
ولم تستر بستر من جدار
وتأمن أن أطالع حين آتي
…
عليها وهي واضعة الخمار
كذلك هدي آبائي قديماً
…
توارثه النِّجار عن النِّجار
ويؤذي الرجل جاره بأن ينظر إليه بعين الاحتقار، مثلما يفعل بعض من لم يتربوا تربية فاضلة، إذ يزرون جارهم الفقير، قال حسان بن ثابت:
فما أحد منا بمهدٍ لجاره
…
أذاةً ولامزرٍ به وهو عائد
لأنا نرى حق الجوار أمانة
…
ويحفظه منا الكريم المعاهد
*
حماية الجار:
كف الأذى عن الجار أثر من آثار طهارة النفس، ومما ينبه لشرف همة الرجل: نهوضه لإنقاذ جاره من بلاء يناله به غيره، وكانت حماية الجار من أشهر مفاخر العرب التي ملأت أشعارهم، قال حسان بن ثابت: