الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بما يستطيع من معونة، عسى أن تخفف عن أولئك المنكوبين وقع الكارثة التي غَلَّت أيديهم، وأكلت لحومهم، وشريت من دمائهم.
يكفينا في إثارة عواطف الأمة المصرية الكريمة لمساعدة منكوبي فلسطين أن نعرض عليها حال أولئك الأطفال والنساء والمستضعفين من الرجال؛ لأننا نعلم أن بين جوانحها أفئدة رقيقة، ونفوساً سباقة إلى الخير، ولكننا نذكِّرها -بعد هذا- بحق الجوار، وبواجب الدين الذي يدعو إلى التراحم والتعاون عند الشدائد، وإذا كان لرضا الخالق وسائل، فالتراحم من أقرب وسائله، وإذا كان للتراحم مظاهر، فمعونة المنكوبين من أجلِّ مظاهره.
ونذكّر الأمة المصرية الكريمة بتاريخها المجيدة فإنه يشهد بأن لها في رعاية الجوار، والعطف على شعوب الشرق مواقف محمودة، والأمة المشهود لها بالزعامة، والطامحة إلى أن تكون أعلى ذروة من المجادة كالأمة المصرية، يسرها أن تعمر حاضرها كما عمرت ماضيها بالهمم العظيمة، والأيادي البيض، والمكارم التي تلبسها أطواق الشكر والثناء.
وستشارك جمعية الهداية الإسلامية في هذا السبيل بما يتيسر جمعه من حضرات أعضائها وأصدقائها معتبرة بقوله تعالى:
*
فاتحة السنة التاسعة
(1):
نحمدك اللهم على أن أريتنا سبيل الرشد واضحاً جلياً، والصلاة والسلام
(1) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الأول من المجلد التاسع.
على سيدنا محمد الذي أنزلت عليه قرآناً عربياً، ورفعت ذكره مكاناً علياً، وعلى آله الذين اقتبسوا من سيرته أدباً سنياً، وصحبه الذين جاهدوا في الحق، وعلى كل من كان للحق ولياً.
أما بعد:
فقد قضت هذه المجلة سنتها الثامنة، وهي تستمد من الله تعالى المعونة فيمدها، وتطلب من أولي العلم والأدب أن يهبوها من منشآت قرائحهم المبدعة، فتجدهم عند طلبها، فشكراً لهم على ما وهبوا من مقالات حكيمة، أو قصائد بليغة، أو محاضرات رفيعة.
وستأخذ المجلة -بتوفيق الله تعالى- في عامها التاسع مظهراً أرقى من مظاهرها الأولى، وتضع بين أيدي قرائها مباحث غزيرة الفائدة، مختلفة الفنون، ومما يساعدنا على تحقيق هذا الأمل: أن شعبة الهداية قد التحق بها أعضاء من كليات الجامعة والمدارس العالية، اتصل هؤلاء الأعضاء بالجمعية اتصال شباب صفت فطرهم، وطابت منابتهم، والتهبت حماستهم، فأقبلوا يعملون في كل ناحية من نواحي الإصلاح الذي أنشئت له الجمعية، في حكمة وتؤدة. ومما عقدوا عليه عزمهم: أن يمدوا هذه المجلة بمقالات سامية المقاصد، يحررونها، أو ينقلونها بالتعريب من صحف أو مؤلفات غير عربية.
وحيث انضم إلى الجمعية أعضاء قدروا سمو الغاية التي تدعو إليها، وأخذوا على أنفسهم النهوض بكل وسيلة من وسائل دعوتها، ستنتظم -بتأييد الله- المحاضرات على طريقة تجعلها أرقى طبقة، وأعظم فائدة.
وسنبذل مجهودنا في إصدار المجلة أول كل شهر، ويساعدنا على هذا: أن عمل طبعها أصبح تحت إشراف الجمعية نفسها، والله المستعان في كل حال،