الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أكلَّ الجيش أسلفه
؟ (1)
قفل عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في جيش كان بالعراق، ومرّا على أبي موسى الأشعري، وهو أمير البصرة، فرحب بهما.
أبو موسى: هاهنا مال من مال الله أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين، فأسلفكماه، فتبتاعان به متاعاً من متاع العراق، ثم تبيعانه بالمدينة، فتؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون الربح لكما.
عبد الله وعبيد الله: وددنا ذلك.
أبو موسى: سلّم إليهما المال. وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال.
عبد الله وعبيد الله قدما المدينة، وباعا ما جلباه من متاع العراق، فأربحا، ودفع المال الذي سلّمه إليهما أبو موسى الأشعري إلى عمر.
عمر: أكلَّ الجيش أسلفه مثلَ ما أسلفكما؟.
عبد الله وعبيد الله: لا.
عمر: ابنا أمير المؤمنين، فأسلفكما! أديا المال وربحه.
(1) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الأول والثاني من المجلد العشرين.
عبد الله: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين هذا، لو نقص المال، أو هلك، لضمنَّاه.
عمر: أَديِّاه.
رجل من جلساء عمر: يا أمير المؤمنين! لو جعلته قراضاً (1).
عمر: قد جعلته قراضاً. فأخذ عمر رأس المال، ونصف ربحه، وأخذ عبد الله وعبيد الله نصف ربح المال.
(1) القراض: أن يعطي شخص مالاً لآخر؛ ليتجر به، ويكون لكل منهما جزء من الربح على الوجه الذي يتفقان عليه من النصف أو الثلث أو غير ذلك، ويسميه أهل العراق: المضاربة، وليس على العامل ضمان لو نقص المال أو هلك، وقول عبد الله:"لو نقص المال أو هلك لضمناه" بناء على أنهما أخذاه على وجه القرض، لا القراض.