الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
والزواج سبيل تكاثر الجنس الإنساني فوق ظهر البسيطة، كذلك شاء الخالق تبارك وتعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} [سورة النساء: 1].
3 -
إن عزوف البشر جميعًا عن الزواج ينهي الوجود الإنساني ويوقفه، وقيام العلاقة بين الرجل والمرأة على الإباحية من غير نظام يؤدي إلى اختلاط المياه واشتباه الأنساب، وتضييع الأولاد لعدم من يدعيهم.
4 -
وإذا شاءَت المرأة أن تقوم على تربية الأولاد الذين لا ينسبون إلى أب فإن ذلك يشق عليها، ذلك أن المرأة ضعيفة، وخاصة في حملها حيث تحتاج إلى العون والرعاية، ثم حين تضع حملها، وتحتاج إلى النفقة على نفسها وولدها، وليس من العدل أن تتولى وحدها القيام على الأولاد.
وإذا قيل إن الدولة هي التي تربي الأولاد وتقوم عليهم، فالجواب واضح، إن الملاجئ لا تربي أطفالًا، ولا تعطي حنانًا، والأطفال ليسوا كأبناء الحيوانات يمكنهم أن يتربوا في الحظائر، إن الأطفال الذين ينزعون من أحضان الأمهات، ويفقدون رعاية الآباء، ويعيشون معيشة القطيع يخرجون حاقدين على المجتمعات التي أهملتهم واحتقرتهم، يخرجون مرضى النفوس، ثمَّ يكونون بلاء على أمتهم.
ترغيب الإسلام في الزواج:
امتن الله على عباده بأنه خلق لهم من أنفسهم أزواجًا {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل: 72].
وأمر بإنكاح الأيامى {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32].
وفي الحديث: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءَة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج"(1)، وبين القرآن أن الزواج سنّة المرسلين {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد: 38].
ولما كان الزواج له دافع فطري قوي في نفس الإنسان - فإن الإسلام لم يكثر من الأمر به والحث عليه، وإنما بين مشروعيته، ووضع له الضوابط، وحارب الاتجاهات المنحرفة والغالية، فقد حارب الزنا، كما حارب الرهبنة، وأبطل الاتجاهات القائمة على التقرب إلى الله بترك الزواج.
(1) رواه البخاري ومسلم، جامع الأصول: 11/ 426.