الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفَصل الثامن أثر الإيمَان في الفَرد وَالمُجتمع
للإيمان آثار كثيرة طيبة في النفس الغفو الإنسانية وفي المجتمع الإنساني، ومن هذه الآثار:
1 -
الرضا النفسي، والاطمئنان القلبي، فالنفوس البشرية دائمة الاضطراب، تزعجها الشدة والبلاء، وتبطرها النعمة والرخاء، وليس مثل الإيمان بالله الواحد الأحد مطمئنًا للنفوس، وجالبًا للسعادة والهناء {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
2 -
الشجاعة والإقدام، لأنَّ الإيمان يغرس في النفس أن الأرزاق والآجال بيد الله تبارك وتعالى، وأن العباد مربوبون محكومون أمرهم بيد خالقهم، فما دام العبد متوكلًا على الله، معتمدًا عليه - فإنه لا يرهب الباطل، ولا يخشى الموت، ويواجه الظلم والطغيان بنفس غير هيابة، وهذا هو السرّ في وقوف أهل الصلاح من هذه الأمّة في وجه الظلمة والظالمين.
3 -
الاستقامة والصلاح، فالذي يراقب الله ويخشاه، ويعلم أنه عليه رقيب، وله حسيب، يستقيم على أمر الله، وينتهي عن نهيه، ويصلح في معتقده وعلمه.
4 -
تحرير العباد من التخبط الفكري، والفوضى العقائدية، والعبودية للمادة، وإخراجهم من ظلمات الشرك والجهل والخرافة والدجل إلى نور العلم الذي يكشف الحقائق ويبصر بالصواب، ومن في تاريخ الأمم يعجب من ذلك
الضلال الذي عاش فيه البشر حيث عبدوا الأشجار والأحجار والشموس والأقمار، وألَّهوا البشر والبقر.
5 -
الثبات على خط واحد في اليسر والعسر، شكر في النعمة، وصبر في المصيبة، وفي الحديث "عجبا لأمر المؤمن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر، وليس ذلك إلا للمؤمن".
6 -
الوحدة والاتفاق، فاتباع هذا الدين، تأتلف منهم القلوب، وتتفق منهم الأعمال، وكلما استمسكوا بهذا الدين ازدادوا اتحادًا، فالرب واحد، والدين واحد، والرسول واحد، والقبلة واحدة، والتصورات واحدة، والأعمال متقاربة متشابهة، ولا يفرقهم إلا اختلافهم في الدين {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].
7 -
الحفاظ على النفوس والأموال، فالإيمان بالله الذي يغرس خوف الله وخشيته في القلوب- يردع النفوس عن الإفساد في الأرض، فتحفظ النفوس والأموال، وتحفظ من ناحية أخرى بسبب عدم بذلها في مسار يضيعها، فأهل الجاهلية كانوا ولا يزالون يبذلون أنفسهم وأموالهم في سبيل آلهة باطلة، لا تضر ولا تنفع، ولا تزال مئات الملايين - إلى اليوم - تذهب في كل عام في سبيل المعتقدات الباطلة.
8 -
التوجه بالأعمال إلى الدار الآخرة، هذا بعكس الكفار الذين لا يؤمنون باليوم الآخر- فإنهم لا ينظرون إلى أبعد من موطئ أقدامهم، تصوراتهم وأعمالهم وإرإداتهم محكومة بإطار الحياة الدنيا، أمّا المؤمن فإنه يحقق قول الله {وَابْتَغِ
فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77].
9 -
العزة، فالإنسان الذي يعرف أصله الطيب، وربَّه الكريم العظيم، وغايته الكبيرة -يشعر بالعزة والكرامة، أمّا الإنسان الذي يظن أن أصله قرد أو جرثومة خبيثة، أو أن إلهه الشمس أو القمر أو البقر، أو أنه خلق عبثًا من غير غاية- فإنه مهين في نفسه، يشعر بالضعة والذلة والهوان، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَال إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].
10 -
معرفة شيء من العوالم غير المنظورة كالملائكة والجن والجنَّة والنار وهي كلها من عالم الغيب.
11 -
الحياء من الكرام الكاتبين الذين يراقبون أعمال العباد ويسجلون عليه صغير أعماله وكبيرها، ثم يودع ذلك في كتاب يعرض على العبد في يوم القيامة.
12 -
العلم بعظمة الله وقوته وسلطانه وجبروته من خلال التعرف إلى صفاته، ومعرفة مخلوقاته العظيمة كالملائكة.