الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحققون هذا على الوجه الصحيح إنما هم العلماء الموحدون المؤمنون بالله.
قرأ عناية الله هذه الآية مترجمًا لها باللغة الإنجليزية موضحا لمعانيا، فإذا بالسير جيمس يصرخ عندما سمعها قائلًا:
ماذا قلت؟ إنما يخشى الله من عباده العلماء! ! مدهش .. ! غريب .. ! عجيب جدًّا .. ! ! من الذي أخبر محمدًا بالأمر الذي لم يكشف عنه إلا بعد دراسة ومشاهدة استمرت خمسين سنة؟ هل هذه الآية موجودة في القرآن حقيقة! ! لو كان الأمر كذلك، فاكتب شهادة مني أن القرآن كتاب موحى به من عند الله .. ، لقد كان محمد أميًّا، ولا يمكنه أن يكشف هذا السرّ بنفسه، ولكنَّ "الله" هو الذي أخبره بهذا السرّ، مدهش
…
غريب
…
عجيب جدا! ! (1)
المَبحث الخامس شبهات حول إثبات وجود الله تبارك وتعالى
لم يزل الملحدون يعللون نشوء الكون ووجود الحياة بتعليلات فاسدة، ومع ذلك فإنهم يطلقون على تلك التعليلات اسم المنهج العلمي، والعلم مما يقولونه براء، وقد أثبت العلم بطلان بعض هذه النظريات الفاسدة، وسكتت الألسن التي كانت تزعم أنها جاءت بجديد، فمن ذلك نظرية التولد الذاتي، حيث زعموا أن الأشياء تخلق خلقًا ذاتيًّا لا يحتاج إلى خالق، بدليل ظهور الديدان في الطعام الفاسد، وعلى البراز، ثم تبين لهم خطأ مقالتهم هذه، فالديدان بويضات خرجت
(1) كتاب الإسلام يتحدى لوحيد الدين خان ص 121، وقد نقل هذه الحادثة عن جملة "نقوش" الباكستانية، العدد الخاص بالشخصيات العالمية، شخصية المرحوم: عناية الله المشرقي: ص 1208 - 1209.
إلى الحياة عند وجود الجو المناسب، ولذلك فإننا عندما نغلي الطعام، ثم نحفظه في المعلبات لا تفسد بعد ذلك.
وزعموا أن الخلق تطور في رحلة طويلة وأن أصله خلية وجدت من تفاعلات معينة، وهذه هي التي تسمى بنظرية التطور، وقد أصبحت هذه النظرية اليوم واضحة البطلان، ظاهرة الفساد، وتبين للعلماء أنه لا يمكن الأخذ بها.
وقالوا أيضًا: الطبيعة هي الخالق، ولكن هذه المقالة تتهاوى في مجال الحوار والنقاش، فإذا سألت هؤلاء عن الطبيعة، فإن الجواب يكون: الطبيعة هي الكون، أو السنن التي تحكم الكون، أو هي قوة وراء الكون، فإذا كانت الطبيعة هي الكون، فمعنى ذلك أن الشيء يخلق نفسه، وقد تبين لنا بطلان هذا القول، وإذا كانت هي النظم والقوانين التي تحكم الكون، فإن هذا ليس بجواب، لأن السؤال لا يزال قائمًا، فالسؤال عن الكون المشهود، أي بسننه القائمة به، وإذا كانت الطبيعة قوة وراء الكون، فالجواب صحيح، ولكن هذه القوة اسمها "الله" لا "الطبيعة".
وقال بعضهم بنظرية المصادفة، أي أنا الخلق وجد هكذا بالمصادفة، ولقد اصبحت المصادفة اليوم نظرية تسمى بنظرية الاحتمالات، وهذه النظرية تدل دلالة جازمة على أن الكون لم يخلق صدفة، يدلك على هذا أن احتمال إخراج عشرة أوراق مرقمة ترقيمًا متسلسلًا من كيس إخراجًا مرتبًا هو واحد إلى عشرة بلايين، فهذا الخلق المحكم المنظم المنسق المنسجم الذي إذا اختل شيء فيه يحصل فساد عجيب- لا يمكن أن يوجد بطريق المصادفة، والاحتمال في ذلك لا يمكن أن يحسب بالأرقام.
إن الدول الشيوعية التي تزعم العلمانية تتراجع في كل يوم مع تقدم العلم، ولا
تجد في العلم سندًا، بل العلم ينفي الإلحاد ويوجه إلى الإيمان، وصدق الله {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53].