الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجعل الإسلام للمرأة أن ترث وتملك وتتصرف في مالها في الوقت الذي لا زالت بعض دول أوروبا لم تعطها هذا الحق بعد.
وجعل من حقّ المرأة أن تُستأذن في أمر زواجها ولها الحق في أن ترفض، وليس لولي أمرها أن يلزمها بالزواج ممن لا ترضاه زوجا.
فقد روى أحمد والنسائي من حديث ابن بريدة وابن ماجة من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: "جاءَت فتاة إلى رسول الله، فقالت إن أبي زوجني من ابن أخيه، ليرفع بي خسيسته.
قال: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر إليها، فقالت:"قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن أعلم النساء أنه ليس إلى الآباء من شيء"، تعنى أنه ليس لهم إكراههن على التزوج بمن لا يرضينه.
وجعل الإسلام للمرأة حقوقًا علي زوجها، كما للزوج حقوقًا عليها، قال {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228].
والمراد بهذه الدرجة درجة القوامة التي نص الله عليها في قوله: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34].
التفاضل بين الرجل والمرأة
تعرضت هذه الآية من كتاب الله: {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} لنقد شديد من الخفافيش وأدعياء التقدم، وقالوا هذا ظلم للمرأة وإهانة لها، وقد ضلَّ
هؤلاء الذين ينسبون لله الظلم وخاب سعيهم، إن القرآن يقرر هنا حقيقة: وهي أن البيت كالمجتمع تماما يحتاج إلى قيادة، يحتاج إلى أن يكون شخص ما فيه هو المسؤول الأول، كي يحسم الأمور إذا لم يحصل الاتفاق، وقد جعل الله ذلك للرجل لأمرين:
الأول: لأنَّ الله فضله، وهذا التفضيل بسبب تلك الخصائص التي ميزه الله بها كي يؤدي دوره ويقوم بواجباته.
الثاني: أن الأزواج هم المسؤولون عن الإنفاق على أزواجهم وأولادهم.
والذين لا يثبتون فروقًا بين الرجل والمرأة يتعامون عن الحقيقة، والذين لا يرون أن الرجل أقدر على القيادة عماهم أكثر وأشدّ، "لقد أثبت علم الأحياء أن التكوين الجسمي في المرأة غيره في الرجل، فالتكوين الجسمي في المرأة، وما يكون فيها من غدد تعدّها لخصائص الأنوثة في دقة الخاصرة وبروز الثديين، ولين الجانب، ورقة العاطفة، ونعومة الملمس، وعذوبة الحديث، وغلبة الحياء، وكثرة الخجل، وقلة الجلد، وضعف التحمل.
والمرأة يأتيها في كل شهر ما يأتي النساء من المحيض فيسوء الهضم، وتصاب بالآلام في البطن، وصداع في الرأس، وتبلد في الحس، وضعف في التفكير، وانفعال في النفس
…
وتحمل فتصاب في الشهور الأولى بغثيان وتقيؤ وصدود عن الطعام والشراب، وانحراف في المزاج وكسل وهبوط، وتظل آلام الحمل العادي معها تسعة أشهر، وتشتد وطأتها في الشهور الأخيرة، فلا تقوى على الكثير من الحركة، وتشكو آلامًا في البطن والصدر والرأس وتحسّ بضيق عام يأخذ بخناقها، ويفسد مزاجها، ويعكر صفو عيشها، وتضع فتأتي فترة الرضاعة، وتتعرض في الأسابيع الأولى لكثير من الأمراض، وتظلّ حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ضعيفة البنية، يتحول ما تأكله إلى لبن يروي وديعة الفطرة، ويغذي
ولدها، وتصرف جلّ وقتها في حضانته ورعايته ونظافته" (1).
وقد جاء العلم الحديث ليقول إن الفرق بين الرجل والمرأة بعيد الغور، فهو لا يتوقف على المظاهر الخارجية -بل هو أبعد من هذا يقول- الكس كاريل في هذا الموضوع:
"إن الأمور التي تفرق بين الرجل والمرأة لا تتحدد في الأشكال الخاصة بأعضائهما الجنسية والرحم والحمل، وهي لا تتحدد أيضًا في اختلاف طرق تعليمهما، بل إن هذه الفوارق هي ذات طبيعة أساسية، من اختلاف نوع الإنسجة في جسم كليهما، كما أن المرأة تختلف عن (المرء) كليًّا، في المادة الكيماوية التي تفرز من مبيض الرحم داخل جسمها، والذين ينادون بمساواة الجنس اللطيف بالرجل يجهلون هذه الفوارق الأساسية، فيدَّعون أنه لا بد أن يكون لهما نوع واحد من التعليم والمسئوليات والوظائف، ولكن المرأة في الواقع تختلف عن الرجل كل الاختلاف، فكل خلية من جسمها تحمل طابعًا أنثويًا، وهكذا تكون أعضاؤها المختلفة، بل وأكثر من ذلك هذه هي حال نظامها العصبي.
إن قوانين وظائف الأعضاء محدودة ومنضبطة كقوانين الفلك، حيث لا نملك أحداث أدنى تغيير فيهما بمجرد الأمنيات البشرية، وعلينا أن نسلم بها، كما هي، دون أن نسعى إلى ما هو غير طبيعي، وعلى النساء أن يقمن بتنمية مواهبهن بناء على طبيعتهن الفطرية، وأن يبتعدن عن تقليد الرجال" (2).
وزادنا العلم الحديث إيضاحًا في هذه المسألة عندما أكد لنا أن هناك تباينا ما
(1) نظام الأسرة لمناع القطان: ص 20.
(2)
الإنسان لا يقوم وحده لا لكسس كاريل ص 93، وقد ترجم إلى العربية بعنوان:"العلم يدعو إلى الإيمان".
بين دماغ الرجل، ودماغ المرأة، ففي مقال نشرته مجلة (الديار)(1)، تقول سميرة صايغ كاتبة المقال:"هناك تباين بين انفعالات دماغ المرأة ودماغ الرجل، وإن الأقسام النشطة في دماغ المرأة تختلف عن الأقسام النشطة في دماغ الرجل، على الرغم من محاولات المرأة التشبه بالرجل"، وتقول: "المرأة المعاصرة ترفض النظرية القائلة بأن هناك تباينًا بين الرجل والمرأة من جهة المقدرة (الفزيولوجية)، ومن جهة الكفاءَات الذهنية، واليوم تبرز نظرية بل اكتشاف علمي يؤكد أن هناك فعلا اختلاف بين دماغ الرجل، ودماغ المرأة من حيث الكفاءات الذهنية الناتجة عن ذلك الدماغ أي بكلمة أخرى هناك (دماغ ذكر) و (دماغ أنثى).
ويقسم العلماء الدماغ البشري إلى قسمين: قسم أيمن، وقسم أيسر، ويؤكدون أن القسم الأيمن لدى الرجل هو أقوى منه لدى المرأة، ماذا يعني هذا؟
الدماغ هو عضو مؤلف من أنسجة رخوة تتشعب فيها الأوعية الدموية الرفيعة والأعصاب التي تحمل الإحساسات من الخارج إلى الداخل، وتحمل أوامر الدماغ إلى سائر الأعضاء في الجسم كي تقوم بوظيفتها.
هذا من الناحية التكوينية للدماغ، أمّا من ناحية العمل (الفزيولوجي) للدماغ فقد تبين للعلم الحديث أن الدماغ يقسم إلى مناطق، وكل منطقة تقوم بمهمة أو مهمات معينة".
وقد تأكدت هذه النظرية مؤخرًا بعد أن تمكن العلماء من تصوير الدماغ وهو يقوم بوظائفه المختلفة.
(1) مجلة الديار، عدد (106) بتاريخ 5 - 11/ 5 / 1975.
وذكرت الكاتبة أن أبرز من عمل في هذا الحقل هو الدكتور (دافيدانغمار) السويدي الذي يعمل في جامعة (لوند) في السويد.
استعمل الدكتور (انغمار) غاز (كزينون) الذي يذوب في الدم ويولد إشعاعات (غاما)، وذلك لتصوير الدماغ، وهو يقوم بمهمات مختلفة.
فهو يحقن الإنسان ببعض (الكزينون) الذي يذوب، وينتقل عبر الأوعية الدموية إلى الدماغ، وتنتقل صورة ما يحدث في الدماغ عبر (32) سماعة مثبتة في أنحاء مختلفة من الرأس إلى (كومبيوتر) يقوم بتحليل تلك الصورة، وتحديد نوعية العمل الذي يقوم به الدماغ في تلك اللحظة، والركن الذي يصدر عنه ذلك العمل.
ولاحظ الدكتور (انغمار) أنّ كلّ عمل يقوم به الدماغ يصدر من مكان مختلف من الدماغ
…
، وإذا ازدادت كثافة ذلك العمل، ازدادت الرقعة العاملة من الدماغ دون أن يتغير مكانها.
وأمكن الآن تحديد الأماكن التي تقوم بشتى أنواع النشاطات، فهناك ركن خاص بالقوى النظرية والسمعية وتلك الناتجة عن اللمس
…
، بينما يتركز الإحساس الناتج عن طريق الشم في مكان آخر، إن للتفكير زاوية، وللقدرة على النطق زاوية أخرى، وكذلك القدرة على القراءَة والحساب، وضبط حركة الجسم العضلية، وتوجد زاوية للانفعال النفسي، أي للغضب والعنف، أو العطف والحنان.
وانطلاقًا من ذلك كله تبين للعلماء مؤخرًا أن الشطر الأيمن من الدماغ يعمل بصورة أنشط لدى الذكر، بينما يعمل الشطر الأيسر لدى الأنثى بنشاط أكثر من الشطر نفسه لدى الذكر.