الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد قامت للتافهين أسواق ضخمة في كل مكان باسم الفن، ولو صدقوا لسموا ذلك فجورًا وقباحة وخلاعة.
8 -
الاستشراق:
منذ عدة قرون اهتم الغربيون بدراسة ديننا ولغتنا، ودفعوا أبناءهم لدراسة الإسلام، وقد تحقق لهم ما أرادوا، وقد ألفوا ودرسوا وكتبوا، ولكنهم لم يكونوا أمناء في ذلك كله، لقد أرادوا إضلال أبناء المسلمين، وتشكيكهم في دينهم، لقد كان الاستشراق واحدًا من السبل التي خطط أعداء الإسلام لها لغزو عقول المسلمين.
المبحث الرابع في مواجهة الثقافة الغربية
قامت في العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر حركات إسلامية أخذت تنادي أبناء الإسلام، وتدعوهم إلى العودة إلى الإسلام، وتحذرهم من الخطر الداهم والمصاب الجلل الذي أصابتهم به الثقافة الغربية الغازية، وقد بدأ طلائع المد الإسلامي يظهرون في كل مكان يعرضون الإسلام الصحيح، ويُبصِّرون المسلمين بثقافتهم الإسلامية الحقة، وبدأ يسري في الأمّة الإسلامية تيار دافق مرتبط بالإسلام يحيي القلوب والنفوس، وبدأت قلاع الكفر تهتز في ديارنا، ويوشك أن تسقط، ويمكننا أن نجمل مظاهر الصحوة المباركة التي يعيشها المسلمون اليوم في النقاط التالية:
1 -
توجه الشباب إلى الفكر الإسلامي والحماس للإسلام والدعوة إليه، وعمارتهم للمساجد، ومحاولتهم الالتزام بشعائر الإسلام وشعاراته.
2 -
عودة نسبة كبيرة من النساء .. إلى الالتزام بالإسلام فكرًا وسلوكًا.
3 -
تردد أصداء الدعوة إلى الإسلام في مختلف ديار الإسلام.
4 -
الدعوة إلى إصدار تشريعات وقوانين مستوحاة من الشريعة الإسلامية أو مستمدة منها.
5 -
النشاطات والمجامع العلمية ومعاهد العلم التي تقام في كل مكان، كالمؤتمرات والتجمعات والمدارس والكليات الإسلامية
…
التي نراها تنتشر في كل مكان.
وحتى تؤتي هذه الصحوة أكلها الطيبة، وتبلغ مداها المرجو لا بدَّ من تحقيق الأمور التالية:
أ - إصلاح التعليم في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، بحيث نجعله تعليمًا إسلاميًا صافيا، ولا يكفي في هذا توجيه الشباب إلى الكتاب والسنة فحسب، بل يجب أن تجعل التعاليم والموازين والمقاييس الإسلامية ضابطة لكل العلوم، ومحورًا للعلوم أيضًا، وهذا ما يطلق عليه بعض المفكرين المسلمين اسم "أسلمة العلوم"، وقد انعقد المؤتمر التأسيسي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) في مايو 1982، ووضع قضية أسلمة مناهج التعليم في طليعة أهداف المنظمة، ثم عقدت ندوة (دور المنظمة في خدمة الفكر الإسلامي) بفاس في يناير 1983، وأدرجت مسألة أسلمة العلوم ضمن الأولويات التي ينبغي على المنظمة أن تسعى لتحقيقها، وبناء على هذا أدخل المؤتمر الإسلامي العام الأول لوزراء التربية والعلوم والثقافة الذي انعقد بالدار البيضاء في يونيه عام 1983 برناج (جعل الثقافة الإسلامية محور مناهج التعليم) في خطة عمل المنظمة لسنتي (83 - 85)، وفي هذا المجال عقدت ندوة في مدينة الرباط في 8 فبراير - 1984 باسم (ندوة جعل الثقافة الإسلامية محور مناهج التعليم) وقد
قال مدير المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الأستاذ عبد الهادي أبو طالب في كلمته التي افتتح بها الندوة:
"ليس الهدف من برنامج (جعل الثقافة الإسلامية محور مناهج التعليم)، زيادة حصص مادة التربية الإسلامية، أو تعميمها في جميع مراحل التعليم، وإنما إعادة صياغة المنهج المدرسي كله على أسس إسلامية، وتأليف مفرداته وصوغ معطياته من منظور إسلامي، وصبغ التعليم كله بالصبغة الإسلامية، لخلق جيل متماسك الشخصية، محدد الهوية، واثق بنفسه، مؤمن برسالته. ولا يتأتى هذا إلا إذا أعدنا النظر في جيع مناهج العلوم سواء منها الإنسانية أو المنضبطة أو التطبيقية في المدارس والجامعات بحيث يقع التركيز فيها على المبادئ الغربية في مادية العلم ونفعيته، ويتم فيها الإطلاع على منجزات العلماء المسلمين وإسهامهم في شتى ميادين المعرفة ومختلف فروع العلم، فليس من المعقول، ولا من الموضوعية، ولا من الأمانة العلمية في شيء أن نلقن أبناءنا مثلًا نظريات كارل ماركس وآدم سميث في الاقتصاد دون أن نعرفهم بنظريات ابن خلدون والقاضي أبي يوسف فيه، أو أن نقدم لهم منجزات غاليلو ونيوتن في الفيزياء، ونغفل إبداعات ابن الهيثم والبيروني فيها، أو أن يتدارسوا أعمال ليبنز وباسكال في الرياضيات، ونهمل أعمال الخوارزمي وجابر بن حيان فيها، أو أن نعلمهم منهج ديكارت وسبينوزا ومنطقهما دون التطرق إلى منهج الرازي والأنصاري ومنطقهما، أو نشرح لهم آراء جان جاك روسو وجون ديوي في التربية وعلم النفس بلا إشارة إلى نظريات الغزالي وابن سحنون في هذه الميادين".
وتابع الأستاذ عبد الهادي قائلًا:
"إن على شبابنا أن يدركوا بأن لهم أيضًا ثقافة إسلامية كاملة أسهمت في تطوير المعرفة الإنسانية وشاركت في تقدمها.