الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفَصْل الرابع المصَارف الإسلاميَّة
تقوم في العالم العربي والإسلامي شبكة هائلة من البنوك الربوية التي تفسد الحياة كما تفسد الاقتصاد، وقد أفرحت هذه المصارف الشيطان وأغضبت الرحمن، ولكنَّ أصحاب الغيرة من أهل العلم ورجال الاقتصاد المسلمين لم يفتؤوا ينادون مطالبين بإقامة الاقتصاد الإسلامي بعيدًا عن الربا، وإقامة مصارف إسلامية تقوم بالخدمات المصرفية، كما تقوم باستثمار المال وفق الشريعة الإسلامية.
وقد بدأت المحاولات الأولى في هذا المجال في عام 1963 حيث أنشئت بنوك الادخار المحلية في مدينة ميت غمر في مصر، ثم أقيم بنك ناصر الاجتماعي في عام 1971 ولم يقدر لهاتين التجربتين أن تمضيا علي صراط مستقيم.
وأول بنك قام على أسس سويَّة هو بنك دبي الإسلامي قام على إثره بيت التمويل الكويتي، ثم تتابع قيام البنوك الإسلامية في كل مكان، فأقيم البنك الإسلامي في الأردن، وبنك فيصل الإسلامي في السودان، وبنك فيصل الإسلامي في القاهرة، وقد زاد عدد هذه البنوك اليوم على أربعين بنكا.
وفي عام 1975 ظهر أول بنك إسلامي دولي، هو بنك التنمية الإسلامي، ومقره جدة، وقد شاركت فيه كل دول العالم الإسلامي تقريبًا.
و17 رمضان 1397 هـ الموافق 21/ 8 / 1977 تم تكوين الاتحاد الدولي
للبنوك الإِسلامية، وقد اعترف بهذا الاتحاد دوليًا.
وقد أقامت البنوك الإِسلامية مؤتمرها الأول في دبي 23 - 25 جمادى الآخرة 1399 هـ مايو 1979، وأقيم المؤتمر الثاني في الكويت بتاريخ 6 جمادى الآخرة 1403 هـ، الموافق مارس 1983 م.
وفي العام المنصرم 1403 هـ احتفل في دبي بتشكيل الهيئة العليا للفتوى والرقابة الشرعية، وعقدت الهيئة أول اجتماعاتها في 30 جمادى الآخرة 1403 هـ 13 / أبريل 1983 م.
وهذه البنوك تحاول جاهدة أن تقيم أنظمتها وفق الشرعية الإِسلامية، بعيدًا عن الربا والتعامل المحرم شرعًا.
وقد أثبتت هذه البنوك نجاحًا طيبًا في فترة وجيزة، وقد توجه كثير من أبناء الإسلام إلى التعامل مع هذه البنوك، وهجروا البنوك الربوية.
وقيام هذه البنوك يمثل لبنة في إقامة صرح النظام الاقتصادي المتكامل.