الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع الكتب السّماوية
يعظم الكتاب بعظم كاتبه، وأعظم الكتب على الإطلاق الكتب المنزلة من عند الله، على رسل الله، فهي الكتب الخالصة المبرأة من العيوب، السليمة من الاختلاف، الداعية إلى الهدى، المعرفة بالله، المبينة لحدوده، الشارحة لمراده من خلقه، وهي نور كلها، وحق كلها، {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} [المائدة: 44].
وآخر الكتب نزولًا هو القرآن الكريم، وهو كتاب محفوظ {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَينِ يَدَيهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42].
أمّا الكتب السماوية الأخرى فبعضها ضاع ولا يُعْرَف له وجود اليوم كصحف إبراهيم وبعضها موجود، ولكنه محرف أدخل فيه ما ليس منه كالتوارة والانجيل والزبور.
والإيمان بالكتب السماوية يقتضي التصديق بكل ما أخبرنا الله به منها، وذلك بالجزم بأنها بن عند الله تبارك وتعالى {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَينَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} [البقرة: 136].
أمّا العمل فكل أمة تعمل بكتابها، وهذه الأمة تعمل بالقرآن الذي تضمن خلاصة التعاليم الإلهية، ولا يجوز العمل بالشرائع المنسوخة {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18].
وليس معنى ذلك أن الشرائع السماوية مختلفة فيما بينها اختلافًا كليًّا، فهناك مواضع اتفاق، ومواضع اختلاف، والمجال هنا لا يتسع للتفصيل. (1).
(1) راجع في هذا كتابنا "الرسل والرسالات"، طبع مكتبة الفلاح - الكويت.