الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(40) صوم أحمد بن حنبل إمام أهل السنة
معلم الخير كما قال يحيى بن معين وقال: والله ما تقوى على ما يقوى عليه أحمد وعلى طريقة أحمد.
قال ابن المديني: أحمد بن حنبل سيدنا.
وقال: اتخذت أحمد بن حنبل إماماً فيما بيني وبين الله.
وقال: إن الله عز وجل أعز هذا الدين برجلين لا ثالث لهما أبو بكر الصديق يوم الرَّدَّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: أحمد بن حنبل إمامنا إني لأتزين بذكره.
وقال إسحاق بن راهويه: لولا أحمد بن حنبل وبذل نفسه لما بذلها له لذهب الإسلام.
وقال بشر بن الحارث: إن هذا الرجل قام اليوم بأمر عجز عنه الخلق أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء؟ إن أحمد بن حنبل قام مقام الأنبياء حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه ومن فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله، إن أحمد بن حنبل طار بحظها وغنائها في الإسلام.
وقال أبو ثور: كنت إذا رأيت أحمد بن حنبل خيِل إليك أن الشريعة لوح بين عينيه.
"قال إبراهيم بن هانئ -وكان أبو عبد الله حيث توارى من السلطان توارى عنده- فحكى أنه لم يرد أحد أقوى على الزهد والعبادة وجهد النفس من أبي عبد الله أحمد بن حنبل، قال: كان يصوم النهار ويعجّل الإفطار، ثم يصلي بعد العشاء الآخرة ركعات، ثم ينام نومة خفيفة، ثم يقوم فيتطهر ولا يزال يصلي حتى يطلع الفجر، ثم يوتر بركعة، وكان هذا دأبه طول مقامه عندي، ما رأيته فتر ليلة واحدة، وكنت لا أقوى معه على العبادة، وما رأيته مفطراً إلا يوماً واحداً أفطر واحتجم"(1) .
(1)"مناقب الإمام أحمد"(359) .
* وبعد خروج الإمام أحمد إلى العسكر بعد انقضاء ما اتهم به "قال أبو بكر المروزيّ قال: قال لي أحمد بن حنبل ونحن بالعسكر: لي اليوم ثمان منذ لم آكل شيئاً ولم أشرب إلا أقل من ربع سويق، وكان يمكث ثلاثاً لا يطعم، فإذا كانت ليلة الرابعة أضع بين يديه قدر نصف ربع سويق، فربما شربه وربما ترك بعضه، وكان إذا ورد عليه أمر يهمه لم يطعم ولم يفطر إلى على شربة ماء.
قال صالح بن أحمد: جعل أبي يواصل الصوم يفطر في كل ثلاث على تمر شهرين فمكث بذلك خمسة عشر يوماً، يفطر في كل ثلاث، ثم جعل بعد ذلك يفطر ليلة وليلة لا يفطر إلا على رغيف.
وكان إذا جيء بالمائدة توضع في الدهليز لكي لا يراها فيأكل من حضر، وكان إذا أجهده الحر تلقى له خرقة فيضعها على صدره (1) .
قال أبو بكر المروزي: أنبهني أبو عبد الله ذات ليلة، وكان قد واصل، فإذا هو قاعد فقال: هو ذا يدار بي من الجوع فأطعمني شيئاً فجئته بأقل من رغيف، فأكل ثم قال: لولا أني أخاف العون على نفسي ما أكلت، وكان يقوم من فراشه إلى المخرج، فيقعد يستريح من الضعف من الجوع، حتى إن كنت لأبل له الخرقة فيلقيها على وجهه لترجع إليه نفسه.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يوماً، ما ذاق شيئاً إلا مقدار ربع سويق، في كل ليلة كان يشرب شربة ماء، وفي كل ثلاث يستف حفنة من السويق، فرجع إلى البيت ولم ترجع إليه نفسه إلا بعد ستة أشهر، ولرأيت مآقية قد دخلا في حدقتيه.
وقال أبو بكر المروزي: كان أبو عبد الله بالعسكر يقول: انظر هل تجد لي ماء الباقلاء؟ فكنت ربما بللت خبزه بالماء فيأكله بالملح، ومنذ دخلنا العسكر إلى أن خرجنا ما ذاق طبيخاً ولا دسماً (2) .
(1)"مناقب الإمام أحمد"(449، 450) .
(2)
"مناقب الإمام أحمد"(454، 455) .