الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الثانى: صوم الأيام
1- صوم عشر ذي الحجة
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر"(1) .
* وقال صلى الله عليه وسلم: "ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة، ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء"(2) .
وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" -يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
قال ابن رجب في "اللطائف"(ص 276-) .
"دل الحديث على أن العمل في أيامه أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها. وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده". وقال: "والعمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره".
وقد دلّ حديث ابن عباس على مضاعفة الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منها.
* وروى عبد الرزاق عن الحسن قال: "صيام يوم من العشر يعدل شهرين". وقال عبد الكريم عن مجاهد: "العمل فى العشر يضاعف".
وقال أيضاً: "العمل في هذه الأيام العشر أفضل من العمل في أيام عشر غيرها، فكل عمل صالح يقع فى هذا الشهر فهو أفضل من عمل في عشرة أيام سواها من أي شهر كان فيكون تفضيلاً للعمل في كل يوم منه على العمل في كل يوم من أيام السنة غيره".
(1) صحيح: رواه البزار عن جابر، ورواه ابن حبان، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (1133) .
(2)
صحيح: رواه البخاري وأبو داود والترمذي عن ابن عباس.
* كان سعيد بن جبير وهو الذي روى الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه.
* وعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام أعظم ولا أحب إليه العمل عند الله فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد".
عن حميد قال: سمعت ابن سيرين وقتادة يقولان: "صوم كل يوم من العشر يعدل سنة".
قال ابن رجب في "اللطائف"(ص 277-278) :
"في المسند والسنن عن حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر، وفي إسناده اختلاف".
وروي عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي كان لا يدع صيام تسع ذي الحجة، وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
وقد تقدم عن الحسن وابن سيرين وقتادة ذكر فضل صيامه وهو قول أكثر العلماء أو كثير منهم.
* وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً العشر قط"، وفي رواية:"في العشر قط".
وقد اختلف جواب الإمام أحمد عن هذا الحديث فأجاب مرة بأنه قد روي خلافه وذكر حديث حفصة، وأشار إلى أنه اختلف في إسناد حديث عائشة فأسنده الأعمش، ورواه منصور عن إبراهيم مرسلاً، وكذلك أجاب غيره من العلماء بأنه إذا اختلفت عائشة وحفصة في النفي والإثبات أخذ بقول المثبت لأن معه علماً خفي على النافي.
* وأجاب أحمد مرة أخرى بأن عائشة أرادت أنه لم يصم العشر كاملاً يعني، وحفصة أرادت أنه كان يصوم غالبه، فينبغي أن يصام بعضه ويفطر بعضه. وهذا الجمع يصح في رواية من روى:"ما رأيته صائماً العشر"، وأما من روى:"صائماً في العشر" فيبعد أو يتعذر هذا الجمع.