الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رمضان شهر تكفير الذنوب
أنعم الكريم على الأمة بتمام إحسانه، وعاد عليها بفضله وامتنانه، وجعل شهرها هذا مخصوصاً بعميم غفرانه.
يا إخوتاه: أيام رمضان أيام محو ذنوبكم فاستغيثوا إلى مولاكم من عيوبكم.
هي أيام الإنابة فيها تفتح أبواب الإجابة، فأين اللائذ بالجناب، أين المتعرّض بالباب، أين الباكي على ما جنى، أين المستغفر لأمر قد دنا.
كم منقول في هذه الليلة من ديوان الأحياء عن قريب يفاجأ بالممات وهو مقيم على السيئات، ألا رب فَرِح بما يؤتى قد خرج اسمه مع الموتى ألا رب غافل عن تدبير أمره قد انفصمت عُرَى عمره، ألا رب مُعْرض عن سبيل رشده قد آن أوان شق لحده، ألا رُبّ رافل في ثوب شبابه قد أزف فراقه لأحبابه، ألا رب مقيم على جهله قد ترب رحيله عن أهله، ألا رب مشغول بجمع ماله قد حانت خيبة آماله، ألا ربّ ساع في جمع حطامه قد دنا تشتت عظامه، ألا ربّ مُجدّ في تحصيل لذاته قد آن خراب ذاته.
أين المعتذر مما جناه فقد اطلع عليه مولاه، أين الباكي على تقصيره قبل تحسره في مصيره.
يا مطروداً ما درى، تعاتب ولا تفهم ما جرى، متى تُرَى على الباب تُرَى.
تعالوْ كلّ من حضرا
…
لنطرق بابه سحرا
ونبكي كلنا أسفا
…
على من بات قد هجرا
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل، فقال: يا محمد، من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، قال: يا محمد، من أدرك شهر رمضان فمات ولم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل آمين، فقلت: آمين، قال: ومن ذُكرت عنده فلم يُصل عليك فمات فدخل النار فأبعده
الله، قل: آمين، فقلت: آمين" (1) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف (2) رجل ذُكرت عنده فلم يصل على، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة"(3) .
قال المناوي. "رغم أنف من علم أنه لو كفّ نفسه عن الشهوات شهراً في كل سنة، وأتى بما وُظفَ له فيه من صيام وقيام غفر له ما سلف من الذنوب فقصّر ولم يفعل حتى انسلخ الشهر ومضى، فمن وجد فرصة عظيمة بأن قام فيه إيماناً واحتساباً عظّمه الله، ومنْ لم يعظِّمه الله حقَّره وأهانه"(4) .
"والغفران مشروط بشرطين: الإيمان والاحتساب، وهما مدار الفرق بين العادة والعبادة فبدونهما يكون الصوم إرثاً وتقليداً قلّما يدفع صاحبه إلى الخير وينهاه عن الشر"(5) .
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"(6) ، "وما تأخر".
قال الحافظ ابن حجر: زاد أحمد "وما تأخر"، ووقعت هذه الزيادة في رواية الزهري عن أبي سلمة، وقد وقعت هذه الزيادة أيضاً في حديث عبادة بن الصامت عند الإمام أحمد من وجهين وإسناده حسن، وقد استوعبت الكلام على طرقه في
(1) صحيح: رواه الطبراني في (الكبير عن جابر بن سمرة، ورواه ابن حبان في "صحيحه"، وصححه الألباني فى "صحيح الجامع" رقم (75) .
(2)
رغِم: بالكسر أي لصق بالرغام أي: التراب هذا أصله، ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف.
(3)
صحيح: رواه الترمذي في الدعوات، وقال: حديث حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح، وقال بن حجر: له شواهد، وقال الألباني: وإسناده حسن، وأخرج منه الحاكم (1/549) الفقرة الأولى من هذا الوجه، وأخرج مسلم الفقرة الأخيرة منه عن أبي هريرة، وصححه الألباني في تحقيق المشكاة (رقم 927) ، و"صحيح الجامع" رقم (3510) .
(4)
"فيض القدير"(4/34) .
(5)
"الصوم في ضوء الكتاب والسنة" للأشقر ص (14) .
(6)
رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة مختصراً.
"كتاب الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة"(1) .
وقال الساعاتي في "الفتح الرباني"(9/25) : "رواه أحمد بالزيادة بعد ذكر الصوم إسناد حسن، وقال المنذري: انفرد بهذه الزيادة قتيبة بن سعيد عن سفيان وهو ثقة ثبت وإسناده على شرط الصحيح" ا. هـ.
وفي رواية النسائي: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
* وقال صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
قال الخطابي: " (إيماناً واحتساباً) أي نية وعزيمة، وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه، طيبة به نفسه غير كاره له، ولا مستثقل لأيامه لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب".
وقال البغوي: "احتساباً" أي طلباً لوجه الله وثوابه: يقال فلان يحتسب الأخبار ويتحسبّها: أي يتطلبها.
قال المناوي: "أي صام أيامه كلها إيماناً بفرضيته ومصدقاً طلباً للثواب".
قال الحافظ ابن حجر: ظاهره يتناول الصغائر والكبائر وبه جزم ابن المنذر.
وقال النووي: "المعروف أنه يختص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين، وعزاه عياض لأهل السنة، وقال بعضهم. ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة".
وقال المناوي: "غفر له ما تقدم من ذنبه" لكنْ خصه الجمهور بالصغائر والتصديق والاحتساب وهو الطواعية شرط لنيل الثواب والمغفرة في صوم رمضان، فينبغي الإتيان به بنية خالصة وطويّة صافية امتثالاً لأمره تعالى واتكالاً على وعده من غير كراهية وملالة لما يصيبه من أذى الجوع والعطش وكلفة الكفّ عن قضاء الوطر، بل يحتسب النصب والتعب في طول أيامه، ولا يتمنى ساعة انصرافه ويستلذ مضاضيته".
(1)"فتح الباري"(4/138-139) .
وقال: "علم من الأدلة الخارجية أن حقوق الخلق لابدّ فيها من رضا الخصم فهو عام خصّ بحق الله إجماعاً، بل وبالصغائر عند قوم، وظاهره أن ذلك لا يحصل إلا بصومه كله، فإن صام بعضه وأفطر بعضه لعذر كمرض -وكان لولاه لصام- جاز الثواب ذكره ابن جماعة"(1) .
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"(2) .
* عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احضروا المنبر" فحضرنا، فلما ارتقى درجة قال:"آمين"، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال:"آمين"، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال:"آمين" فلما نزل قلنا: يا رسول الله! لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه، قال:(إن جبريل عرض لي فقال: بَعُد من أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: (آمين)، فلما ترقيت الثانية قال: بَعُد من ذُكرت عنده فلم يصل عليك فقلت: (آمين)، فلما رقيت الثالثة قال: بَعُد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قلت:(آمين)(3) .
"وعن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه، عن جده قال:
صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فلما رقى عتبة قال: "آمين" ثم رقى أخرى فقال: "آمين"، ثم رقى عتبة ثالثة فقال:"آمين"، ثم قال:"أتاني جبريل فقال: يا محمد! من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله، فقلت: (آمين) ، قال: ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله، فقلت: (آمين) ، قال: ومن ذُكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله، فقلت: (آمين) "(4) .
(1)"فيض القدير"، للمناوي (4/34) .
(2)
رواه مسلم.
(3)
صحيح: رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"رقم (985) .
(4)
صحيح: رواه ابن حبان في"صحيحه"، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"، رقم (986) .
"وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين"، قيل: يا رسول الله! إنك صعدت المنبر فقلت: "آمين، آمين، آمين" فقال: "إن جبرائيل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل:(آمين)، فقلت:(آمين)
…
الحديث (1) .
يا إخوتاه.. قال ابن مسعود: وددت لو أن الله غفر لي ذنباً واحداً وأن لا يعرف لي نسب، وقال: وددت أني عبد الله بن روثة وأن الله غفر لي ذنباً واحد.
فما ظنك بغفران الذنوب في رمضان.
أخي
* يا مضيعاً اليوم تضييعه أمس، تيقظ.... ويحك
…
فقد قتلت النفس، وتنبه للسحور فإلى كم نحس، واحفظ بقية العمر فقد بعت الماضي بالبخس.
* يا من يجول في المعاصي قلبه وهمه، يا مؤثراً الهوى على التقى لقد ضاع حزمه، يا معتقداً صحته فيما هو سقمه، يا من كلما زاد عمره زاد إثمه، يا طويل الأمل وقد رق عظمه (2) .
يا لديغ الأمل قد بالغ فيه سمه.... حبال الأمل رثاث، وساحر الهوى نفّاث، رحل العصاة إلى ظلام الأجداث، باتوا شباعاً من المعاصي فإذا هم غِراث (3) .
يا قليل العبر وقد رحل أبوه وأمه، يا من سيجمعه اللحد عن قليل ويضمّه، كيف يوعظ من لا يعظه عقله ولا فهمه. كيف يُوقظ من نام قلبه لا عينه ولا جسمه؟! (4) .
(1) صحيح: رواه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحه" واللفظ له.
(2)
"التبصرة"(2/68) .
(3)
الغراث: الجوعى.
(4)
"التبصرة"(2/68-69) .
أخى
من ناله داءٌ دو بذنوبه
…
فليأت في رمضان باب طبيبة
فخُلُوف هذا الصوم يا قوم اعملوا
…
أشهى من المسك السحيق وطيبه
أو ليس هذا القول قول مليككم
…
الصوم لي وأنا الذي أجزي به
أين من كان معكم في رمضان الماضي؟، أما أفنته المنون القواضي، أين من كان يصلي التراويح في الظلم؟ سافر عن داره منذ زمان ولِمَ؟ أين من صبر على الجوع والظّمَا، غاب فما آب ومضى فما، أين الذين ارتفعت أصواتهم بالأدعية خرجت تلك الجواهر من تلك الأدعية.
* أيُّها الغافل اعرف زمانك، يا كثير الحديث فيما يؤذي احفظ لسانك، يا مسئولاً عن أعماله اعقل شأنك، يا متلوناً بالزلل اغسل بالتوبة أدرانك، يا مكتوباً عليه كل قبيح تصفح ديوانك.
* أخي؟ يا من أكثر عمره مع الذنوب قد مضى....، إن كان ما فرط يوجب السخط فاطلب في هذا الشهر الرضا، يا كثير القبائح غداً تنطق الجوارح، فأين الدموع السوافح، يا ذا الداء الشديد الفاضح سُدَّ أبواب اللهو والممازح (1) .... أيها الرائح، كيف حالك في الضرائح، من لك إذا أوثقك الذابح؟!.
* يا من قد سارت بالمعاصي أخباره، يا من قد قَبُح إعلانه وإسراره، أتؤثر الخسران -قل لي- وتختاره؟ يا كثير الذنوب وقد دنا إحضاره، نقدك بهرج إذا حُك معياره.
قد ضاعت في الذنوب الأعمار، فأين يكون لهذا الغرس إثمار؟!.
إخواني: اعرفوا قَدْر مَنْ قدر، تذكروا كيف عصيتم وستر، وايم الله لو قمتم على البصر، وسجدتم شكراً على الإبر، ما وفيتم بشكر نعيم محتقر، أما طوى
(1) جمع ممزح.
القبيح وكل الجميل نشر، أما بعض نعمه السمع والبصر.
بك أستجير ومن يجير سواكا
…
فأجر ضعيفْاً يحتمي بحماكا
يا غافر الذنب العظيم وقابلا
…
للتوب قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي
…
حاشاك تطرد لائذا حاشاكا
أنا كنت يا ربي أسير غشاوة
…
رانت على قلبي فضل سناكا
واليوم يا رب محوت غشاوتي
…
وبدأت بالقلب البصير أراكا
ذقت الهوى مرّاً ولم أذق الهوى
…
يا رب حلواً قبل أن أهواكا
* أيها المجتهد هذا ربيع جِدِّك، أيها الطالب هذه أوقات رِفدك، تيقظ أيها الغافل من سنة البطالة، تحفظ أيها الجاهل من شبه الضلالة، اغتنم سلامتك في قبرك قبل انقراض مدتك وعزم عدتك، وإزماع فوتك وانقطاع صوتك، وعثور قدمك وظهور ندمك؟ فإن العمر ساعات تذهب وأوقات تنهب، وكلها معدودة عليك، والموت يدنو كل لحظة إليك.
قال السري السقطي: "السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، وأنفاس العباد ثمرتها، فشهر رجب أيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطفها، والمؤمنون قطّافها".
هذه الأشهر الثلاث المعظمة كالجمرات الثلاث، فرجب كأول جمرة تحمي بها العزائم، وشعبان كالثانية تذوب فيها مياه العيون، ورمضان كالثالثة تورق فيها أشجار المجاهدات، وأي شجرة لم تورق في الربيع قطعت للحطب.
فيا منْ قد ذهبت عنه هذه الأشهر وما تغير أحسن الله عزاءك!
ياهذا:
لو قيل لأهل القبور تَمنَّواْ لتمنوا يوماً من رمضان، وأنت كلما خرجت من ذنوب دخلت في أخر، يا قليل الصفا إلى كم هذا الكدر، أنت في رمضان كما
كنت في سفر، أما تنفعك العبر، أَصُمّ السمعُ أمْ غُشِي البصر، آن الرحيل وأنت على خطر، ودنا السفر وتأمن الغِيَر؟!، وعند الممات يأتيك الخبر.
أنا العبد الذي كسب الذنوبا
…
وصدته الأماني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينا
…
على زلاته قلقاً كئيباً
أنا العبد الذي سطرت عليه
…
صحائف لم يخف فيها الرقيبا
أنا العبد المسيء عصيت سرّاً
…
فمالي الآن لا أبدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمري
…
فلم أرع الشبيبة والمشيبا
أنا العبد الغريب بلج بحر
…
أصيح لربما ألقى مجيبا
أنا العبد السقيم من الخطايا
…
وقد أقبلت ألتمس الطبيبا
أنا العبد المخلف عن أناس
…
حووا من كل معروف نصيبا
أنا العبد الفقير مددت كفي
…
إليكم فارفعوا عني الخطوبا
أنا الغدار كم عاهدت عهداً
…
وكنت على الوفاء به كذوبا
أنا المقطوع فارحمني وصلني
…
ويسر منك لي فرجاً قريباً
أنا المضطر أرجوا منك عفواً
…
ومن يرجو رضاك فلن يخيبا
فيا أسفي على عمر تقضى
…
ولم أكسب به إلا الذنوبا
وأحذر أن يعاجلني ممات
…
يحير هول مصرعه اللبيبا
ويا حزناه من حشري ونشري
…
بيوم يجعل الولدان شيبا
تفطرت السماء به ومارت
…
وأصبحت الجبال به كثيباً
إذا ما قمت حيراناً ظميئا
…
حسير الطرف عرياناً سليبا
ويا خجلاه من قبح اكتسابي
…
إذا ما أبدت الصحف العيوبا
وذلة موقف وحساب عدل
…
أكون به على نفسي حسيبا
ويا حذراه من نار تلظى
…
إذا زفرت وأقلقت القلوبا
تكاد إذا بدت تنشق غيظاً
…
على مَنْ كان ظلاماً مريبا
فيا من مَدّ في كسب الخطايا
…
خطاه أما آن الأوان لأن تتوبا (1)
أخي:
يا صاحب الخطايا أين الدموع الجارية؟!.
يا كثير المعاصي ابك على الذنوب الماضية، يا مبارزاً بالقبائح أتصبر على الهاوية، أسفاً لك إذا جاءك رمضان وما أنبت، واحسرةً لك إذا دعيت إلى التوبة فما أجبت، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل وما تأهبت، ألست الذي بارزت بالكبائر وما راقبت.
قد مضى في اللهو عمري
…
وتناهى فيه أمري
شمر الأكياس وأنا
…
واقف قد شيب أمري
بان ربح الناس دوني
…
ولحيني بان خسري
ليتني أقبل وعظي
…
ليتني أسمع زجرى
كل يوم أنا رهن
…
بين آثامي ووزري
ليت شعري هل أرى لي
…
هِمة في فك أسري
أو أُرى في توبة صدق
…
قبل أن أنزل قبري
ويح قلبي من تناسيه
…
مقامي يوم حشري
واشتغالي عن خطايا
…
أثقلت والله ظهري
(1) الإمام الصرصري.