الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رمضان شهر ليلة القدر
وليلة القدر ليلة يفتح فيها الباب، ويقرب فيها الأحباب، ويسمع الخطاب ويرد الجواب ويُسنى للعاملين عظيم الأجر.
هي ليلة عتق ومباهاة، وخدم ومفاجأة، وقربة ومصافاة.
قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر)[القدر كاملة] .
"الحديث في هذه السورة عن تلك الليلة الموعودة المشهودة التي سجلها الوجود كله في فرح وغبطة وابتهال. ليلة الاتصال المطلق بين الأرض والملأ الأعلى. ليلة بدء نزول هذا القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليلة ذلك الحدث العظيم الذي لم تشهد الأرض مثله في عظمته، وفي دلالته، وفي آثاره في حياة البشرية جميعاً، العظمة التي لا يحيط بها الإدراك البشري.
* آيات تكاد ترف وتنير. بل هي تفيض بالنور الهادئ الساري الرائق الودود نور الله المشرق في القرآن (إنا أنزلناه في ليلة القدر) .
* ونور الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر.
* ونور الفجر الذي تعرضه النصوص متناسقاً مع نور الوحي ونور الملائكة، وروح السلام المرفرف على الوجود وعلى الأرواح السارية في هذا الوجود (سلام هي حتى مطلع الفجر) ، قد يكون معناه التقدير والتدبير. وقد يكون معناه القيمة والمقام. وكلاهما يتفق مع ذلك الحدث العظيم.. حدث القرآن والوحي والرسالة.. ليس أعظم منه ولا أقوم في أحداث هذا الوجود وليس أدل منه كذلك على التقدير والتدبير في حياة العبيد.
وهي خير من ألف شهر. والعدد لا يفيد التحديد. في مثل هذه المواضع من القرآن إنما يفيد التكثير. والليلة خير من آلاف الشهور في حياة البشر.
فكم من آلاف الشهور وآلاف السنين قد انقضت دون أن تترك في الحياة بعض ما تركته هذه الليلة المباركة السعيدة من آثار وتحولات.
* والليلة من العظمة بحيث تفوق حقيقتها حدود الإدراك البشري (وما أدراك ما ليلة القدر) .
هي ليلة عظيمة باختيار الله لها لبدء تنزيل هذا القرآن. وإفاضة هذا النور على الوجود كله. وإسباغ السلام من الله على الضمير البشري والحياة الإنسانية.
وحين ننظر اليوم من وراء الأجيال المتطاولة إلى تلك الليلة المجيدة السعيدة، ونتصور ذلك المهرجان العجيب الذي شهدته الأرض في هذه الليلة، ونتدبر حقيقة الأمر الذي تم فيها، ونتملى آثاره المتطاولة في مراحل الزمان وفي واقع الأرض، وفىِ تصورات القلوب والعقول.. فإننا نرى أمراً عظيماً حقاً، وندرك طرفاً من مغزى هذه الإشارة القرآنية إلى تلك الآية:(وما أدراك ما ليلة القدر) .
لقد فرق فيها من كل أمر حكيم، وقد وضعت فيها قيم وأسس وموازين، وقد قررت فيها من أقدار أكبر من أقدار الأفراد أقدار أمم ودول وشعوب، بل أكثر وأعظم.. أقدار حقائق وأوضاع وقلوب!
ولقد تغفل البشرية -لجهالتها ونكد طالعها- عن قدر ليلة القدر.
وعن حقيقة ذلك الحدث، وخسرت السعادة والسلام الحقيقي -سلام الضمير، وسلام البيت وسلام المجتمع- الذي وهبها إياه الإسلام. ولم يعوضها عما فقدت ما فتح عليها من أبواب كل شيء من المادة والحضارة والعمارة، فهي شقية، شقية على الرغم من فيض الإنتاج وتوافر وسائل المعاش!
لقد انطفأ النور الجميل الذي أشرق في روحها مرة، وانطمست الفرحة الوضيئة التي رفت بها وانطلقت إلى الملأ الأعلى، وغاب السلام الذي فاض على الأرواح والقلوب، فلم يعوضها شيء عن فرحة الروح ونور السماء وطلاقة الرفرفة إلى عليين" (1) .
وليلة قَدْر أشرقت في تطلعي
…
إلى الله، أدعو أستمد الرضا الأعلى
(1)"الظلال"(6/3944-3946) .
وأدنو بخفق القلب مِلْءَ ضراعتي
…
بصمت، وبعض الصمت من كَلم أَجْلَى
وأسأل رب الكونُ للكون رحمةً
…
حناناً.. وإحساناً.. وعافية مُثلى
أيا ليلة القدر السنية ليت لي
…
شُعاعَ تَجَل منك يُسعفُ في الجلى
ويسمو بهذا الحُبِّ حُرّاً لربِّه
…
من الملأ الأدنى إلى الملأ الأعلى (1)
قال الزهري: سميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها، من قولهم لفلان قدر أي شرف ومنزلة.
"ليلة القدر: قال مجاهد: ليلة الحكم. وقال سعيد بن جبير: يؤذن للحجاج في ليلة القدر فيكتبون بأسمائهم، وأسماء آبائهم، فلا يغادر منهم أحد ولا يزاد فيهم ولا ينقص منهم".
قال رجل للحسن وأنا أسمع: رأيت ليلة القدر في كلّ رمضان هي؟ قال: نعم، والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي كل رمضان، وإنها لليلة القدر "فيها يفرق كل أمر حكيم" فيها يقضي الله كل أجل وعمل ورزق إلى مثلها.
عن ابن عمر: ليلة القدر في كل رمضان.
(وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر) .
قال ابن جرير: قال بعضهم معنى ذلك العمل في ليلة القدر بما يرضي الله، خير من العمل في غيرها ألف شهر.
عن مجاهد قال: "عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر".
(1)"قصيدة تطلع إلى شعاع"(ص 291) من ديوان قلب ورب لعمر بهاء الأميري.
وقال عمرو بن قيس الملائي: "عمل فيها خير من عمل ألف شهر".
وقال آخرون: معنى ذلك أن ليلة القدر خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
عن قتادة: خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. وسرد أقوال أخرى، ثم قال ابن جرس: وأشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزيل قول من قال: عمل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر" (1) .
قال أبو بكر الورّاق: سميت ليلة القدر لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر على لسان ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وعلى أمة ذات قدر.
(تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) .
تنزل الملائكة وجبريل معهم في ليلة القدر من كل أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل.
قال قتادة: يقضي فيها ما يكون في السنة إلى مثلها.
(سلام هي حتى مطلع الفجر) .
قال ابن جرير: سلام ليلة القدر من الشر كله من أولها إلى طلوع الفجر من ليلتها.
قال قتادة: "هي خير كلها إلى مطلع الفجر"(2) .
عن أنس رضي الله عنه قال: "دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم"(3) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم"(4) .
(1)"تفسير الطبري"(12/259-260) .
(2)
"تفسير الطبري"(12/261) .
(3)
حسن: رواه ابن ماجه وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب"(1/418 حديث رقم 990) .
(4)
حسن: رواه النسائي والبيهقي، وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب"(1/418 حديث 989) .
هذه ليلة يربح فيها من فهم ودرى، ويصل إلى مراده كل من جَدّ وسرى، ويُفك فيها العاني وتطلق الأسْرى.
أخي: يهون العمر كله إلا هذه الليلة.
لقد كان رسولكم صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ويعتكف، إلتماساً لتلك الليلة، كان يواصل ابتغاء لتلك الليلة.
فيا مَنْ ضاع عمره في لا شيء استدرك ما فات فى ليلة القدر فإنها تحسب بالعمر.
شفيت بها قلباً أطيل غليله
…
زمانا فكانت ليلة بليالي
وإليك هدايا الملك تزف فى هذه الليلة.
يقول الأميري في ليلة القدر:
تألهَ قَلْبيَ لَماّ سجَدْتُ
…
أهيمُ بِمحْراب خَيرِ الأنامْ
وأرْسِلُ مِنْ شَفَتَيهِ الدعَاءَ
…
وَجياً، وفي السَمْع سَجْعُ الحَمَامْ
وفي أعْيني مِنْ سَنَا الله بَرقٌ
…
يُحَس، ولكنهُ لا يُشَامْ
لَهُ في خَلايايَ دَفْع وِرَفعٌ
…
إلى شرفَاتِ حِمَىً لا يُرامْ
أغيبُ، كَمَنْ نامَ في نشوَة
…
ونَفسِي عُيُونُ هَوَىً لا تَنَامْ
وأشعر أن كيانى تمدد
…
حتى تخطى الدنى والحطام
أقول سموت وفوق السمو
…
أقول: ثملت وما من مدام
أقول: آرْتَوَيْتُ أجَلْ، لاولا
…
وكَيفَ آرْتَوَيْتُ وكُلّي أوامْ؟!!
ألَا إنها نُعْمَيَاتُ التجَلي
…
هُيَامُ سُجُود يَفُوقُ الهُيَامْ
فَسُبحَانَكَ الله مِلءَ الوُجُودِ
…
ومِلءَ السجُود ِومِلْءَ القِيَامْ
ويرق شعر الأميري ويرق ويعذب في ليلة القدر:
يا رُؤى الإشراق في الليلِ المنيرِ
…
يا شذا الرضوانِ في الخلدِ النضيرِ
هلْ لنَفْسي أَملٌ في نَفْحَة
…
مِن فُيوضِ الله، إنْ لج مسيري
هذه روحيَ حامَتْ وَلَهاً
…
وتسامَتْ فِوقَ أجواءِ الأثيرِ
واشرأبت والجوى يَحْفِزُها
…
في التماس الأمَلِ الرحبِ الأثير
تبتَغي مِن لَيلةِ القَدْرِ سَناً
…
لَيتَها تنعَمُ مِنْهَا بعبِيرِ (1)
(1)"في ليلة القدر"(ص 90-100) من ديوان صفحات ونفحات لعمر بهاء الدين الأميري الطعبة الأولى مؤسسة الشرق للعلاقات العامة للنشر والترجمة.
وإليك هدايا الملك الكريم الجواد تزف في هذه الليلة:
* عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"(1) .
قال كعب الأحبار: "نجد هذه الليلة حطوطاً تحط الذنوب"(2) .
لاستحياء ذكرى نزول القرآن في أرواحنا لتظل موصولة بها أبداً حث الرسول صلى الله عليه وسلم على قيام هذه الليلة.
والإسلام ليس شكليات ظاهرية، ومن ثَمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في القيام في هذه الليلة أن يكونا "إيماناً واحتساباً".. وذلك ليكون هذا القيام استحياء للمعاني الكبيرة التي اشتملت عليها هذه الليلة "إيماناً" وليكون تجرداً لله وخلوصاً "واحتساباً"..
ومن ثَم تنبض في القلب حقيقة معينة بهذا القيام.. ترتبط بهذا المعنى الذي نزل به القرآن.
والمنهج الإسلامي في التربية يربط بين العبادة وحقائق العقيدة في الضمير، ويجعل العبادة وسيلة لاستحياء هذه الحقائق وإيضاحها وتثبيتها في صورة حية تتخلل المشاعر ولا تقف عند حدود التفكير.
وقد ثبت أن هذا المنهج وحده هو أصلح المناهج لإحياء هذه الحقائق ومنحها الحركة في عالم الضمير وعالم السلوك، وأن الإدراك النظري وحده لهذه الحقائق بدون مساندة العبادة، وعن غير طريقها، لا يقر هذه الحقائق، ولا يحركها حركة واقعة في حياة الفرد ولا في حياة الجماعة.
وهذا الربط بين ذكرى ليلة القدر وبين القيام فيها إيماناً واحتساباً هو طرف من هذا المنهج الإسلامي الناجح القويم (3) .
(1) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
(2)
"مختصر قيام الليل"(ص 109) .
(3)
"الظلال"(6/3946) .
دعا رمضان الخير كل مرابط
…
لديه.. فلبى المؤمنون على الإثرِ
وطافت بهم ريحُ الجنان عليلةً
…
تهب من الرحمن.. ذائعة النشر
تنفس فيها الخلدُ حين تفتحت
…
أزاهيره البيضاءُ في "ليلة القدر"
فطوبى لمن يحظى بشم عبيرها
…
فيسجد مغشياً عليه من البشْرِ
ويضرع في حب ويبكي من الجوى
…
ويكتم أشواقاً تأجَّجُ كالجمر
ويُصغِى إلى صوت السماء كأنه
…
صدى خفقات القلب ينبض في الصدر
صيامُك مفتاح لكل فضيلة
…
يزودك التقوى.. ويغريك بالطهر
فقل مخلصاً.. آمنت بالله واستقم
…
وأحسن له الأعمال في السر والجهر (1)
ليلة مباركة تشرف فيها الأرض بالملائكة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليلة القدر ليلة السابعة أو التاسعة وعشرين وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى"(2) .
ما يدعى به في ليلة القدر:
عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها، قال: قولي "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"(3) .
ليلة القدر:
قال ابن حجر: "وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأخير، وأنها تنتقل.
وأرجاها أوتار العشر، وأرجى أوتار العشر عند الجمهور ليلة سبع وعشرين" (4) .
(1)"تأملات في رمضان"(ص 145-146) من ديوان "نداء الحق" لأحمد محمد الصديق.
(2)
إسناده حسن: رواه أحمد، والطبراني في الأوسط وابن خزيمة، والطيالسى. وقال الهيثمي: رجاله ثقات، وحسن إسناده الألباني في "صحيح الجامع"(رقم 5349) ، و"صحيح ابن خزيمة"(3/332) .
(3)
إسناده صحيح: رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه الترمذي، وقال الألباني: إسناده صحيح "المشكاة"(رقم 2091) .
(4)
"فتح الباري"(جـ 4) .
ويقول ابن تيمية رحمه الله:
"ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، وتكون في الوتر منها، لكن الوتر يكون باعتبار الماضي مْتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين.
ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "التاسعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى"
فعلى هذا اذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الإشفاع وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى وهكذا.
فسرّه أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح، وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر، وإن كان الشهر تسعاً وعشرين، كان التاريخ بالباقي كالتاريخ الماضي، وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال صلى الله عليه وسلم:"تحروها في العشر الأواخر"، وتكون في السبع الأواخر أكثر، وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين، كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين" (1) .
إلهي لو أنفقت عمري ساجداً
…
أقدس، ما وفيت حمدك ياربي
وفي ذروة الإحسان والفضل والجدا
…
بذاك بأن أودعت حمدك في قلبي
فظل وجيبي المستمر مقدساً
…
عُلاك، ولو أني مقيم على ذنبي
على أن ذنب المؤمن الحر ينتهي
…
إلى التوب.. والرحمن يجزي على التوب (2)
ويرحم الأميري حين يصور صراع الروح والجسم في ليلة القدر:
تضِج برأسي طُيوف العُلى
…
ويتقِدُ النورُ في نَاظِرَي
وَتهتَاجُ حِسّي طُيوبُ البَها
…
وتُغْري الخِلاباتُ جسِميِ عليّ
فألبث حَيرانَ حَيرانَ منْ
…
تَهاتُر هذا وذيّاك فِيّ
ويَظْهرُ بؤْسي، ويُهْدَرُ أنسي
…
وَتُصْهَرُ نَفْسي، مِنْ حَيرَتَي
فيا رَحمة وَسِعَتْ كلّ شيء
…
إِليَّ.. إليَّ.. إليَّ.. إليَّ (3)
(1)"مجموع فتاوى ابن تيمية"(25/283-285) ، انظر كتاب "رهبان الليل" وفيه تفصيل عن ليلة القدر وآدابها.
(2)
لعمر بهاء الأميري من ديوان قلب ورب.
(3)
"في ليلة القدر" لعمر بهاء الأميري من ديوان "صفحات ونفحات".
كان شيخ الإسلام أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري كثير ما يقول في مجلسه وفي غير المجلس: "عفوك يا عفو عفوك، في المحيا عفوك، وفي الممات عفوك، وفي القبور عفوك، وعند النشور عفوك، وعند تطاير الصحف عفوك، وعند ممر الصراط عفوك، وعند الميزان عفوك، وفي جميع الأحوال عفوك يا عفو عفوك". قال أبو عمرو بن أبي جعفر: ورؤي أبو عثمان في المنام بعد وفاته بأيام فقيل له: ماذا انتفعت من أعمالك في الدنيا؟ فقال: بقولي: عفوك عفوك (1) .
* * *
(1)"فضائل الأوقات للبيهقي"(ص 259) تحقيق عدنان القسي طبع مكتبة المنارة بمكة.