الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأوّل من قتل مسلما صبرا، قتل حجر بن عدىّ وأصحابه كما تقدم.
وهو أول من اقتنى الضّياع، وأحدث فى أيامه ديوان الخاتم، وكان سبب ذلك أنه أمر لعمرو [1] بن الزّبير بمائة ألف درهم، وكتب له بها على زياد، فصيرّ [2] عمرو المائة مائتين، فلما [رفع][3] حساب زياد أنكرها معاوية، وأخذ عمرا بردّها [4] ، فوفّاها عنه أخوه عبد الله. ثم أمر معاوية بختم الكتب وحزمها.
وزاد فى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعله ثمانى درجات، وأول من جعل درجات المنبر خمس عشرة مرقاة، واتخذ المقصورة [5] فى المسجد.
وأول خليفة بايع لابنه، وأول من وضع البريد، وأول من سمى الغالية التى يطيّب بها «غالية» .
وكان يقول: أنا أول الملوك.
ذكر شىء من سيرته وأخباره
كان يضرب بحلم معاوية المثل، ولم يعرف له زلّة تنافى الحلم إلّا قتل حجر بن عدىّ وأصحابه.
وقد نقل من كلامه ألفاظ، منها أنه قال: إننى لأرفع نفسى أن يكون ذنب أعظم من عفوى، وجهل أكثر من حلمى، وعورة لا أواريها بسترى، أو إساءة أكثر من إحسانى..
[1] أمر معاوية لعمرو بهذا فى معونته وقضاء دينه.
[2]
فض عمرو الكتاب وصير المائة مائتين.
[3]
ثبتت هذه الكلمة فى النسخة (ن) .
[4]
وحبسه.
[5]
عمل معاوية المقصورة فى الشام لما ضربه الخارجى، ثم عمل مروان المقصورة فى المدينة
وقال: العقل والحلم أفضل ما أعطى العبد، فإذا ذكّر ذكر، وإذا أعطى شكر، وإذا ابتلى صبر، وإذا غضب كظم، وإذا قدر غفر، وإذا أساء استغفر، وإذا وعد أنجز..
قال عبد الله [1] بن عمير: أغلظ رجل لمعاوية، فأكثر، فقيل له: أتحلم عن هذا؟ فقال: إنى لا أحول بين الناس وألسنتهم.
ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا.
وروى ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا المسور ابن مخرمة أنه وفد على معاوية، قال: فلمّا دخلت عليه سلّمت، فقال: ما فعل طعنك على الأمة يا مسور؟ قلت: دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له، قال: والله لتكلمنى يذات نفسك. قال فلم أدع شيئا أعيبه عليه إلّا أخبرته به. فقال: «لا أبرأ من الذنوب! أفمالك يا مسور ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك؟» قلت: بلى.
قال: «فما جعلك أحقّ بأن ترجو المغفرة منّى؟ فو الله لما أنا [2] ألى من الإصلاح بين الناس وإقامة الحدود والجهاد فى سبيل الله والأمور العظام التى ليست [3] أحصيها ولا تحصيها أكثر ممّا تلى. وإنى لعلى دين يتقبّل الله فيه الحسنات ويعفو عن السيّئات، وو الله لعلى [4] ذلك ما كنت لأخيرّ بين الله وبين ما سواه إلا اخترت الله على ما سواه.
قال المسور: ففكرّت حين قال ما قال فعرفت أنه خصمنى! قال: فكان
[1] كذا جاء فى المخطوطة مثل الكامل لابن الأثير، وجاء فى رواية الطبرى «عبد الملك بن عمير» .
[2]
فى الاستيعاب ج 3 ص 402: «فو لله لما ألى من الإصلاح» .
[3]
فى الاستيعاب: «لست» .
[4]
ثبتت هذه الكلمة فى النسخة (ك) كما فى الاستيعاب، وسقطت من النسخة (ن) .