الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها عزل يزيد عمرو بن سعيد، واستعمل الوليد بن عتبة ابن أبى سفيان، وسبب ذلك أن الوليد وناسا من بنى أميّة قالوا ليزيد:
لو شاء عمرو لأخذ بن الزبير وسرّح [1] به إليك. فعزله، ولم يكن كذلك، بل كان ابن الزبير كاده.
وحج الوليد فى هذه السنة بالناس.
سنة اثنين وستين ذكر وفد أهل المدينة إلى يزيد بن معاوية وخلعهم له عند عودهم
وفى هذه السنة وفد جماعة من أهل المدينة إلى يزيد بن معاوية بالشام، فيهم عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة [2] وعبد الله بن أبى عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومى، والمنذر بن الزبير، ورجال كثير من أشراف أهل المدينة.
وكان ابن الزبير قد كتب [3] إلى يزيد لمّا استعمل الوليد ابن عتبة على الحجاز يقول: «إنك بعثت إلينا رجلا أخرق، لا بتّجه لرشد، ولا يرعوى لعظة الحكيم، فلو بعثت رجلا سهل الخلق
[1] فى الكامل ج 3 ص 306 «وسرحه» ، وفى تاريخ الطبرى ج 4 ص 366 «وبعث به» .
[2]
لقب حنظلة بن أبى عامر الأنصارى الأوسى ب «غسيل الملائكة» لأنه لما استشهد فى غزوة أحد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أنه «تغسله الملائكة» .... وابنه «عبد الله» مولود على عهد النبى صلى الله عليه وسلم.
[3]
فى تاريخ الطبرى والكامل: «أن ابن الزبير عمل بالمكر فى أمر الوليد بن عتبة فكتب....» .
رجوت أن يسهل من الأمور ما استوعر منها، وأن يجتمع ما تفرّق» [1] فعزل يزيد الوليد، واستعمل عثمان بن محمد بن أبى سفيان، وهو فتى غرّ حدث لم تحنّكه التجارب، ولا يكاد ينظر فى شىء من سلطانه ولا عمله.
فوفد هذا الوفد إلى يزيد، فقدموا عليه، فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم، فأعطى عبد الله بن حنظلة مائة ألف درهم، وكان معه ثمانية بنين فأعطى كل واحد منهم عشرة آلاف، وأجاز المنذر بن الزبير بمائة ألف كتب له بها على عبيد الله بن زياد فتوجه إلى العراق فقبضها.
ورجع الوفد إلى المدينة إلّا المنذر، فلمّا قدموا المدينة قاموا فى الناس فأظهروا شتم يزيد وعيبه، وقالوا:«قدمنا من عند رجل ليس له دين، يشرب الخمر، ويعزف بالطّنابير، وتعزف عنده القيان، ويلعب بالكلاب، ويسمر عنده الحزّاب (وهم اللصوص) وإنا نشهدكم أنّا قد خلعناه» .
وقام عبد الله بن حنظلة فقال: «جئتكم من عند رجل لو لم أجد إلّا بنىّ هؤلاء لجاهدته، وقد أعطانى وأكرمنى، وما قبلت منه عطاءه إلّا لأتقوّى به» .
فخلعه الناس، وبايعوا عبد الله بن حنظلة على خلعه، وولّوه عليهم.
ثم قدم المنذر من العراق إلى المدينة، فحرّض الناس على يزيد،
[1] زاد الطبرى «فانظر فى ذلك، فإن فيه صلاح خواصنا وعوامنا إن شاء الله، والسلام» .